المدى/محمد المحياوي
محمد وداع، شاب بسيط لم يحمل في جيبه ثروة، لكن في قلبه كنز من الإرادة والإصرار. وُلد لعائلة فقيرة، ورث من والده الذي توفي طاقة خفية تجذبه نحو التفوق. لم تسعفه الظروف لإكمال تعليمه الإعدادي، ليقرر أن يتخذ من العمل سبيلًا يعين أسرته، لكنه لم يتخلَ عن أحلامه.
منذ الصغر، كان حلم الفنون القتالية يراوده. ذلك الشغف الذي أشعل في روحه نورًا، وبمثابرة لا تعرف اليأس، استطاع أن يترجم الحلم إلى واقع. دعمته مجموعة من المدربين الذين آمنوا بموهبته وقدموا له الدعم المادي والمعنوي، فكانوا عونًا له على عبور الحواجز والوصول إلى ما كان يظنه البعض مستحيلًا.
وفي بغداد، في بطولة آسيا المفتوحة لرياضة البهايوث، حقق محمد إنجازًا يفتخر به، حيث حصد المركز الثاني متفوقًا على العديد من الرياضيين المحترفين. لم يكن هذا النصر مجرد لقب، بل كان خطوة كبيرة نحو أحلامه الأكبر، وكان وعده لنفسه أن يحرز المركز الأول في المستقبل.
يطمح محمد اليوم إلى الاحتراف والانضمام إلى منظمات عالمية تتيح له رفع علم العراق عاليًا بين دول العالم. فبالنسبة له، النجاح لا يقتصر على التتويج الفردي، بل على أن يكون رمزًا يخدم وطنه ويفتخر به.
ومع ذلك، لم يكن الطريق سهلًا، وخاصة بعد فقدانه لوالده الذي طالما رآه بطلًا. ولكن لم يستسلم؛ كان يزور قبر والده بين الحين والآخر، يستمد من ذكراه قوة، ويرى في عينيه المثابرة التي تدفعه للاستمرار. فلطالما كان والده قدوته التي لا تنكسر.
أما عن طموحاته القادمة، فقد أكد وداع أنه سيسعى جاهدًا لتحقيق حلمه الأكبر بالفوز ببطولة العالم لرياضة البهايوث. إن الوصول إلى هذه القمة بالنسبة له ليس مجرد هدف، بل تحدٍّ وإرادة، يطاردان أحلامه رغم كل العقبات.
يؤمن محمد وداع بأن الشجاعة هي مفتاح النجاح، وأن من يخشى شيئًا لن يناله. ينصح الشباب بالمثابرة، والاستماع للنصائح البناءة، والابتعاد عن الأشخاص السلبيين. وكما قال المعلم بروس لي: “كن كالماء يا صديقي” — مرنًا، متكيفًا، لكن لا يقهر.
بهذه الروح الصامدة والعزيمة التي لا تعرف المستحيل، يُعتبر محمد وداع اليوم رمزًا للأمل لكل شاب يسعى للوصول إلى حلمه، مُتحديًا كل الصعوبات وعازمًا على تحقيق المستحيل.
جميع التعليقات 1
مصطفى عامر
منذ 1 شهر
بطلنا محمد وداع