TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد: بيت هندل في لندن

موسيقى الاحد: بيت هندل في لندن

نشر في: 10 نوفمبر, 2024: 12:01 ص

ثائر صالح
يُعدّ الموسيقار جورج فريدريك هندل بين أهم الموسيقيين الانكليز رغم كونه ألمانيا، في ولد في نفس السنة التي ولد فيها باخ وسكارلاتّي، 1685 الذي يعد الأشهر في تاريخ مواليد الموسيقيين. ولد هندل في مدينة هاله ودرس في مدارسها وعند موسيقيي المدينة بتشجيع من الدوق يوهان آدولف الأول، ثم في جامعتها، وعمل عازفاً للأورغن في إحدى كنائسها ولما يزل في السابعة عشرة.
انتقل هندل إلى هامبورغ في 1703 ليعمل كعازف كمان وهاربسيكورد في أول دار أوبرا عامة بنيت هناك حديثاً، حيث ألف أول أعماله الكبيرة ثم سافر إلى إيطاليا في العام 1706 وعمل هناك بضعة سنتين ليعود إلى هامبورغ صيف 1710 حتى يصبح قائد فرقة الأمير جورج (من عائلة هانوفر). لكنه زار إنكلترا في أواخر العام، قبل أن يترك عمله لينتقل إلى انكلترا نهائياً ويستقر هناك في سنة 1712. وقد أصبح الأمير جورج ملك بريطانيا في 1714 باسم جورج الأول كما هو معروف، وكان أول ملوك عائلة هانوفر التي حكمت بريطانيا حتى وفاة فيكتوريا في 1901.
انتقل هندل إلى بيت في شارع بروك رقم 25 في مايفير في لندن سنة 1723 وعاش فيه حتى وفاته في 1759. وقد جرى تحويل هذا البيت اليوم الى متحف هندل وهندريكس، فقد سكن موسيقي البوب عازف الغيتار الأمريكي الشهير جيمي هندريكس في البيت المجاور رقم 23 للفترة بين 1968-1969، وجرى توسيع متحف هندل ليشمل شقة هندريكس في البيت المجاور.
أهم معالم البيت هو قاعة الموسيقى في الطابق الأول، وهي غرفة تطل على الشارع كان هندل يجري فيها التمارين على أعماله مع المغنين، أحياناً بمفرده أو مع عدد كبير من الموسيقيين بضمنهم عازفي الأدوات النحاسية الصاخبة. لحسن حظه كان جيرانه من محبي موسيقاه، وكان يدعوهم للاستماع إلى التمارين على أعماله الجديدة أحياناً. نجد فيها اليوم هاربسيكورد يستعمل لتقديم مختلف الأعمال الموسيقية، وقد استمعت خلال زيارتي البيت إلى سوناتات من تأليف صديق هندل، جورج فيليب تلمان قدمت على الفيولا دا غامبا والهاربسيكورد من قبل موسيقيتين شابتين.
الغرفة الثانية في نفس الطابق لكنها تطل على الباحة الخلفية بعيدة عن صخب الشارع، استعملها هندل كغرفة للتأليف، كتب فيها الكثير من روائعه مثل اوراتوريو المسيح. استعمل هندل غرف الطابق الثاني في حياته الخاصة، إحداها غرفة نومه، والثانية غرفة تبديل ملابسه.
افتتح المتحف أبوابه في 2001 بعد عقود من العمل على تحويل البناية إلى ما هي عليه الآن. في الواقع لا يوجد أي شيء أصلي في البناية يعود إلى عهد ساكنه الأول، هندل، عدا السلم الخشبي الجميل. وجرى ترميم الغرف على شكل البناء في ذلك العصر. وقد وضعت على واجهة البناية اللوحة التذكارية الزرقاء المميزة لهيئة التراث الإنكليزي تشير إلى معلومات عن ساكن هذا البيت.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: هندل وثيودورا

العُثَّةُ… رواية جديدة للكاتب يوسف أبو الفوز

علم السرد والوسيط الرقمي

جائزة نوبل وجنون العظمة

الوهم كإلهام أدبي

مقالات ذات صلة

جائزة نوبل وجنون العظمة
عام

جائزة نوبل وجنون العظمة

توم هارتسفيلد*ترجمة: لطفية الدليميالفوزُ بجائزة نوبل يعدُّ -بالقناعة السائدة عالمياً- الإنجاز المهني الأعلى لكلّ مشتغل بالعلم. غواية الجائزة تبقى دوماً عظيمة إلى حدود قد تدفعُ بحاملها إلى الشعور بأنّ أفكاره ومحاججاته لا ينبغي أن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram