TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > طرق الشمال والجنوب تزحف إلى كربلاء

طرق الشمال والجنوب تزحف إلى كربلاء

نشر في: 23 يناير, 2011: 07:10 م

كركوك– واسط/ وكالاتكان زين العابدين منشغلا تماما بنصب رايات حمر وخضر وصفر وألوان أخرى على مسافات متقاربة على طول الطريق الذي يخترق حي تسعين وسط كركوك، وكانت جميع هذه الرايات تحمل عبارات مختلفة، تؤكد على التضحية التي قدمها الإمام الحسين، وتمهد الطريق للمئات من أهالي كركوك
 الذين يحيون شعائر أربعينية الإمام الحسين بالسير على الأقدام لمئات الأميال نحو كربلاء، حيث يقع مرقد الإمام ومكان استشهاده.ويقول قاسم زين العابدين في حديث لـ"السومرية نيوز"، وهو مازال منهمكا بوضع تلك الرايات، إن"إحياء الأربعينية لا تتعلق فقط بإظهار الحزن والبكاء والجزع على الإمام الحسين، لأن هذا هو ليس أكثر من مظهر واحد فقط من مظاهر هذه الأيام".ويتابع مؤكدا أن"السير على الأقدام وصولا إلى مدينة كربلاء هي أحد أشكال إحياء ذكرى استشهاد الإمام"، مبينا أن"هذه الرحلة تستغرق فترة قد تصل إلى (4-5) أيام يمر خلالها المتجهون إلى كربلاء بمحطات عديدة أبرزها قضاء داقوق، 35كم جنوب كركوك، وقضاء طوز خورماتو، 90 كم جنوب كركوك، ومنطقة سليمان بيك وناحية امرلي"، مبينا أن"جميع هذه المناطق تقع ضمن الطريق الدولي الرابط بين كركوك- وبغداد وتنتشر في جميعها المخيمات وأناس يقدمون الخدمات والأطعمة مجانا للزائرين".ويستعد شيعة العراق وسائر العالم الإسلامي لإحياء مراسم أربعين الإمام الحسين التي ترتبط بشعائر وطقوس يحييها الملايين بدءا من نصب الخيام والسير على الأقدام لمئات الأميال متوجهين نحو مدينة كربلاء، وقد قدرت الأوساط الرسمية عدد الزائرين الذين دخلوا كربلاء حتى السبت بتسعة ملايين زائر، فيما يتوقع المسؤولون في كربلاء وصول هذا العدد على نحو 14 مليون زائر يوم الثلاثاء المقبل المصادف الخامس والعشرين من كانون الثاني من ضمنهم نحو نصف مليون يتوقع قدومهم من بلدان الخليج وباكستان وإيران وتركيا ولبنان وبعض الدول الأوروبية.rnعلى الطريق واجهنا عبوات ناسفة وغرباناً وذئباً أيضا!بدوره، يقول علي أكبر قاسم الحيدري، 40 سنة، هو الآخر توجه سيرا على الأقدام من كركوك إلى كربلاء، مع أبناء عمومته وأشقائه ويبين أنهم اعتادوا خلال السنوات التي تلت عام 2003 على القيام بهذه الطقوس سنويا.ويستذكر الحيدري في حديث لـ"السومرية نيوز"، رحلته في عام 2007 قائلا إن"مواكب السائرين من كركوك إلى بغداد تعرضت إلى تفجيرات في منطقة العظيم تسبب عنها استشهاد وجرح ما لا يقل عن 112 مدنيا إلى جانب قيام مجاميع مسلحة بإطلاق النار على السيارات المتوجهة في تلك المنطقة إلى جانب تفجير سيارات مفخخة على طريق بغداد-بابل".ويضيف"ومع هذا استمرت جموع السائرين في مسيرها نحو كربلاء ووجدت على طول الطريق من يقدم الطعام والشراب لها، حتى أنها عندما تصل إلى منطقة ما في ساعة متقدمة من المساء فهناك أماكن مخصصة لمبيت السائرين". ويستدرك الحيدري"وتعرضنا آنذاك لحادثة أخرى، إذ طارت مجموعة كبيرة من الغربان السود من على جانبي الطريق، فيما ظهر بعدها ذئب وهو يركض على الطريق"، متابعا"وما هي إلا لحظات حتى هز المكان انفجار عنيف تسبب عنه مقتل الذئب، وبعد حضور قوة أمنية إلى المكان تمكنت من اكتشاف ثماني عبوات ناسفة في مكان الانفجار نفسه الذي قتل فيه الذئب والذي كما أظن كان يحاول القول لنا بان هناك متفجرات".وكان المسلمون الشيعة في العراق، قد جددوا بعد عام 2003، إحياء ذكرى عاشوراء في العاشر من شهر محرم من كل عام، بعدما منعهم النظام السابق من إحيائها، وتعد عاشوراء من أكبر المناسبات الدينية لدى الشيعة، إذ يحيون فيها ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب في كربلاء، في أجواء يخيم عليها الحزن، وترفع فيها الرايات السود، وسط المجالس التي تروي السيرة التراجيدية للحدث.طرق الجنوب تزحف إلى كربلاء ومركبات حكومية ترفع رايات عاشوراء "هي ذي الطرقات تزحف إلى كربلاء بلون يكلله السواد، ليس البشر هم من يزحف صوب تلك المدينة المقدسة، بل الطرقات كلها بدت زاحفة وهي متوجة بألوان من رايات نصرة الحسين"، بهذه العبارة يصف الأديب حميد الزاملي مشهد الحشود المليونية وهي تقصد كربلاء لإحياء زيارة أربعينية الإمام الحسين بن علي.الزاملي الذي كان يرتدي ملابس رياضية ذات لون أسود كعشرات الآلاف من الزوار السائرين على طريق النعمانية- الشوملي في محافظة واسط الجنوبية باتجاه مدينة كربلاء، يقول في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن"السير على الأقدام إلى مدينة كربلاء يتطلب أن يكون الشخص خفيفا في ملبسه لذلك نجد الغالبية من هؤلاء الزوار يرتدون الملابس الرياضية وينتعلون الخف، بخاصة الشباب منهم".ويضيف أن"الطريق من مدينة الكوت إلى كربلاء يستغرق ما بين خمسة إلى سبعة أيام بحسب بنية الشخص ومدى تحمله لقطع تلك المسافة التي تستغرق عند البعض أربعة أيام يمرون خلالها بالمئات من المواكب الحسينية التي وجدت لتقديم الخدمات المجانية للزوار". ومواكب خدمة الزوار عبارة عن خيام مصنوعة من القماش، أو مبانٍ بسيطة مشيدة من مختلف أنواع البناء أب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram