TOP

جريدة المدى > سينما > النفط الأبيض.. بين مطرقة الشحة وسندان الفساد

النفط الأبيض.. بين مطرقة الشحة وسندان الفساد

نشر في: 21 يناير, 2011: 06:20 م

بغداد/ المدىالعراق بلد النفط و يشكل محوراً ستراتيجياً على جميع الصعد الدولية، وبعد الأضرار التي لحقت بالقطاع النفطي جراء اختلال الأوضاع العامة في البلاد في أعقاب تغيير9/4 ،فقد أسال موضوع النفط الكثير من الحبر وما زال، فبلد يعد الاقتصاد فيه أحادي المورد لان النفط فيه المصدر الرئيس للدولة،و يشكل فيه مادة دسمة للمواطن الذي يجد صعوبة جمة في تأمين متطلبات
حياته الضرورية واليومية، وفي هذه الأيام التي بدأت فيها موجة البرد تتزايد نجد العوائل العراقية أخذت تتسارع وتتسابق لتوفير مادة النفط الأبيض . إلاّ أنهم اصطدموا بحقيقة ان هذه السنة كسابقتها وليس كما صرح المسؤولون في وزارة النفط عن تسهيل ضخ كميات كبيرة من هذه المادة للمواطنين وبسعر رسمي وبشكل منتظم بحيث تصلهم إلى منازلهم . وقد اشتكى الكثير من العوائل من معاناتهم في الحصول على مادة النفط الأبيض .ولتسليط الضوء على هذه المشكلة التقينا بالسيد حجي عباس مسؤول محطة تعبئة جسر الحسين الذي طمأن المواطن من خلالنا ان المحطة تسعى جاهدة لتوصيل النفط وفق عملية انسيابية على أساس البطاقة الوقودية مردفاً: ان حصص المحطة هي في الواقع قليلة وغير كافية لسد حاجة المنطقة بأكملها، وأيده بذلك السيد احمد مسؤول محطة تعبئة المشتل مضيفا: ان هناك بعض المعوقات في عملهم مثلاً قلة عدد السواق والمركبات المخصصة لنقل النفط .من جانب آخر كشف باعة النفط الأبيض المتجولون عن وجود عصابة تقوم بشراء البطاقات الوقودية لأصحاب الأفران والمعامل التي يكون أساس عملها بالدرجة الأولى معتمداً على مادة النفط الأبيض.البائع حسين صاحب سيارة لنقل النفط سعة 5000 لتر يقول: إننا نشتري الحصة المخصصة للأفران وكميتها 2000 لتر للشهر الواحد، ونقوم بجمع أكثر من دفتر بالاتفاق مع شخص في المحطة يدعى صاحب القطوعات يسجل القطع على اسم صاحب الفرن بمبلغ 20000 دينار للقطع كمبلغ ثابت أما عامل التعبئة أو ما يطلق عليه ( البوزرجي ) فإن حصته تكون 10 لترات من الكمية مع 5000 دينار ثابتة .ويؤكد سالم محمود صاحب السيارة الجوالة سعة 30000 لتر صحة قول الأخ حسين ويضيف: ان الأرباح أكثر من الضعف لأننا نأخذ الكمية بسعر 150 ديناراً للتر الواحد ويباع بسعر 450 الى600 دينار للتر الواحد وإضافة إلى فائدة البيع بالضعف فإننا نأخذ البطاقة من أصحاب المنازل ونزودهم بكمية 150 لتراً للبطاقة الشهرية بسعر 40000 إلى 50000 ألف دينار وحسب المنطقة .فيما تقول أم حيدر/ امرأة كبيرة السن انها باتت ليلة البارحة على مدفأة محلية ( تنكه مثقبة وبداخلها أغصان الأشجار والأوراق ) ودخان كثيف يملأ الغرفة لأنها أرادت ان تحمي أبناءها وأحفادها من البرد القارس وهاهي اليوم تأتي من الساعة السادسة صباحا واقفة في طابور طويل جداً لتنتظر دورها بتسلم حصتها من النفط في مكان آسن بمياه الأمطار والوحل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"بغداد تثور"... مشاهد سينمائية ديناميكية من ساحة التحرير

أثار اهتمامي موضوع زوجات مقاتلي داعش فجسدت دور ربيعة

الفائزون في الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي الدولي

مقالات ذات صلة

سينما

"بغداد تثور"... مشاهد سينمائية ديناميكية من ساحة التحرير

قيس قاسم تطرح مُشاهدة "بغداد تثور" (2023)، للعراقي المقيم في النرويج كرار العزاوي، كغالبية الأفلام الوثائقية الراصدة حدثاً دراماتيكياً آنياً، السؤال الإشكالي نفسه: أينبغي التريّث والانتظار لتوثيقه، ريثما تنضج في ذهن السينمائي، المعني برصده،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram