متابعة/ المدىجدد مثقفون عراقيون رفضهم للمداهمات التي تنفذها قوات امنية ضد مقر الاتحاد العام للادباء والكتاب في العاصمة بغداد بشكل متكرر كان اخرها، الاثنين الماضي، حين داهمت قوة امنية بصحبة معاون مركز شرطة السعدون الذي يقع مبنى الاتحاد ضمن قاطع مسؤوليته، معتبرين تلك المداهمات محاولة"لاسلمة المجتمع"عبر ممارسات"غير ثقافية".
وقال رئيس اتحاد الادباء والكتاب في العراق فاضل ثامر لوكالة كردستان للانباء ان"الاتحاد سيحافظ على حقه في استعادة فتح النادي الاجتماعي من خلال الآليات القانونية والاصولية وهي تجديد الاجازة"، مؤكدا وجود"مصاعب جديدة وضبابية من قبل الجهات المعنية بهذا الشان".يشار الى ان مفكرين وإعلاميين وسياسيين ونوابا وناشطين حقوقيين اطلقوا أمس الأربعاء حملة وطنية لفصل الدين عن السياسة في بلدهم، مؤكدين أن الكثير من القادة العراقيين الحاليين ما كانوا ليصلوا إلى مناصبهم ومواقعهم القيادية لولا اتكاؤهم على الدين.وجاءت الحملة في وقت تتصاعد حملة الدفاع عن الحريات التي تقودها مؤسسات للمجتمع المدني تتصدرها مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون تحت شعار"الحريات أولا"وهي تطلق رسائل إلى كبار المسؤولين تدعوهم إلى التدخل بالترافق مع تنظيم اعتصامات واحتجاجات في بغداد ومدن أخرى.وأشار الناشطون إلى أن تجارب التاريخ قد برهنت بأن إقحام الدين في السياسة يهدف دائما إلى تحقيق مكاسب سياسية وإلى إقصاء الخصوم عن الساحة والخاسر الوحيد هم الناس العاديون الذين يحرمون من فرصة تصدي الأكفاء والخبراء المخلصين لإدارة شؤون بلدهم.وقال أحد قادة الحملة أنها تستهدف إقناع العراقيين بأن أفضل وسيلة لحكم بلدهم هي تبني نظام مدني لا يُستغل فيه الدين لتحقيق مصالح شخصية أو حزبية من قبل سياسيين لا يستطيعون الفوز بأصوات الناس إلا عبر استخدام الدين الذي هو ملك للجميع وليس لفئة معينة من الناس. من جانبه، شدد فاضل ثامر الذي كان يتحدث من مقر الاتحاد ان"هناك مشروعا واسعا يسعى الى اسلمة المجتمع العراقي"، مبينا ان"بعض القوى السياسية المتنفذة تخشى فرض المشروع بصورة مباشرة لذا تحاول ان تمهد له من خلال التحرش ببعض مفاصل الثقافة العراقية".واوضح ثامر ان"القوة الامنية فتشت المبنى بصورة كاملة، ولاحظوا ان النادي مغلق ولم يكن هناك اي خرق لامر غلقه"، مشيرا الى انهم"التقطوا صورا للنادي الذي يعلو مقاعده الغبار، واعترفوا بأنفسهم بأن المكان مهجور منذ فترة طويلة".من جانبه بين الناطق باسم الاتحاد ابراهيم الخياط ان"الاقتحام جاء بعد يومين من صدور البيان الرئاسي الذي اصدره رئيس الجمهورية جلال الطالباني والذي دعا فيه الى صيانة الحقوق والحريات العامة".مبينا ان"المفارقة ان يتم التأكيد من ارفع الجهات العراقية على صيانة الحريات والحقوق ويتم خرقها وسط العاصمة العراقية بغداد خلافا لذلك".وشهدت العاصمة بغداد احتجاجات وحملة ضد ما وصف بـ"مصادرة الحريات"في البلاد، فالحملة على تضييق الحريات التي بدأت"بقمع"مجموعة من التظاهرات التي قامت بها منظمات المجتمع المدني ضد"خرق"الدستور و"الاعتداء"بالضرب على بعض الناشطين في نيسان الماضي اتسعت بشكل كبير لتتسبب في رفع نحو 120 دعوة قضائية ضد وسائل الاعلام والعاملين فيها حتى مطلع كانون الثاني الجاري.
رئيس اتحاد الأدباء: قوى متنفذة تسعى إلى ضرب مفاصل الثقافة
نشر في: 20 يناير, 2011: 07:41 م