TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمودالثامن: شارلوك هولمز عراقي

العمودالثامن: شارلوك هولمز عراقي

نشر في: 11 نوفمبر, 2024: 12:06 ص

 علي حسين

منذ أن قرر قاضي " يخاف الله " ان يطلق سراح " المحروس " نور زهير ، والمواطن العراقي محاصر باخبار النزاهة ، وصفقات بيع المشاريع ، وحالة المسؤول المسكين الذي يندب حظه لان عمولته فقط مليون دولار لاغير . إلا ان الله رحيم بعباده فاطمئن المواطن على مستقبل ابنائه بعد ان اتحفنا شاعر مغوار بمعلقته " دكينا صور لعالية .. تستاهل الحجية الغالية " واعتقد ان الشاعر يريد ان ينافس المرحوم طرفة بن العبد في معلقته " لِخَولة أطلالٌ " ، مثلما يريد النائب مصطفى سند منافسة الإنكليزي آرثر كونان وبطله شارلوك هولمز، فقرر ان يكتب لنا حلقة جديدة من مغامرات المفتش الشهير وهذه المرة في شوارع موسكو .
ربما يسخر مني القراء وهم يقولون: يارجل، لماذا تستكثر البعض أن يتقمصوا شخصية المرحوم "شارلوك هولمز "، ولماذا لا تريد أن تؤمن بأن من حق نائب أن يرتدي المعطف ويجول في شوارع موسكو ليلقي القبض على نور زهير ، ويكشف لنا نحن المتفرجين اسرار " سرقة القرن "؟.
في صباي كنت شغوفاً بمغامرات المفتش شارلوك هولمز وأفضله على أبطال أجاثا كريستي، لأن الكاتب ارثر كونان كان بارعاً في الإثارة وفي الأسلوب الساحر الذي ينسيك أن الحكاية من أولها إلى آخرها مجرد خيال، والغريب أن السيد كونان حصل أثناء حياته على أعلى الأوسمة، ومعها ثروة وضعته في مصاف أغنياء بريطانيا، إلا أن أمه ظلت لا تصدق أن ابنها الذي فشل في الطب يمكن أن يحظى بمقابلة الملكة فكتوريا، ومات كونان وهو يحصد ثمار الشهرة والنجاح، لكن الناس واصلت شغفها بأشهر محقق خيالي في العالم وحكاياته.
منذ سنوات ونحن نعيش في أجواء سلسلة مثيرة من روايات المفتش العام الغامضة، وكان العراقيون يظنون أن التغيير سيجعلهم يعيشون عصراً جديداً من الأمان والرخاء، ولم يكونوا يتوقعون أنهم سيتابعون بشغف فضائح المسؤولين وسرقاتهم ، سيقول البعض يارجل مالك تقلب بدفاتر نور زهير ، ولا تريد أن تلاحق المثير من احاديث النائب سالم العيساوي الذي اخبرنا " مشكورا " بان " ابو يوسف " ويقصد محمد الحلبوسي عرض عليه في سوق مزاد بيع المناصب ، تولي وزارة الثقافة مقابل سحب ترشيحه لرئاسة البرلمان ، لكنه رفض وهو يصرخ "اسحب عرضك قبل ما أسمعك كلام آخر".
يا سيدي المفتش شارلوك هولمز أرجوك أن تتركنا في حالنا، وإذا كان هذا هو مفهوم القانون في بلاد الرافدين ، فاقرأ على اموال البلاد السلام . ، وإذا كان تطبيق القانون يتم على مقاسات خاصة ، فأرجوا اعفاء المواطن العراقي من العيش في نعيم لمسات قصصك الخيالية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: بروتوكولات مقهى ريش

العمود الثامن: جيوب نظيفة!!

العمود الثامن: الفشل بامتياز

قناطر: كسل وغباء "رأس المال" العراقي

الديمقراطية..لا تصلح لشعب يحكمه فاسدون

العمود الثامن: القاهرة واستذكار بغداد

 علي حسين تقيم معظم البلدان متاحف لفنونها وحضارتها، ومتاحف اخرى تحتفظ فيها بكنوز الفن العالمي، لكي تذكّر الأجيال القادمة بالذين نثروا ألوانهم وأقاموا النصب المرمرية، لأن الذاكرة البشرية بحاجة إلى تذكّر ان التاريخ...
علي حسين

كلاكيت: عدي رشيد في «أناشيد آدم» سعي للنهوض بوعي المتلقي من أجل إثارة الأسئلة

 علاء المفرجي تأريخ السينما العراقية طويلا قياسا الى مثيلاتها باقي شعوب المنطقة، فالسينما العراقية لم تبدأ بالإنتاج إلا في منتصف الأربعينيات، ولم يكن الإنتاج الأول، إلا انتاجا مشتركا مع مصر، ولم تستطع منذ...
علاء المفرجي

المنظومة السلطوية في العراق والتغيير المطلوب

د. كاظم المقدادي (2-2)التغيير الجذري ضرورة اًنية وملحةمطلب التغيير الجذري والشامل للمنظومة السلطوية في العراق، الهادف لأقامة الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والعدالة الإجتماعية،الضامنة للحياة الحرة الكريمة والمستقبل الأفضل لكافة أبناء وبات شعبنا، دون...
د. كاظم المقدادي

الشُّعوبيَة والشّعبويَّة.. لكلٍّ زمنه

رشيد الخيون يعيد اِصطلاح "الشَّعبوبيَّة" اليوم إلى الأذهان الحركة "الشُّعوبيَّة" في الأمس البعيد، مع أنَّ كلاً له زمنه ودلالته، كلاهما منحوتان مِن "الشَّعب" و"الشُّعوب". نَعتَ البعضُ بالشَّعبويَّة الرئيسَ الأميركيّ دونالد ترامب، في حملته الانتخابيّة...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram