ترجمة / حامد أحمد
في لقاء مع مجلة، نيوزويك Newsweek، الأميركية شكك أحد قياديي فصائل المقاومة العراقية من صحة رواية استخدام إسرائيل الأجواء العراقية لضرب إيران مهددا في الوقت نفسه من ان قواعد أميركية في المنطقة ستكون هدفا لهجمات جديدة من الفصائل في حال ثبت ان الأمريكان سمحت لإسرائيل باستخدام المجال الجوي العراقي لضرب إيران، وأنها لن تسمح لإسرائيل او الولايات المتحدة باستخدام الأرض العراقية لضرب إيران.
وقال رئيس المجلس السياسي لحركة النجباء، الشيخ علي الاسدي، لمجلة نيوزويك "المعلومات التي لدينا هو ان الكيان استخدم المجال الجوي السوري فوق القواعد الأميركية ومن المجال الجوي الأردني والسعودي، وأن روايته بأنه استخدم المجال الجوي العراقي هو لإنقاذ ما الوجه وخلط الأوراق".
وتأتي تعليقات الشيخ الاسدي في أعقاب سلسلة الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة الشهر الماضي على إيران الذي يُشك بان مجال العراق الجوي قد تم استخدامه في تنفيذ الضربة.
وأضاف قائلا "بشكل عام ان هذه الرواية بأكملها كاذبة، وقد ثبت أنها استخدمت صواريخ بالستية انطلقت من أراضي فلسطينية والتي تم اسقاط أغلبها. ولم يتم استخدام أكثر من 10 او 20 طائرة، والهجوم كان ضعيف".
مع ذلك فإنه هدد في حال ثبت فعلا بأن المجال الجوي العراقي قد استخدم من قبل الطائرات الإيرانية " فعندها ستكون هناك عواقب موجهة من كل أعضاء محور المقاومة الإسلامية في العراق ضد التواجد العسكري الأميركي في المنطقة وليس من قبل حركة النجباء فقط".
ومضى بقوله " والاهم من ذلك، إذا ثبت لنا بأن الاميركان سمحوا للكيان باستخدام المجال الجوي العراقي، فنحن سنرد على جميع القواعد الأميركية".
وكان مسؤولون عراقيون وإيرانيون قد صرحوا بان القوات الإسرائيلية استخدمت المجال الجوي العراقي لضرب إيران، واعتبرت كل من بغداد وطهران هذا الفعل على انه خرق للقانون الدولي. وبينما وصف مسؤولون إسرائيليون واميركان الهجوم بأنه كان ناجحا والحق اضرارا كبيرة بالبنى التحتية العسكرية الإيرانية، قال مسؤولون إيرانيون بانه تم اعتراض اغلب الضربات، مع ذلك فإنهم هددوا برد قوي.
وكان محور المقاومة الإسلامية في العراق، ومنذ ان شنت إسرائيل حربها على غزة ردا على هجوم حركة حماس المفاجئ على إسرائيل في 7 تشرين الأول من العام الماضي، يكرر هجماته باستهداف إسرائيل وقواعد أميركية في العراق وسوريا.
وكانت كتائب حزب الله العراقية، احدى فصائل محور المقاومة الإسلامية العراقية، قد حذرت في بيان لها الأسبوع الماضي من ان الولايات المتحدة " عليها ان تدفع الثمن لتهورها باستغلال المجال الجوي العراقي، وهذا ما سيحصل بمشيئة الله بوقته ومكانه. والصهاينة غير مستثنون من هذا الرد لتجرؤهم على ضرب إيران، وانهم قد يتجرؤون لضرب العراق إذا لم يدفعوا ثمنا باهظا لعدوانهم".
وكان موقع، اكسيوس، الاخباري الأميركي قد ذكر في تقرير له الخميس أنه وفقا لمصادر استخبارية إسرائيلية فان إيران تستعد لتوجيه ضربة انتقامية لإسرائيل باستخدام أراضي عراقية. وردا على هذا التقرير صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، خلال مؤتمر صحفي بأن طهران " ستحشد جميع قدراتها المادية والاستخبارية للرد على النظام الصهيوني."
فصيل مقاومة عراقي آخر يحمل اسم، كتائب صرخة القدس، قد حذر في بيان له الاحد من هجوم ينطلق من الأراضي العراقية. وجاء في بيانه " اصابعنا على الزناد وأي عدوان على ارضنا سيتم مواجهته بالتصعيد بدون سيطرة وحدود، وجعبة الأهداف مليئة ونحن نراقب ونرصد كل شيء في المنطقة، و سنستهدف كل المصالح والقواعد".
وكانت حملة المقاومة الإسلامية العراقية ضد القوات الأميركية قد هدأت على نحو كبير منذ شهر شباط الماضي وذلك عقب سلسلة ضربات أميركية استهدفت مواقع لفصائل عراقية في العراق وسوريا وذلك بتوجيه من الرئيس الأميركي، جو بايدن، ردا على ضربة بطائرة مسيرة تسببت بمقتل ثلاث جنود اميركان قرب الحدود الأردنية والسورية. وان مجاميع مختلفة أخرى هددت بشن حملة أكثر ضراوة إذا لم تسحب الولايات المتحدة قواتها من البلاد.
وشنت الولايات المتحدة في أواخر شهر تموز جولة أخرى من الضربات، مدعية بانها ضربة استباقية ضد استعدادات تجريها فصائل لشن ضربات بطائرات مسيرة على قواتها في المنطقة. بعد ذلك بأيام، استهدفت طائرة مسيرة افراد قوات أميركية في قاعدة عين الأسد تسببت بجرح سبعة منتسبين منهم.
وكانت الحكومة العراقية قد استنكرت على نحو متكرر الضربات الأميركية التي يتم شنها على الأرض العراقية، داعية الفصائل المسلحة بان تعمل وفق اطر القانون. في تلك الأثناء دعت حركة النجباء، وفصائل مقاومة عراقية أخرى، بغداد بان تضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية.
وبعد ورود تقارير في أيلول عن التوصل لاتفاق حول الانسحاب، أعلن مسؤول من الإدارة الأميركية في وقت لاحق من ذلك الشهر بان قوات التحالف ضد داعش ستنسحب من مواقع معينة في العراق كمنطلق لمرحلة انتقالية تبدأ مباشرة وتنتهي في أيلول عام 2025.
تلك التقارير قد جوبهت بتشكيك من قبل حركة النجباء. ومع استمرار التوترات الإقليمية بالتصاعد، حذر الاسدي من ان القوات الأميركية سيتم اجبارها على مغادرة البلد إذا تطلب الأمر.
وقال الاسدي لمجلة نيوزويك "نحن لا نثق بكلمات واتفاقيات قوات الاحتلال الأميركية، ولا نثق كذلك بمواعيدهم. ولكننا فسحنا مجالا للدبلوماسية العراقية لغرض إزالة القوات الأميركية من الأرض العراقية. وإذا لم تلتزم بمواعيد الانسحاب، فإنها ستغادر ذليلة تحت ضربات وهجمات المقاومة الإسلامية العراقية".
- عن نيوزويك