TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > فـي الحدث: بين الموقفين الأميركي والأوروبي

فـي الحدث: بين الموقفين الأميركي والأوروبي

نشر في: 22 يناير, 2011: 07:07 م

 حازم مبيضينلا نجد سبباً لزيارة مستشار البيت الأبيض دينس روس وبرفقته ديفد هيل مساعد المبعوث الأميركي لعملية السلام ، إلى المنطقة بعد إعلان واشنطن الصريح عن التخلي عن جهودها لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، لعجزها كما تقول عن إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بوقف الاستيطان في الأراضي المحتلة
على الرغم من إدانة ذلك الاستيطان من قبل الفلسطينيين أولاً ورفضهم العودة الى التفاوض قبل وقفه ومن قبل الدول العربية والمجتمع الدولي الذي يعتبر تلك العملية غير شرعية بكل المقاييس، غير أن مكتب نتياهو كفانا مؤونة البحث عن سبب الزيارة حين كشف أن المسؤولين الأميركيين جاءا لبحث احتياجات إسرائيل الأمنية،  وقضايا أخرى لها صلة بالأمن الإقليمي، في حال حصول أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين.معروف أن واحداً من أهداف الإدارة الأميركية هو الحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي، وبصورة تحافظ على التفوق النسبي لإسرائيل في إطار أي اتفاق مستقبلي، أو حتى إن لم يكن ممكناً التوصل إلى ذلك الاتفاق بسبب التعنت الاسرائيلي والإصرار على استيطان أراضي الدولة الفلسطينية العتيدة، وفي الأثناء لم يفاجئنا تصريح الوزيرة كلنتونعن ضرورة حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال مفاوضات السلام المباشرة ، بدون طرح قرارات على مجلس الأمن الدولي، وهي بذلك تؤكد الموقف الأميركي المعارض للتحرك العربي الهادف لاستصدار قرار يندد بالمستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية. لا نشك لحظة واحدة أن هذه المواقف، هي التي تشجع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان القادم حديثاً إلى أروقة الدبلوماسية من حراسة النوادي الليلية، على اعتبار أن المشكلة مع الفلسطينيين تتلخص في توفير فرص عمل لهم  – على الأرجح في المستوطنات –  وليكتشف اليوم أن العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية توشك على الإنهيار، وأنه توجد فجوة خطيرة في نهج الجانبين، وليهدد بأن إسرائيل لن تبقى مكتوفة الأيدي، ولن توافق على تحمل الإهانات إلى الأبد، ويعد باطلاع الأميركيين على تقرير يتضمن كافة بوادر حسن النية والتسهيلات التي قدمتها إسرائيل للفلسطينيين، ليطلب على أساسه من الكونغرس الأميركي وقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية.في مقابل الموقف الأميركي البائس، يمكننا ملاحظة بعض التوازن في الموقف الفرنسي، المعلن على لسان وزيرة الخارجية  اليو - ماري ، حيث أكدت في إسرائيل أنه لا يمكن ان يكون هناك سلام بدون حدود متفاوض عليها على أساس خط عام 1967 ، وأكدت أيضاً أن الاتحاد الأوروبي يعتبر حدود تلك الحدود أساس المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية. وشددت أن الاتحاد الأوروبي لن يعترف باي تعديلات على تلك الحدود، إن لم تتم الموافقة عليها من قبل الأطراف المعنية ويشمل ذلك أيضا القدس، مبدية استعداد الاتحاد في الوقت المناسب لأن يعترف بدولة فلسطينية.بين الموقفين الأميركي والأوروبي، كما جاء على لسان وزيرتي خارجية الولايات المتحدة وفرنسا، مسافات ضوئية وإن كانت لا تدفعهما لإعلان الخلاف، وبدلاً من ذلك يعمل الجانبان على تجسير الفجوة بينهما، من خلال حوار يستهدف في آخر الأمر الحفاظ على المصالح، قبل أن يستهدف إحقاق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران، وإذا كنا نلاحظ في موقف واشنطن الكثير من الصلف والعنجهية والانحياز الأعمى، فإن علينا ملاحظة شيء من النفاق في الموقف الأوروبي غير الحازم من مجمل العملية السلمية.والحال أن هكذا مواقف تستند إلى حالة الضعف العربية الراهنة، وهي حالة لابد من مغادرتها، إن كنا نحلم فعلاً بدولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"إسرائيل" ترفض الانسحاب الكلي من لبنان وبري يعارض الشروط

بارزاني: "قسد" لا تمثل الأكراد كافة

مقتل طالب في كلية الشرطة بهجوم مسلح

الصدر: عهداً ووعداً لن نحيد عن التمهيد والإصلاح ما حيينا

مركز الفلك الدولي يحدد الاول من شهر رمضان المبارك

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram