TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمودالثامن: من كمالا الى ترامب !!

العمودالثامن: من كمالا الى ترامب !!

نشر في: 7 نوفمبر, 2024: 12:06 ص

 علي حسين

في كل يوم وأنا أتوجه لكتابة العمود الثامن أتذكر حكاية عميد الأدب العربي طه حسين، حين قرر أن يُترجِم إلى العربية كتاب صديقه أندريه جيــد "الباب الضيّق" فبعث برسالة يستأذنه فيها فما كان من أديب فرنسا إلا أن يكتب هذه الكلمات التي لخَّص فيها حالنا نحن الكُتـّاب "أخشى أنّ الأبواب والنوافذ لا فائدة منها في بلدانكم.. مسائل الحرية والمستقبل لا تعني أحدًا، فلماذا تعـذِّب نفسَك في حفر الجدار بمِعولٍ من الكلمات؟".
تذكرت هذه العبارة، وأنا أستمع لمحاضرة لحوار تلفزيوني مع رجل دين يهاجم مواقع التواصل الاجتماعي ويؤكد أن ان هذه المواقع هدفهما الأساس تشجيع العراقيين على الإباحية ، والغريب أن الشيخ الفاضل يبث خطابه عن طريق صفحته في الفيسبوك وانستغرام ، ولم ينسى موقع السيد ماسك فتجده بين الحين والاخر ينشر صوره يبتسم . ، فيما تحاصرنا وجوه المحللين السياسيين من كل مكان يخرجون إلينا بخطاب متازم ، وبأرواح فارغة من ذرّة حب واحدة لهذا الوطن. لعل المؤامرة الكبرى التي تقف ورائها مواقع التواصل الاجتماعي ، هي المعركة العراقية التي دارت خلال الأيام الماضية بين جماعة السيدة كمالا هاريس ، وجماعة ترامب ، فالبعض يتوهم أن السيدة كاملا لو كانت قد فازت فانها ستنتصر لمحور الهلال الشيعي ، وستقف مع قضايا شعوب المنطقة ، فيما آخرون يقسمون بأغلظ الأيمان أنّ ترامب سني ابا عن جد ، وأن أول عمل سيقوم به هو تشديد العقوبات على إيران!!
المعركة الفيسبوكية الأخيرة تثبت أننا قوم نتربع على قمة الدول الفاشلة بامتياز، سيقول البعض متى تتوقف عن التهريج يا رجل؟ وحتمًا هناك من سيسخر ويقول "هكذا أنتم معشر " المتثاقفين " لا يعجبكم العجب ، وثالث سيعلق: هل نحن في وضع يسمح لنا بمثل هذه"السفاسف " - مع الاعتذار للكابتن حكيم شاكر صاحب براءة اختراع " حبّ السفايف " .
وقبل أن أجيب على هذه الأسئلة "اللطيفة" دعوني أسأل: ماذا كنا سنربح لو فازت السيدة كاملا هاريس ، وماهي خسائرنا في فوز ترامب ؟ أنا من جانبي أشك، رغم كل محاولات النائب السابق و"المؤرخ الحالي" طه اللهيبي، الذي أخبرنا من قبل أنّ أوباما شيعي، وهو الأمر الذي أثار اهتمام الباحثين في العالم، فقرروا أن ينصّبوا اللهيبي رئيسًا لجمعية الأنساب في العالم!! .
أيها السادة، أصحاب نظرية كاميلا من جماعتنا ، والفرحين بترامب ، لا تقلقوا، فمن حيث المضمون لن يفعل ترامب شيئًا خارج إرادة المؤسسة الأميركية، كل ما في الأمر أن الجميع سيختار أن ينأى بنفسه عن بلاد تطلب ود الامريكان في النهار، وتشتمها في الفضائيات آخر الليل .!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: بروتوكولات مقهى ريش

العمود الثامن: جيوب نظيفة!!

العمود الثامن: الفشل بامتياز

قناطر: كسل وغباء "رأس المال" العراقي

الديمقراطية..لا تصلح لشعب يحكمه فاسدون

العمود الثامن: القاهرة واستذكار بغداد

 علي حسين تقيم معظم البلدان متاحف لفنونها وحضارتها، ومتاحف اخرى تحتفظ فيها بكنوز الفن العالمي، لكي تذكّر الأجيال القادمة بالذين نثروا ألوانهم وأقاموا النصب المرمرية، لأن الذاكرة البشرية بحاجة إلى تذكّر ان التاريخ...
علي حسين

كلاكيت: عدي رشيد في «أناشيد آدم» سعي للنهوض بوعي المتلقي من أجل إثارة الأسئلة

 علاء المفرجي تأريخ السينما العراقية طويلا قياسا الى مثيلاتها باقي شعوب المنطقة، فالسينما العراقية لم تبدأ بالإنتاج إلا في منتصف الأربعينيات، ولم يكن الإنتاج الأول، إلا انتاجا مشتركا مع مصر، ولم تستطع منذ...
علاء المفرجي

المنظومة السلطوية في العراق والتغيير المطلوب

د. كاظم المقدادي (2-2)التغيير الجذري ضرورة اًنية وملحةمطلب التغيير الجذري والشامل للمنظومة السلطوية في العراق، الهادف لأقامة الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والعدالة الإجتماعية،الضامنة للحياة الحرة الكريمة والمستقبل الأفضل لكافة أبناء وبات شعبنا، دون...
د. كاظم المقدادي

الشُّعوبيَة والشّعبويَّة.. لكلٍّ زمنه

رشيد الخيون يعيد اِصطلاح "الشَّعبوبيَّة" اليوم إلى الأذهان الحركة "الشُّعوبيَّة" في الأمس البعيد، مع أنَّ كلاً له زمنه ودلالته، كلاهما منحوتان مِن "الشَّعب" و"الشُّعوب". نَعتَ البعضُ بالشَّعبويَّة الرئيسَ الأميركيّ دونالد ترامب، في حملته الانتخابيّة...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram