TOP

جريدة المدى > الملاحق > على الرغم من العروض المغرية لشرائها..عائلة مشعل ثورة الياسمين ترفض بيع عربته

على الرغم من العروض المغرية لشرائها..عائلة مشعل ثورة الياسمين ترفض بيع عربته

نشر في: 22 يناير, 2011: 07:03 م

قال سالم البوعزيزي ان عربة اخيه محمد الذي اضرم النار في جسده فوقها في كانون الاول  الماضي مشعلا "ثورة الياسمين" التي اطاحت بنظام بن علي، "ليست للبيع".واكد سالم (30 عاما) وهو يعمل نجارا لوكالة فرانس برس انه رفض عرضا من رجلي اعمال خليجيين للتخلي عن عربة شقيقه الذي اضرم النار في جسده عليها في 17 كانون الاول  الماضي، مقابل مبلغ يساوي قيمتها عشرات المرات.
واوضح لفرانس برس "لقد اتصل بي رجلا اعمال احدهما من السعودية والثاني من اليمن. عرض علي اليمني عشرة آلاف يورو للتخلي عن عربة بيع الفواكه التي كان يعمل عليها المرحوم اخي، لكني لن ابيعها ابدا".وعاد سالم البوعزيزي ليوضح الجمعة انه تلقى عرضا من شخص يمني آخر للتخلي عن العربة لقاء 20 الف دولار، مشيرا الى انه لا يفقه شيئا في تحويل العملات الاجنبية.وقال "ظننت ان 20 الف دولار تساوي 10 آلاف يورو، انا لا اعرف الا الدينار التونسي".وعن العرض السعودي قال سالم "لم اترك لصاحبه الفرصة لعرض اي مبلغ، وحال ما قال انه يريد شراء العربة، اغلقت الخط في وجهه من شدة الغضب".واضاف "مستحيل ان ابيع العربة، ليفهم الجميع انها ليست للبيع، اريد ان احتفظ بها كذكرى من اخي". بيد انه اشار الى ان ما قد يقبل به في يوم ما "هو ان يتم وضعها في احد الساحات كمعلم" في المدينة التي تقع في منطقة الوسط الغربي الفقيرة على بعد 260 كلم جنوب غرب العاصمة التونسية.وكان محمد البوعزيزي (26 عاما) احرق نفسه في 17 كانون الاول/ديسمبر على هذه العربة التي كان يعيل بها اسرته، بعد ان رفض المسؤولون المحليون الاستماع الى شكواه اثر مصادرة بضاعته ولطمه وشتمه من عناصر من الشرطة البلدية، بداعي بيع بضاعته بدون ترخيص.ووضعت اسرة البوعزيزي العربة التي استردتها الاربعاء من الشرطة، في مخزن تابع للعائلة. وكانت لا تزال آثار حرق بادية عليها الخميس في المخزن الذي وضعت فيه، وتناثرت بقايا قشور برتقال كان يبيعه صاحبها.وبدت آثار الحرق جلية خصوصا على صندوق فاكهة احمر من البلاستيك كان بجانب البوعزيزي حين وقف على العربة وسكب قارورة بنزين على رأسه وجسده وأضرم النار مستخدماً ولاعته.وبدت آخر علبة سجائر دخنها البوعزيزي مرمية فارغة على العربة ذات العجلات الثلاث التي كان يدفعها بقوة جسده في حين رصفت صناديق فارغة عديدة في المخزن الذي كان يستخدمه لعمله في حي النور الغربي بمدينة سيدي بوزيد.وقالت امه منوبية (49 عاما) "كان يذهب كل يوم في الساعة الواحدة صباحا لاحضار الفواكه من سوق الجملة، ثم يجهزها ليبيعها في اليوم التالي ثم يعود ليدفع ثمن البضاعة لمزوديه، ويعود بربحه ليسهم به في اعالة اسرته".واكد زياد الغربي (26 عاما) الذي قال انه عمل مع البوعزيزي خمس سنوات في السوق، "لم يكن لديه راس مال لكنه كان صاحب كلمة ويزوده التجار بالبضاعة دون ان يدفع وحين يبيع بضاعته ياتي ليدفع لهم".واشارت خالته راضية (34 عاما) التي بدت شديدة الانتقاد للسلطات المحلية التي لم يات احد منها للتعزية في وفاة محمد، الى انه كان يكدح بامل ان يقتني سيارة للتخلص من عناء دفع العربة.وصبت جام غضبها على قنوات التلفزيون المحلية التي قالت ان احدا منها "لم يكلف نفسه عناء القدوم الينا لتصوير معاناتنا"، وكذلك "على المثقفين والسياسيين وخصوصا الذين يطلون عبر الفضائيات، هؤلاء الذين وجدوا المال للسفر والعيش في الخارج".وتساءلت "لماذا لم يفعلوا مثل البوعزيزي الذي اقدم وحده على حرق نفسه دفاعا عن كرامته حين اهين هو الذي لم يكن ينتمي الى اي حزب سياسي ولا اي تنظيم"، مفجرا بذلك انتفاضة شعبية انهت في شهر استبدادا استمر 23 عاما في تونس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram