متابعة / المدى
تبعث بالتفاؤل الأخبار الصادرة من لبنان، وتوحي بأن جنود الجيش الإسرائيلي العاملين في الجنوب اللبناني حزموا أمتعتهم وهمّوا بالعودة.
أبرز إشارات التفاؤل كشفتها صحيفة يديعوت أحرونوت بأن إسرائيل والولايات المتحدة ولبنان تبادلوا مسودات اتفاق وقف إطلاق النار، ونقلت الصحيفة نفسها عن مصادر أن المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر ناقش مستجدات مفاوضات التسوية، وأن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق في لبنان.
وفي واشنطن يحل وزير الشؤون الستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر بعد زيارة سرية لموسكو، ناقش خلالها الدور الروسي في ضبط الحدود اللبنانية السورية، وهو ما يرتب على دمشق مسؤولية منع تهريب الأسلحة عبر أراضيها إلى لبنان.
زيارة ديرمر تلقفها مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، بالتصريح أن إسرائيل تريد التوصل لاتفاق ينهي الحرب مع حزب الله، متوقعًا حدوث تقدم في هذه المفوضات، وفي وقت قريب.
في لبنان يبدو رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أكثر بذخًا في التفاؤل، برغم التفاصيل المعقدة التي تحتويها مسودة التسوية المتداولة مع الأميركيين والإسرائيليين، بما فيها سياسة "الإنفاذ الحاسم" التي تسمح لإسرائيل بتحييد التهديدات الأمنية بنفسها، حال لم ينجح الجيش اللبناني في ذلك، وفق مصادر "سكاي نيوز عربية".
وقد قال ميقاتي إن بيروت اليوم أمام فرصة لتكون الدولة فيها صاحبة القرار الأول والأخير، مبديا استعداد لبنان لتنفيذ القرارات الدولية وتعزيز وجود الجيش في الجنوب.
لكن إشارات التفاؤل هذه كلها، لا تلغي حقيقة مصادقة رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي على توسيع العملية البرية في جنوبي لبنان.
كما أن 13 شهرًا من الحرب الدائرة في غزة، لم يقطعها إلا أسبوع هدنة وحيد، مضى كلمح البرق في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، رغم سيولٍ من جولات التفاوض، وزيارات المبعوثين إلى عواصم الوساطة، والتصريحات المبشرة باقتراب انتهاء القتال، ومهما تباينت حسابات جبهة لبنان عن جبهة غزة، فإنّ هذه التجربة الطويلة، تؤكد المؤكد أمام اللبنانيين، بأن الحرب لا تنتهي فعليًا، إلا برؤية تواقيع المتحاربين على اتفاق وقف القتال.
وأكد مسؤول في حزب الله اللبناني، أمس، أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن إلى الآن من "احتلال قرية لبنانية واحدة" في جنوبي البلاد، بعد أكثر من شهر على تكثيف إسرائيل ضرباتها الجوية ضد الحزب وبدء عملية برية.
وقال مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف: "بعد 45 يوما من القتال الدامي، لا يزال العدو عاجزا عن احتلال قرية لبنانية واحدة"، وذلك خلال مؤتمر صحفي في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب المدعوم من طهران، والتي تعرّضت لدمار واسع جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفتها على مدى الأسابيع الماضية.
ورغم تأكيد تقارير إسرائيلية أن تل أبيب تدرس إمكانية وقف إطلاق النار في الجبهة الشمالية والحديث عن تحقيق تقدم في المحادثات بشأن التهدئة، إلا أن هيئة البث الإسرائيلية أعلنت أن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي قد صادق على توسيع العملية البرية في جنوبي لبنان.
وفي 23 أيلول/سبتمبر الماضي، كثفت إسرائيل غاراتها على لبنان وخصوصا معاقل حزب الله، وفي 30 من الشهر ذاته أطلقت عملية برية في الجنوب.
ويعلن حزب الله بين الحين والآخر أنه تصدى لمحاولات تسلل قوات إسرائيلية إلى داخل الأراضي اللبنانية، وأن مقاتليه اشتبكوا مع جنود إسرائيليين على الحدود.