متابعة/ المدىالمسدسات والبنادق البلاستيكية قد غزت العراق بعد 2003 عندما حاول الاطفال وخصوصاً خلال ايام العيد تقليد مايقوم به الجنود الاميركان في العراق وهم يحملون مختلف انواع الاسلحة.ومنذ عام 2003، وحتى اليوم هيمنت المسدسات والبنادق البلاستيكية على اهتمامات الاطفال،لاسيما في ايام الاعياد،اذ يرى مختصون بعلم النفس
ان هذه الظاهرة ليست سوى انعكاس سلبي لما طبع في مخيلة الاطفال خلال تواجد القوات الاميركية والعراقية في شوارع المدن،فضلاً عما تركته سنوات العنف الطائفي من ندوب في نفوس الاطفال والمراهقين. في حين يرى مختصون اخرون العكس من ذلك حيث يقول الدكتور سعد السامرائي ان العنف هو جزء من حياة الانسان كما هو السلم وعليه في ذلك ان يختار فاذا اراد الاخير فذلك ياتي بالتربية الصحيحة والسليمة والوصول الى القرار الصحيح بارادته وتعليم الطفل كيف يختار. ويصف السامرائي التربية في العراق بانها احادية الجانب وتعتمد اغلبها على الاوامر وكلمة(لا) فقط متناسين اهمية وجود نقاش عقلي بين الاسرة والطفل. ويمثل امتلاك الأطفال في العراق لعباً على شكل أسلحة وبنادق ومسدسات ومفرقعات أمراً مألوفاً،لكنه يأخذ نطاقاً أوسع خلال أيام الأعياد ومنها عيد الفطر المبارك رغم التحذيرات المتكررة من المؤسسات الصحية ومنظمات المجتمع المدني التي تدعو الى إبعاد الاطفال عن أجواء العنف ومخاطر هذه الألعاب. حيث كشف مستشفى ابن الهيثم التعليمي للعيون في بغداد عن اصابة 36 طفلا بالمسدسات والبنادق البلاستيكية خلال ايام عيد الاضحى الماضي،ادخل اربعة منهم الى المستشفى في حين وصل عدد الاصابات خلال عيد الفطر الماضي الى 55 اصابة من بينها 14 اصابة ادخلت للمستشفى. وقال مدير اعلام صحة الرصافة عباس راضي ان الاصابات خلال عيد الاضحى انخفضت في بغداد بسبب مناشدة المستشفى الجهات الحكومية والاهالي عدم شراء هذه الاسلحة من الاسواق المحلية الى جانب الحملة التي تقوم بها وسائل الاعلام الملتزمة. ويقول الخبير الاقتصادي الدكتور سالم محمد عبود ان عملية تربية الاطفال تعتمد على وسائل متعددة ومن ضمنها وسائل التعليم او الالعاب مشيراً الى ان الاونة الاخيرة شهدت ظهور العاب لم تراع سايكولوجية اللعب ولم تاخذ الجوانب الاعتبارية ونتائجها واثارها وهي قد تؤدي بالطفل الى نوع من السلوك العدواني او حدوث اثار جسدية على شخصه. ويعزو عبود احد اسباب انتشار هذه الالعاب إلى الوضع العام الهش الموجود في التركيبة الاقتصادية في العراق والاستيراد العشوائي وعدم وجود اخلاقيات عند كثير من التجار وكذلك عدم وجود ضوابط ومواصفات للعبة وعدم دخول جهات فنية تحدد ابرز المواصفات لتلك الالعاب ما ادى الى ان يكون السوق العراقي مرتعاً لمثل هذه الظواهر فضلاً عما تعرضه الفضائيات من افلام غير منضبطة من الناحية التربوية او الوسائل او الادوات ولاتهتم للاثار المستقبلية على الطفل داعياً الى ضرورة تبني مسؤولية قضية استيراد هذه الالعاب وتحديد مواصفاتها من قبل الجهات ذات العلاقة. من جانبه اعتبر التدريسي في مركز بحوث السوق وحماية المستهلك في جامعة بغداد الدكتور بهاء نظام عيسى الموسوي هذا الموضوع حيوياً جدا ويحتاج الى دور الاجهزة المعنية وكيفية السماح بتوريد او تصنيع اللعب التي تنمي ذهنية الطفل وتنمي لديه حب المواطنة والتعايش مع زملائه الاطفال. ويشدد الموسوي على دور الاجهزة الحكومية بتحديد وفرض ضوابط والتزامات وغرامات للمستوردين لهذه الالعاب سواء كان التاجر او البائع. الى ذلك شجب رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك الدكتور سند الاعرجي انتشار الالعاب. في غضون ذلك اعتبرت جمعية حماية المستهلك لعب الاطفال التي تكون باصوات مزعجة وعلى شكل مفرقعات بانها تؤدي إلى حصول مخاطر وتنمية حالة العنف عند الاطفال. ويسعى الأطفال في العراق وخاصة في الأحياء الشعبية الى شراء لعب على شكل بنادق ومسدسات مشابهة لتلك التي يحملها الجنود الأميركيون أو العراقيون وهي مصنعة بشكل يشابه الأسلحة الحقيقية وغالبيتها مستوردة من الخارج. ويعمل عراقيون على استيراد هذه الأنواع من لعب الأطفال كونها تشهد إقبالاً كبيراً وتحقق إيرادات مضمونة مما يجعل المحال التجارية وباعة الأرصفة في حركة بيع واسعة خلال أيام العيد مقارنة بالشهور الأخرى فيما اتسعت مجالات الاستيراد من قبل التجار لتشمل المفرقعات النارية وأخرى على شكل متفجرات تصدر أصواتا مرعبة ولعبا اخرى تستخدم في تقييد الأيدي. واعتبر حميد مجيد وهو صاحب محل لبيع الألعاب من جهته طبيعة الأوضاع الأمنية غير المستقرة والخروقات الأمنية وما يراه الأطفال كل يوم من مشاهد مؤلمة للعنف والدمار هي التي تؤثر في نفسيتهم وليست الألعاب البسيطة من البلاستيك التي يلعبون بها،على حد قوله. الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية في وزارة التخطيط والتعاون الانمائي كان له القرار الاخير في هذا الموضوع حيث بين رئيس الجهاز المهندس سعد عبد الوهاب ان لجنة وضع ضوابط استيراد لالعاب الاطفال الخطرة ستقوم بمنع بعض من انواع هذه الالعاب بسبب ماتلحقه من اضرار نفسية وجسدية على الاطفال. ويقول عبد الوهاب ان اللجنة التي تشكلت قبل ثلاثة اشهر لوضع ضوابط لاستيراد الالعاب الخطرة للاطفال بناء على توجيه من الاما
البنادق البلاستيكية تغزو الأسواق.. والعراقيون ينتظرون قراراً بوقف استيرادها
نشر في: 20 يناير, 2011: 06:36 م