TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمودالثامن: سيطرات ديمقراطية

العمودالثامن: سيطرات ديمقراطية

نشر في: 3 نوفمبر, 2024: 12:06 ص

 علي حسين

أتلقّى بين الحين والآخر رسائل من اصدقاء اعزاء ، يلومونني فيها على اصراري الكتابة عن تقلبات السياسيين والعابهم ، وكنت اواجه بهذا السؤال : ألا تمل من ملاحقة شطحات مشعان الجبوري ، وطلات عالية نصيف ، وقفزات محمد الحلبوسي ، واصرار نوري المالكي ان يمسك خيوط البلاد بيده حصرا ؟ وصرخات عتاب الدوري ، لماذا لا تتفرغ لهويتك الحقيقية ملاحقة الكتب والكتاب .
أنا ياسادتي الأعزّاء، مجرّد كاتب مطلوب منه يومياً أن يملأ هذه المساحة بكل ما هو غريب وعجيب في بلاد الرافدين في زمن الديمقراطية، ورغم أن البعض، "مشكوراً"، يتهمني بأنني "لا يعجبني العجب"، لكني ياسادة أحاول أن أبحث في هذا العجب لأنقل لكم كيف ان رئيس البرلمان " الثوري محمود المشهداني " يتبجح انه وجماعته مجرد " مقاولين تفليش" . ولاجل عيون هذا المقاول الشاطر اخبرتنا النائبة حنان الفتلاوي أن رؤساء الكتل تحولوا الى سيطرات..من لا ينتخب المشهداني لا يمر . ومن حسن حظ هذا الشعب ان عرف اخيرا ان النائبة الفتلاوي تحمل خصلات ثورية ، وبسبب هذه الثورية الزائدة قررت التوقف عن برنامجها التوازني ، والسبب لان الوضع في العراق تحسن واصبحنا نعيش في نعيم .
سيرد البعض متهكّماً، وماذا بعد يارجل؟ لماذا تصرّ على تذكيرنا بـ"النوائب"، ، فما الذي سيجنيه الناس من برلمان سيُعيد إلى مسامعهم الخطب نفسها وستمتلئ شاشات الفضائيّات بمعارك تاريخية ، لكن رغم كل هذا الأسى، هناك خبر مشرق، النائب مثنى السامرائي ، خرج علينا بنظرية جديدة، خلاصتها أنّ العراق في وقته الحالي بحاجة إلى عقل اقتصادي ، ولان السيد السامرائي له خبرة " بالاقتصاد " فانا اضم صوتي الى صوته وارشحه لكي يتولى شؤون البلاد المالية ، وأتمنى أن لا تتهموني باني اسخر من قامة اقتصادية ، لا تقل اهمية عن صاحب نظرية " الدولره " حمد الموسوي .
وانا استمع لحديث النائبة الفتلاوي عن سيطرات الديمقراطية العراقية ، تبيّن لجنابي أن الديمقراطية ليست كما بشّر بها أفلاطون، وصاغ مفاهيمها وأسسها أرسطو، فنحن حتى لحظة ظهور السيدة الفتلاوي لا نعرف أي نوع من الديمقراطية نبغي وأي ديمقراطية سنصدِّر للبشرية، ففي الديمقراطيات الحقيقية السياسي الفاشل، يعترف بفشله ويذهب الى بيته معتزلاً السياسة، بينما في ديمقراطيتنا فإن صوت السياسي نذير بساعات النحس.
للاسف هناك من يريد ان يمارس مهنة " قطاع طرق الديمقراطية " ، فهم يتصورون أن الديمقراطية هي خطف اصوات النواب ، وتعبئة الجماهير ، هناك فارق بين الديمقراطية عندما يستخدمها رئيس كاداة لمصلحة حزبه ، وبين الديمقراطية كفضاء مهمتها خدمة جميع الناس .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: بروتوكولات مقهى ريش

العمود الثامن: جيوب نظيفة!!

العمود الثامن: الفشل بامتياز

قناطر: كسل وغباء "رأس المال" العراقي

الديمقراطية..لا تصلح لشعب يحكمه فاسدون

العمود الثامن: القاهرة واستذكار بغداد

 علي حسين تقيم معظم البلدان متاحف لفنونها وحضارتها، ومتاحف اخرى تحتفظ فيها بكنوز الفن العالمي، لكي تذكّر الأجيال القادمة بالذين نثروا ألوانهم وأقاموا النصب المرمرية، لأن الذاكرة البشرية بحاجة إلى تذكّر ان التاريخ...
علي حسين

كلاكيت: عدي رشيد في «أناشيد آدم» سعي للنهوض بوعي المتلقي من أجل إثارة الأسئلة

 علاء المفرجي تأريخ السينما العراقية طويلا قياسا الى مثيلاتها باقي شعوب المنطقة، فالسينما العراقية لم تبدأ بالإنتاج إلا في منتصف الأربعينيات، ولم يكن الإنتاج الأول، إلا انتاجا مشتركا مع مصر، ولم تستطع منذ...
علاء المفرجي

المنظومة السلطوية في العراق والتغيير المطلوب

د. كاظم المقدادي (2-2)التغيير الجذري ضرورة اًنية وملحةمطلب التغيير الجذري والشامل للمنظومة السلطوية في العراق، الهادف لأقامة الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والعدالة الإجتماعية،الضامنة للحياة الحرة الكريمة والمستقبل الأفضل لكافة أبناء وبات شعبنا، دون...
د. كاظم المقدادي

الشُّعوبيَة والشّعبويَّة.. لكلٍّ زمنه

رشيد الخيون يعيد اِصطلاح "الشَّعبوبيَّة" اليوم إلى الأذهان الحركة "الشُّعوبيَّة" في الأمس البعيد، مع أنَّ كلاً له زمنه ودلالته، كلاهما منحوتان مِن "الشَّعب" و"الشُّعوب". نَعتَ البعضُ بالشَّعبويَّة الرئيسَ الأميركيّ دونالد ترامب، في حملته الانتخابيّة...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram