المدى/ مصطفى محمد
كشفت محافظة صلاح الدين عن إعدادها خطة إدارة لموقع سامراء التراثي بتشكيل فريق متعدد الأطراف، مع توفير الدعم المالي والفني المطلوب. وقال المحافظ بدر الفحل إن المحافظة اتفقت مع المنظمة العالمية للتراث «اليونسكو» على منح موافقة آثارية أولية لمشاريع داخل المنطقة العازلة، بشرط إدراج مسوحات وتنقيبات أثرية ضمن الخطط، مشيرًا إلى الحصول على الموافقات الآثارية للمشاريع الخدمية والاستثمارية دون التأثير على المشهد البصري للآثار.
وأكد مدير البرنامج الثقافي لمنظمة اليونسكو، جنيد سورش والي، أن منظمة اليونسكو ناقشت مع إدارة المحافظة العديد من التحديات المتعلقة بالحفاظ على المواقع الأثرية في مدينة سامراء.
وأضاف والي أن اليونسكو قدمت النصائح والإرشادات اللازمة للمضي قدمًا للاهتمام بالمواقع الأثرية التي تحتاج إلى الكثير من العناية، داعيًا إلى ضرورة الاهتمام بالتوصيات من قبل السلطات المحلية والمركزية للحفاظ على المواقع الأثرية. مشيرًا إلى أن اليونسكو كانت جزءًا من اتفاق عُقد مع وزارة الثقافة ومحافظة صلاح الدين لإعادة ترسيم الموقع الأثري في المدينة.
ويتجاوز عمر مدينة سامراء الأثرية ألف عام، وتُعد واحدة من أبرز المعالم التاريخية في العراق. وبسبب أهميتها التاريخية والحضارية، أُدرجت سامراء في لائحة التراث العالمي لليونسكو عام 2007.
بدوره، كشف قائممقام سامراء، أمين سر اللجنة التحضيرية لإعلان سامراء عاصمة العراق للحضارة الإسلامية، أرشد عبد السلام، أن دائرة الآثار لم تمنح منذ ثلاث سنوات الموافقات اللازمة لإنشاء أي مشروع في المدينة.
واشار إلى أنه تم الاتفاق على نقاط استراتيجية عديدة مع منظمة اليونسكو ووزارة الثقافة على منح الموافقات اللازمة لإنشاء المشاريع الخدمية ضمن المناطق العازلة، مع التأكيد على الحفاظ على المشهد الصوري والبصري للمواقع الأثرية لمدينة سامراء.
من جهتهم، رحب عدد من أهالي مدينة سامراء بهذه الخطوة التي من شأنها أن تغيّر واقع حال المدينة التي تُعد مقصدًا سياحيًا ويقصدها ملايين الزائرين سنويًا.
وقال ياسر سامر، وهو مواطن من أبناء المدينة، إن الأهالي يتطلعون إلى الإسراع بإنجاز مشاريع حيوية واستراتيجية من شأنها أن تغيّر واقع المدينة المرير، خصوصًا مع غياب المشاريع منذ عدة سنوات، مؤكدًا أن الملف الخدمي يشهد تراجعًا ملحوظًا، خصوصًا مع غياب الدعم الحكومي للمدينة التي تحتاج المزيد من الاهتمام، معربًا عن أمله بأن تشهد المدينة تغييرًا واضحًا من ناحية المشاريع المستقبلية مع إعادة ترسيم الحدود الأثرية لها.
تقع مدينة سامراء التاريخية على الضفة الشرقية لنهر دجلة على بعد 120 كم شمال بغداد، وتتمتع بتاريخ غني ومعماري فريد. تأسست سامراء كعاصمة للدولة العباسية في عام 221هـ من قبل الخليفة المعتصم بالله، وسرعان ما ازدهرت تحت اسم «سر من رأى».
وفي ذات السياق، كشف رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث، علي عبيد شلغم، أن هناك قيمًا استثنائية عالمية مكّنت سامراء من أن تُدرج ضمن لائحة التراث العالمي عام 2007، مؤكدًا أن الهيئة وضعت الخطط اللازمة بالتنسيق مع اليونسكو للبدء بأعمال المسوحات والصيانة والترميم والتنقيب من أجل الحفاظ على موقع سامراء ضمن لائحة التراث العالمي.
وتضم سامراء العديد من المعالم الأثرية مثل جامع سامراء ومئذنته الملوية، وجامع أبي دلف، وقصور عديدة كقصر بلكوار وقصر الجوسق الخاقاني، مما يعزز مكانتها كواحدة من أبرز المدن التاريخية في العالم الإسلامي.
ويطمح أهالي المدينة إلى البدء بمرحلة جديدة من الإعمار وإطلاق المشاريع الخدمية بعيدًا عن ممانعات دوائر الآثار التي ساهمت في السنوات الماضية بإيقاف العديد من المشاريع الخدمية والستراتيجية نتيجة ممانعتها إنشاء تلك المشاريع، ومن بينها إنشاء الطرق ودوائر الدولة.
ويعرب الناشط زياد طارق عن أمله بالإسراع بتنفيذ اتفاقية ترسيم الحدود الأثرية والبدء بمشاريع تساهم في انتشال المدينة من واقعها المأساوي بعد أن توقفت الكثير من الأعمال وتلكأت أعمال أخرى، مطالبًا الجهات المعنية بضرورة الأخذ بنظر الاعتبار وضع مشاريع خدمية وبنى تحتية وإنشاء شبكات جديدة من الطرق، خصوصًا في الأحياء الشرقية من المدينة والتي تعاني الإهمال الواضح منذ سنوات.
وتتهيأ سامراء لإعلانها عاصمة للحضارة الإسلامية في العراق بعد أن صوت المجلس على قانون سامراء عاصمة العراق للحضارة الإسلامية رقم (5) لسنة 2018 والمقدم من لجنة الثقافة والسياحة والآثار.