المدى/خاص
بدأت السلطات المحلية في بغداد المرحلة الثالثة من مشروع قطع أشجار منطقة الكرادة داخل، كجزء من الجهود الرامية لتوسعة الشوارع وتخفيف الاختناقات المرورية المتزايدة في المنطقة، دون توفير أية بدائل للحفاظ على الأشجار أو نقلها. هذه المرحلة، التي تأتي استكمالاً للمرحلتين السابقتين، تتضمن إزالة عدد كبير من الأشجار القديمة التي تعتبر جزءاً من تراث المنطقة وبيئتها.
وأثار القرار جدلاً واسعاً بين سكان الكرادة، حيث يرون أن الأشجار تمثل جزءاً من تاريخ وجمالية المنطقة، وتساهم في تلطيف أجوائها وسط الطقس الحار. من جانبهم، يرى مؤيدو المشروع أن التوسعة ضرورية لمعالجة الزحام اليومي الذي يعاني منه الأهالي، فيما يعبر آخرون عن قلقهم من غياب الحلول البديلة التي تراعي الحفاظ على المساحات الخضراء وتعويض خسارة الأشجار عبر التخطيط لمناطق خضراء جديدة أو إعادة زراعة الأشجار.
وفي ظل الانتقادات، لم تصدر الجهات المسؤولة حتى الآن توضيحاً حول إمكانيات تحسين التصميم العام للمشروع بحيث يحقق التوازن بين احتياجات التوسعة وحماية البيئة.
وصرح المختص البيئي، علاء السعدي، خلال حديث لـ(المدى)، أن "قطع الأشجار في منطقة الكرادة داخل ضمن مشروع توسعة الشوارع وفك الاختناقات المرورية، دون وضع خطط مدروسة أو بدائل بيئية، سيؤدي إلى أضرار كبيرة على المدى الطويل. وأوضح أن "الأشجار تلعب دوراً مهماً في تحسين جودة الهواء وتقليل تلوثه من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين، كما توفر الظل وتساهم في تلطيف درجات الحرارة المرتفعة، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تؤدي إلى صيف حار في العراق". وأضاف أن "إزالة الأشجار بشكل عشوائي دون إعادة زراعة أو توفير مساحات خضراء بديلة سيؤثر سلباً على الصحة العامة ويزيد من مستويات التلوث البيئي، مما قد يتسبب بزيادة الأمراض المرتبطة بالجهاز التنفسي لدى السكان المحليين".
كما حذر من أن "فقدان المساحات الخضراء قد يسهم في زيادة التصحر في المنطقة، وهو تحدٍ بيئي كبير يواجه العراق في السنوات الأخيرة".
وختم المختص بالقول إن "التخطيط البيئي السليم يتطلب تحقيق توازن بين احتياجات البنية التحتية ومتطلبات الحفاظ على البيئة، داعياً الجهات المسؤولة إلى تبني سياسات أكثر استدامة تضمن الحد من الأضرار البيئية وتعزز من جودة الحياة في المدينة".