الموصل / سيف الدين العبيدي
شهدت مدينة الموصل تنظيم مهرجان «مارو» الثالث للأنمي، حيث اجتمع شباب وفتيات لتجسيد شخصيات الأنمي الياباني المشهورة. يعبّر المشاركون من خلال هذا الحدث عن شغفهم بالثقافة اليابانية وتأثيرها المتزايد على الشباب العراقي.
منذ ظهور الأنمي الياباني، كان له تأثير كبير على الأطفال، لكن في السنوات الأخيرة بدأ عدد من الفتيات والشبان الموصليين يهتمون كثيراً بالثقافة اليابانية من لغة وفنون وعادات. تأثروا بنهضة الساموراي بعد الحرب العالمية الثانية وما تصدره اليابان للعراق والعالم من بضائع وصناعات ذات جودة عالية نالت ثقتهم. جميعهم يرغبون في زيارة اليابان يوماً ما، لذلك أقاموا مهرجان «مارو» للأنمي، عرضوا فيه الأزياء التنكرية لأشهر الشخصيات في المسلسلات، وكذلك فن الرسم وتقليد الأصوات والغناء وعرض المجسمات والتحف والألعاب الإلكترونية والذكية، ولعبة «سودوكو» اليابانية الحسابية. ويعد هذا التجمع هو الثالث والأكبر لهم، فقد أقاموا قبل عامين تجمعين.
عمر نشوان، منظم المهرجان، أوضح في حديثه لـ(المدى) أنه منذ صغره يهوى أفلام الكرتون أو الأنمي وما يزال لغاية اليوم. وقد عمل على تجميع المجسمات وكل ما يتعلق بهذا المجال، ورأى أن أصدقاءه يحتاجون إلى توفير هذه الأشياء، فافتتح متجراً في عام 2019 للبيع، باستيراد خاص من اليابان وبعضها من الصين. ومع مرور الأيام تمكن من تجميع عدد جيد من المهتمين، وأقام لهم مهرجاناً، وتمكن من جمع مواهب لديها القدرة على إنتاج «المانجا» وهي قصص مصورة على شكل مجلات، وكذلك متحدثين باليابانية. وقد حضر قبل ذلك مهرجانات مشابهة في بغداد والبصرة والنجف.ويقول إن الفئة الشبابية من أعمار 16 إلى 25 هم أكثر الهواة لهذا الفن، وقد أصبح لديهم إدراك كبير في مجال الأنمي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وتوفير البضائع على أرض الواقع.
في السياق ذاته، يمتلك الشاب أنور إدريس ذو 21 عاماً موهبة تقليد أصوات الشخصيات ورسمها ويتحدث جزءاً قليلاً من اللغة. وبين في حديثه لـ(المدى) أنه بدأ في عام 2020 في التعليق الصوتي وتعلم من تلقاء ذاته عبر الإنترنت، ولديه محتوى بذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد دبلج عدداً من مشاهد فيلم «الرسالة» ومسلسل «باب الحارة» والمسلسلات العراقية الكوميدية إلى اليابانية.
فرقان يوسف ذات 15 عاماً تقول في حديثها لـ(المدى) إنها تعلمت من الثقافة اليابانية الصداقة والوفاء وحب الناس والاعتزاز بالأصدقاء، وبدأت تهتم بهذا المجال منذ أزمة كورونا. وبينت أنها كانت شخصية انطوائية لكن بسبب الأنمي أصبحت اجتماعية وكونت لها صداقات في نفس الاهتمام، وتسعى في المستقبل أن تكون مدبلجة لليابانية وترغب كثيراً في زيارة اليابان.
إلى ذلك، يقول الشاب محمود قاسم ذو 24 سنة في حديثه لـ(المدى) إنه جاء من سامراء للمشاركة في هذه الفعالية، وكان قد بدأ قبل 5 سنوات في تقديم الزي التنكري ومن صنع يديه من حيث الملابس والمكياج، وقد حضر 7 فعاليات في بغداد، ورأى أن هذه الفعالية نافست فعاليات العاصمة، وما تميزت به هو فقرة الدخول لكل شخصية والتعريف بها.