TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن : أين اختفى اللا منتمي؟

العمود الثامن : أين اختفى اللا منتمي؟

نشر في: 22 يناير, 2011: 07:02 م

علي الأمين يعرف كولن ولسن اللامنتمي بقوله انه الانسان الذي يدرك ما تنهض عليه الحياة الانسانية من أساس واه.و الذي يشعر بأن الاضطراب و الفوضوية هما أعمق تجذرا من النظام الذي يؤمن به قومه لقد رأى الماضي اشخاصا مثل هذا توفرت لديهم مثل هذه الرؤى المفزعة.لقد قدم لنا ولسن بأخذه هذا المجهود على عاتقه كتابا عظيم الاهمية بالنسبة الينا.اذا كنا نريد حقا ان نجد حلولا لمشاكل
ترجم كتاب (اللامنتمي) إلى العربية المترجم العراقي زكي انيس حسن حتى انه (نحت) تعبير (اللامنتمي) بعد ان وجد انه انسب وأفضل تسمية عربية للعنوان الانكليزي الاصلي للكتاب. ومنه أخذ الكتاب والنقاد العرب يتداولون هذه التسمية وظلت حتى الآن هي المعتمدة في الدراسات الادبية.. وقد انشغلت كما انشغل غيري بمعرفة اهواء وميول هذا المترجم فعرفت انه قاص عراقي ينتمي الى جيل الخمسينيات ترجم العديد من الكتب ابرزها السقطة واسطورة سيزيف لالبير كامو ومغامرات الافكار لهوايتد والانسان الصرصار لدستوفيسكي والعودة الى ميتوشالح لبرنادشو وقصة لوحات كهوف الصحراء لهنري لوت وغيرها من الكتب والدراسات القيمة كما نشر العديد من القصص القصيرة في مجلة اهل النفط ومن بعدها في مجلة العاملون في النفط وكلتا المجلتين كان يشرف عليهما الروائي والمترجم القدير جبرا ابراهيم جبرا العراقي النشاة والتكوين والهوى والذي جمعتني معه جلسات من الود سواء في المكتبة التي كنت اعمل فيها اوفي الطابق الخامس من دائرة السينما والمسرح  حيث اشتركنا معا في لجان خاصة بالمسرح وكان اول سؤال سألته لجبرا: اين اختفى انيس زكي حسن؟ ابتسم جبرا ابتسامته المعهودة ليخرج بعدها صوته خفيضا كعادته حين يتكلموما الذي ذكرك به وهو من جيل سبقك بعقود؟-لانه توقف عن الترجمة؟نظر الي جبرا دون ان يتكلم ولاحظت في عينيه ظلال حنين الى ماض جميل..-يبدو انني اثرت شجونك يااستاذ..•بالعكس ذكرتني بصديق كان ولايزال من اعز اصحابي..لكنه عنيد هل تدري انه توقف عن الترجمة لاحساسه ان ماينشر في الغرب من افكار لايستحق التوقف عنده..ليس هذا فقط بل هو رفض عروضاً من دار الاداب لترجمة اعمال اخرى لكولن ولسن لقناعته انها لاترتقي الى مستوى الكتب التي ترجمها للمؤلف نفسه وهي اللامنتمي..سقوط الحضارة.. المعقول واللامعقول في الادب الحديث..ولكون كولن ولسن تحول الى كاتب استهلاكي يكتب الرواية البوليسية وكتب الشعوذة على حد تعبير انيس ويضيف جبرا ان انيس اخبره ان كتاب اللامنتمي هو اهم ماكتبه كولن ولسن  والكتب التي جاءت بعده هي شروح لكتاب اللامنتمي..ولكي يرضي جبرا فضولي فقد اخبرني ان انيس زكي حسن خريج دار المعلمين العالية يجيد الانكليزية وعمل مديرا لدائرة الصحف الاجنبية في وزارة الخارجية العراقية ثم حصل على وظيفة في الامم المتحدة ونسيت انيس زكي حسن الى ان وقع في يدي كتاب وداعا ايها الملل لانيس منصور وهو مجموعة مقالات  خصصها للحديث عن فلسفات العبث واللامعقول والتمرد..وفي الفصل المسمى المنتمي واللامنتمي وجدت انيس منصور مثلي يبحث عن شخص اسمه انيس زكي حسن لكنه على العكس مني حظي بمقابلة الرجل وتحدث معه: (ظهر فجاة وبلا مقدمات كتاب عنوانه الغريب..وقد ترجمه الى العربية انيس زكي حسن وهو من ادباء العراق بعنوان (اللامنتمي)  وعندما قابلته في بغداد في اوائل السبعينيات عرفت منه انه تعب كثيرا حتى وصل الى هذه الكلمة وهي لاشك كلمة موفقة.. وهي تدل الى حد بعيد على المعنى الذي يريده كولن ولسن من ان الانسان اللامنتمي هو الذي لا يرتبط باحد ولا يلتزم بشيء وهو يحس انه وحده وان وحدته هي السجن الذي اختاره لنفسه "

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram