TOP

جريدة المدى > محليات > بحيرة حمرين: من معقل للإرهاب إلى وجهة سياحية آمنة

بحيرة حمرين: من معقل للإرهاب إلى وجهة سياحية آمنة

نشر في: 6 نوفمبر, 2024: 12:04 ص

ديالى / محمود الجبوري

بحيرة حمرين، الواقعة على بُعد 55 كم شمال شرق بعقوبة في محافظة ديالى، تتحول من منطقة صراع مع الإرهاب إلى مقصد للسياح والصيادين، بعد جهود أمنية مكثفة لاستعادة الاستقرار والأمان في المنطقة.

تم إنشاء البحيرة عام 1981، وتشكل الخزان الستراتيجي للمياه في ديالى، حيث تزود أكثر من 70% من مناطق المحافظة بمياه الشرب والري. وهي قادرة على استيعاب مليارين و400 مليون متر مكعب، وتبرز أهميتها في كونها مصدراً للأسماك، وتبلغ طاقتها الاستيعابية القصوى ثلاثة مليارات متر مكعب من المياه.
عانت بحيرة حمرين من انتكاسات الجفاف المتذبذبة على مر السنوات الماضية، بالإضافة إلى تحولها إلى ملاذ وممر لعبور العناصر الإرهابية خلال السنوات الأخيرة، بسبب مساحتها الشاسعة وامتداداتها الوعرة وصعوبة تأمينها بشكل تام من قبل الأجهزة الأمنية.
أبرز المشاكل التي شهدتها البحيرة، إلى جانب الجفاف وتناقص الخزين المائي، هي عمليات خطف واغتيال الصيادين من قبل عناصر وجيوب داعش، ومساومة ذويهم أو قتلهم لاعتبارات طائفية، إذ بلغت حوادث الخطف والاغتيال العشرات، أغلبها أودت بحياة الصيادين المخطوفين.
بعد حوادث خطف وقتل الصيادين التي تكررت في بحيرة حمرين، منعت السلطات الأمنية الصيد في البحيرة لحماية الصيادين من الخطف والاغتيال والحوادث الإرهابية المباغتة. فرضت السلطات الأمنية في ديالى خلال الأعوام الأخيرة حظراً يمنع صيد الأسماك في البحيرة لحمايتهم من الحوادث الغادرة لداعش وبقايا جيوبه المتخفية في محيط البحيرة.
مدير ناحية السعدية، التي تقع ضمن حدودها بحيرة حمرين، أحمد الزركوشي، أكد عودة أعمال صيد الأسماك بنسبة كبيرة في المناطق الآمنة من البحيرة، باستثناء المناطق الخطيرة البعيدة عن حماية الأجهزة الأمنية والحشد الشعبي.
وبيّن الزركوشي في حديثه لـ(المدى) أن السلطات الأمنية وضعت خطوط خطر لا يمكن تجاوزها من قبل الصيادين لتفادي الوقوع بقبضة العناصر الإرهابية، وقطع الطريق أمام المفارز الإرهابية التي تتربص بالصيادين، مشيراً إلى أن الشرطة النهرية تواصل مراقبة وتأمين البحيرة بشكل تام.
وأشار الزركوشي إلى وقوع عشرات الحوادث للخطف والقتل من قبل عناصر داعش طالت صيادين أغفلوا تحذيرات السلامة أو صيادين غرباء ضلوا الطريق ويجهلون مناطق الخطر من البحيرة. مستدركاً: «رغم عمليات التأمين والانتشار الأمني، إلا أن مناطق من البحيرة لا تزال تمثل أفخاخاً غادرة للصيادين». ويؤكد علي خالد غضيب، ضابط استخبارات في لواء 24 من الحشد الشعبي، تحول البحيرة إلى منتجعات سياحية تقصدها العوائل بشكل مستمر، إلى جانب توسع أعمال صيد الأسماك، باستثناء الثلث الأخير من البحيرة القريب من حدود ديالى الشمالية الشرقية والشاغرة أمنياً في أطراف ناحية قره تبه ومنطقة «نارين» الساخنة.
وكشف غضيب في حديثه لـ(المدى) عن عمليات مداهمة وتمشيط تنفذها قوات الحشد بشكل يومي لرصد أي تحركات أو عمليات تسلل وعبور لداعش في بحيرة حمرين نحو المناطق الأخرى، لافتاً إلى انخفاض عمليات التسلل والعبور من قبل عناصر داعش بنسبة تجاوزت 90% بفعل خطط الرصد والدوريات المستمرة.
وينفي غضيب تسجيل أي عمليات عبور وتسلل لعناصر داعش في بحيرة حمرين ضمن قواطع مسؤوليات الحشد الشعبي، وعدم تسجيل أي مشاهدات عبر الكاميرات الحرارية لأي تحركات للعناصر الإرهابية طيلة الفترات الماضية.
مدير ناحية قره تبه، وصفي مرتضى التميمي، أوضح أن قوات الأمن نجحت باحتواء الجزء الأكبر من البحيرة من خلال العمليات البرية والاستعانة بالطيران الحربي أو الطائرات المسيرة، معززاً حديثه: «الأجهزة الأمنية اعتمدت كاميرات مراقبة حرارية أسهمت بإجهاض جميع العمليات الإرهابية ومحاولات تسلل وتنقل الإرهابيين عبر البحيرة إلى مناطق شمال شرق ديالى المتشعبة أمنياً».
ويحدد التميمي في حديثه لـ(المدى) مناطق الخطر والثغرات الأمنية في أطراف ناحية قره تبه ومنطقة «نارين». ورغم احتوائها أمنياً، إلا أن عناصر داعش لا تزال تتربص الفرص والثغرات في بحيرة حمرين للتنقل بين المناطق.
آمر الفوج الثالث من اللواء الثاني للبيشمركة المحور الثاني، العقيد جليل مام فايق، أكد في حديثه لـ(المدى) أن مناطق أطراف بحيرة حمرين القريبة من نواحي جلولاء وقره تبه لا تزال تحوي جيوباً خطيرة لداعش وتتنقل بين المناطق مستغلة الفراغات الشاسعة والطويلة.
ويستبعد فايق وجود أي عمليات تسلل من المناطق الخاضعة لمسؤوليات البيشمركة نحو مناطق حمرين في ديالى ومنها البحيرة، مبيناً أن عمليات التسلل لا تزال محصورة شمالي نواحي جلولاء وقره تبه باتجاه بحيرة حمرين والمناطق القريبة منها والمحاذية لها.
ورغم التطمينات الأمنية وخطط تأمين بحيرة حمرين وزوال هواجس الخوف لدى المواطنين «السياح والصيادين»، إلا أن البحيرة لا تزال تحوي بؤراً ومفارز متنقلة لداعش لم يتم معالجتها حتى الآن بسبب الفراغات الأمنية والامتدادات الجغرافية الواسعة لمناطق حوض حمرين الساخنة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

ذي قار تتحدث عن تجاوزها أزمة مياه الشرب

ذوو الاحتياجات الخاصة.. معاناة تتفاقم وقوانين معطلة

تراجع عدد المسيحيين في العراق بنسبة 80 % خلال الـ 20 سنة الأخيرة

الموصليون يكملون بناء مئذنة الحدباء وينجزون 70 % من إعمار جامع النوري

القرب من بغداد وانعدام الجدوى الاقتصادية يُغيِّبان الفنادق السياحية في ديالى

مقالات ذات صلة

محليات

"مثابرون": أول مؤسسة تطوعية موصلية تُعنى بالبيئةوطموح لخفض درجة الحرارة إلى 41 مئوية

 الموصل/ سيف الدين العبيدي بعد أن فقدت مدينة الموصل آلاف الأشجار عقب عام 2017، استجابت مجموعة من الشباب المهتمين بالبيئة لهذه الأزمة بتأسيس فريق تطوعي يُعنى بإعادة زراعة الأشجار وإحياء المسطحات الخضراء. بدأ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram