متابعة/ المدىمنطقة السي سي في الحبانية بالرمادي كانت يوما تمثل الأنموذج الحقيقي لتنوع النسيج العراقي، حيث تصر آخر عائلة مسيحية هناك على البقاء في مسقط رأسها رافضة دعوة الأصدقاء بمغادرة المدينة أو العراق بأجمعه.ويقول تقرير لصحيفة واشنطن بوست الاميركية أن روميل هوال المولود في هذه البلدة بمحافظة الأنبار حين كان معظم سكانها من المسيحيين.
ويقول أن ابنه (11 عاما) لا يعرف مسيحيين آخرين ولا يتذكر انه حضر قداسا في الكنيسة. وتابع هوال"حين يقسم ابني، فأنه يقسم بالقرآن، وليس بالإنجيل". أما زوجته فتريد مغادرة المدينة أو مغادرة البلاد، لتنضم إلى ما يتحول الآن إلى عملية نزوح جماعي للمسيحيين من العراق والشرق الأوسط. لكنه قال انه يشعر بواجبه في البقاء. ووجد دعما من جيرانه المسلمين. وقال"ما يعطيني الشجاعة هو أن إخواني المسلمين يقولون: لا تغادر".ويتحدث ساكنو منطقة السي سي في الحبانية عن مدينتهم كواحة من الانسجام العرقي والديني، حيث يعيش المسيحيون والمسلمون والعرب والكرد والسنة والشيعة معا منذ عشرات السنين من دون احتكاك. وعلى بعد مسافة قصيرة بالقرب من الكنيسة التي ينتمي إليها هوال، كوين ماري السلام، وهي كنيسة آشورية، مسجد سني وآخر شيعي ومسجد سني أقدم آخر. وقال رئيس بلدية الحبانية صباح فوزي أثناء توقفه أمام الكنيسة لإلقاء التحية على هوال"هذا هو أفضل مكان ستجد فيه العراق، لأن المسيحيين والمسلمين يعيشون معا.ولكن المباني في هذا الشارع  تحكي قصة أكثر تعقيدا. فالكنيسة الآشورية، سانت جورج الشهيد، تقف خاوية بعد وقوع انفجار في عام 2005. ويقول السكان أن تلك الهجمات المدمرة وغيرها مزقت الترابط المتبادل الذي ازدهرت به المدينة خلال القرن الماضي. كما أصبحت الانبار معقلا لتنظيم القاعدة في العراق وغيره من الجماعات المتطرفة وشعر المسيحيون بالعزلة في المنطقة، حتى أن هذه البلدة التي كانت تضم 10150مسيحيا، أصبحت فيها الآن عائلة مسيحية واحدة.وفي كنيسة كوين ماري السلام، فان هوال الآن ليس فقط المشرف على كنيسة قديمة بل على التاريخ أيضا. وبالنسبة لمعظم القرن الماضي فأن الحبانية كانت محورا مهما للمسيحيين الآشوريين في مختلف أنحاء العراق مع وجود نخبة متعلمة ولهجة فريدة من نوعها.rn rn rn rn