ترجمة / حامد أحمد
في تقريرها الفصلي لشهر تشرين الأول 2024 حول تقييم الوضع الإنساني والمعيشي لعوائل نازحة وعائدة في مناطق عدة من العراق ذكرت منظمة، ريتش REACH، الدولية انه بينما أبدت غالبية العوائل النازحة داخل وخارج المخيمات عن نيتها البقاء في اماكن اقامتها الحالية خلال الـ 12 شهرا القادمة، بين 52% منهم ان منازلهم المحطمة والمتضررة تشكل أهم عائق لعودتهم لمناطقهم، في حين بين 33% منهم ان غياب فرص عمل وسبل عيش وخدمات في مناطقهم الاصلية هو ثاني اهم عائق يقف أمام عودتهم اليها.
وذكرت المنظمة الدولية التي اجرت مسحا لواقع حال عوائل نازحة خارج المخيمات وعوائل عائدة في 54 منطقة عبر 13 محافظة، وعوائل نازحة داخل مخيمات في 25 مخيما للنازحين في 5 محافظات، ان الغالبية العظمى منهم والتي تبلغ نسبتهم 95% ذكروا انهم ينوون البقاء في منطقة نزوحهم الحالية خلال فترة الاثني عشر شهرا القادمة. وتشير الاستنتاجات الى ان هناك عوامل مهمة بالنسبة لتلك العوائل تدفعهم للبقاء في مكان تواجدهم داخل وخارج المخيمات وهي عوامل مزمنة تتمثل بافتقارهم الى منزل آمن ومؤهل للسكن فيه في مناطق سكناهم الاصلية، وكذلك عدم توفر فرص عمل ووسائل عيش تعينهم للبقاء في مناطقهم الاصلية، فضلا عن خدمات أساسية أخرى من رعاية صحية وتعليم وأمن غذائي. وأظهر المسح ان نسبة 52% من العوائل النازحة المتواجدة في المخيمات وخارجها ذكرت ان بيوتهم المحطمة والمتضررة تعيق عودتهم لمناطقهم الاصلية، في حين بين 33% منهم ان عدم توفر فرص عمل في مناطقهم الاصلية لا يشجعهم للعودة اليها، وتتمثل فرص العمل في مجال الزراعة والبناء.
بالإضافة الى عوامل المنازل المحطمة وعدم توفر فرص عمل ومعيشة التي تعيق عوائل نازحة من العودة لمناطقها الاصلية، فان الافتقار الى توفر خدمات الطاقة الكهربائية وماء صالح للشرب، تعد أيضا عوامل مؤثرة أخرى تثبط نية نازحين من العودة، وتشير المنظمة الدولية الى ان توفر فرص عمل وفرص تحسين معيشة سيكون عامل جذب لكثير من العوائل النازحة ان ترجع لمناطقها، وبينت ان أكثر من ثلث العوائل النازحة بينت عدم توفر فرص عمل في مناطقها.
وما يتعلق بجانب توفر الامن الغذائي بالنسبة للعوائل النازحة والعائدة داخل وخارج المخيمات، اظهر الاستطلاع ان اكثر الوسائل شيوعا بينهم في الحصول على مواد غذائية هو استخدام النقد، وتشكل نسبة ذلك 54%، وذكر قسم أكبر من العوائل النازحة المقيمة خارج المخيمات أنهم يعتمدون على برنامج توزيع الحصة الغذائية في أمنهم الغذائي، وذكر 53% من العوائل النازحة المقيمة في المخيمات بان استخدام بطاقة الائتمان هي ثاني أكثر الطرق اتباعا في شراء وتوفير الطعام.
وما يتعلق بجانب توفر الخدمات الصحية، ذكرت عوائل في اغلب المواقع عن توفر خدمات طوارئ وخدمات جراحية وامومة وأطفال بنسب تتراوح بين 88 و96%. ولكن بينت عوائل ان الكلف العالية للخدمات الصحية تعتبر واحدة من أكثر ثلاثة عوامل تعيق حصولهم على تلك الخدمات. وبينت نسبة 81% من العوائل داخل المخيمات و57% من العوائل خارج المخيمات و45% من العائدين، ان تكاليف الرعاية الصحية تشكل عائقا للحصول عليها.
في حين ذكرت عوائل نازحة ان عامل المسافة وبعدهم عن مراكز الرعاية الصحية هو عائق ثاني يحول دون حصولهم على الخدمة الصحية لما له من تكاليف تزيد من عبء المصاريف عليهم.
وما يتعلق بتوفر المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة ذكرت نسبة 61% من العوائل ان مصدرهم الرئيسي للحصول على المياه هي عبر أنابيب الاسالة، على الرغم من وجود عوائل أخرى تعتمد على المياه المعبأة في قناني. وأشارت نسبة 54% من العوائل عن وجود مشاكل في نوعية المياه، وكانت عوائل نازحة في محافظة ديالى قد سجلت اعلى نسبة شكاوى من مشاكل في نوعية المياه وكذلك في كركوك.
أما ما يتعلق بجانب خدمات التربية والتعليم فان نسبة 85% من أطفال العوائل النازحة الذين هم بسن المدرسة هم مسجلين بسلك التعليم الرسمي، في حين ذكرت نسبة 36% من العوائل النازحة المقيمة في مخيمات ان عدم قدرتهم على التسجيل هو أهم عائق أمام عدم التحاق أبنائهم في المدارس.
وتشير المنظمة الدولية في تقريرها الى انه في الوقت الذي يشهد فيه العراق مرحلة انتقالية من التركيز على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية، الى مرحلة التنمية وتعزيز جانب الحلول المستدامة لمشكلة النزوح، فإنه يستوجب من أجل تحقيق ذلك والنجاح فيه هو الاستمرار بمراقبة ومتابعة الفئات المتضررة من العوائل النازحة والعائدة وتأمين احتياجاتهم الضرورية.
- عن موقع ريليف ويب الدولي