متابعة / المدى
كشفت مديرية شرطة البيئة، أمس الأحد، عن غلق قرابة 90 معملاً لمخالفتها الضوابط والتعليمات البيئية في مختلف المحافظات، ضمن حملة الحد من تلوث الهواء.
وقال مدير شرطة البيئة العميد ثائر حميد، في تصريح صحفي، إن "شرطة البيئة وبأوامر من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الداخلية عبد الأمير الشمري، قامت بإغلاق الأنشطة الصناعية الخاصة بالإسفلت ومعامل تكرير الزيوت والطابوق التي لم تحصل على موافقات بيئية".
وبين أن "المعامل الطابوق التي أغلقت يبلغ عددها 61 معملاً مخالفاً للقانون وغير مرخص بيئياً، أما الأنشطة الصناعية الأخرى التي تم غلقها فعددها 27 معملاً مخالفاً".
وأشار حميد إلى أن "هذه المعامل التي أغلقت في بغداد والمحافظات العراقية الأخرى".
ونظمت وزارة البيئة صباح أمس ورشة خاصة بشأن التلوث البيئي، وقال وكيل وزارة البيئة جاسم الفلاحي في كلمة له بافتتاح الورشة، إن "أربعة عقود من الحروب وعدم الاستقرار الأمني والسياسي، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية ومواجهة الإرهاب، قد أدت إلى تداعيات خطيرة على البنى التحتية".
وذكر الفلاحي أن الاجتماع الذي جمع ممثلين عن الوزارات يأتي في إطار مواجهة ارتفاع مؤشرات التلوث في بغداد، تحت إشراف مباشر من رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، وتم تشكيل لجنة برئاسة المستشار الفني للوزارة، عمار عطا، وعضوية ممثلين عن أمانة بغداد ووزارات الكهرباء والنفط، لتقديم التوصيات اللازمة لمجلس الوزراء.
وأوضح الفلاحي أن هدف الاجتماع هو تحديد مسؤوليات الجهات الرقابية والجهات الملوثة، مشدداً على عدم التسامح مع أي نشاط يؤثر سلباً على صحة المواطنين.
ولفت إلى أن وزارة البيئة بموجب القانون هي الجهة المسؤولة عن مراقبة الأنشطة الملوثة، ويجب أن تلتزم هذه الأنشطة بمعالجة التلوث، خصوصاً تلك التي حصلت على الموافقات البيئية.
وأكد الفلاحي أن التلوث في بغداد قد وصل إلى مستويات خطيرة بسبب عدم الالتزام بالقوانين والإجراءات البيئية، مما يتطلب وقفة جادة من الجميع.
وبين الحين والآخر، تسيطر رائحة الكبريت على أجواء العاصمة بغداد، كما يشكو سكان مدن وسط وشرقي العراق من انتشار دخان كثيف يغطي السماء أيام.
وتقول مصادر محلية أن هذه الظاهرة ناتجة عن عمليات الطمر الصحي في موقع معسكر الرشيد جنوبي العاصمة.
وقد ناشد المواطنون الجهات الحكومية المختصة بالتدخل لمعالجة الانبعاثات الغازية الناتجة عن حرق النفايات في المنطقة، حيث تغطي سحب الدخان مناطق واسعة شمال بغداد وصولاً إلى محافظة ديالى وإقليم كوردستان.
ويطالب السكان بحلول عاجلة لتفادي الأمراض الخطيرة المرتبطة بالدخان.
بدوره أعلن رئيس اللجنة الحكومية المشكلة للتحقيق في تلوث الهواء بعاصمة بغداد، عمار عطا، خلال الورشة، إن الملوثات خرجت من مصادرها، مما يجعل السيطرة عليها أمراً صعباً، مشيراً إلى أن بداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي شهدت انتشار روائح كريهة في شمال بغداد، مما أدى إلى تحسس العديد من المواطنين وزيادة حالات الاختناق ودخول الكثيرين إلى المستشفيات، خاصة بسبب الأمراض التنفسية والقلبية.
وأوضح عطا أن وزارة البيئة بدأت بالتقصي وإيجاد الحلول المناسبة للأزمة، حيث تم إعداد تقرير يتضمن مجموعة من التوصيات على المدى المتوسط والطويل.
وأبرز التوصيات كانت تتعلق بإيقاف الحرق العشوائي للنفايات في المقابر غير الصحية ومنع دخول "النباشين" إلى تلك المناطق، مع ضرورة السيطرة عليها من قبل القوات الأمنية.
ويقصد بـ"النباشين" الأشخاص الذين يقومون بالبحث في القمامة أو النفايات عن أشياء يمكن إعادة استخدامها أو بيعها.
كما تضمنت التوصيات، وفق عطا، السيطرة على الأنشطة غير الحاصلة على الموافقات البيئية، بالإضافة إلى معالجة الأنشطة المتجاوزة الحاصلة على الوثائق البيئية ولكنها قامت بتوسيع نطاق نشاطاتها بشكل غير قانوني.