متابعة المدى
كشف مهرجان البحر السينمائي الدولي الدولي في نسخته الرابعة التي ستقام في 5 كانون الأول/ديسمبر 2024 عن اختيار الفيلم العراقي (أناشيد آدم) للمخرج عدي رشيد ضمن الأفلام التي ستتنافس في المسابقة الرسمية. موضوع الفيلم عن الصبي آدم، في الثانية عشرة من عمره، يحاول إيقاف مرور الزمن بداخله، بينما يستمر في مراقبة مروره الصاخب في حياة المقربين من حوله.
أخرج عدي رشيد أول فيلم روائي طويل بعد عام 2003، بعد عقدين ونصف العقد من الزمن في إنتاج الأفلام في العراق وهو فيلم "غير صالح للعرض". ورشيد مخرج وكاتب أفلام. درس في "كلية الفنون التطبيقية" في بغداد، وكرّس نفسه للسينما. عمل كاتباً مستقلاً لمقالات نقدية، ثم درس السينما في "كلية الفنون الجميلة". بعد أفلامٍ قصيرة، وفيلمين روائيين طويلين، غادر إلى نيويورك، وأقام فيها. من أفلامه القصيرة: "بياض الطين"، و"مقدمة أخرى"، و"نقص التعرض". ومن الوثائقي: "كلكامش: الملحمة، المكان"، بالإضافة إلى روائيّ طويل بعنوان "كرنتينة". يقول المخرج رعدي رشيد: "أناشيد آدم" حكاية صبي يُدعى آدم، بدأ محاولته الأولى في إيقاف الزمن، من دون أن يكترث لمروره الحتمي في الآخرين حوله. عملتُ على السيناريو أعواماً عدّة، والسيناريو مرّ في مراحل، قبل بلوغه الصيغة التي صوّرت الفيلم على أساسها. تمّ التصوير في منطقة غرب العراق، في ريف مدينة هيت تحديداً، حيث الفرات في صراع أزلي مع التصحّر حوله، والتصحّر هنا في ثنائية المعنيين، الجغرافي والمجازي.
الصبي عزام أحمد من الفلوجة، أدّى دور آدم. إنّه محور الحكاية. انتماؤه وإيمانه بالفيلم، ثم تماهيه بالعمل في ظروفٍ مناخية صعبة للغاية، ولساعات طويلة، مكسبٌ حقيقيٌّ لترجمة مَشاهد الحكاية. بخصوص الأسلوب، أكرّر عبارة جان كوكتو: "الأسلوب نتيجة، وليس نقطة انطلاق".
وعن مدى استعانته بكادر عراقي قال: لكلّ فيلم ظروفه الإنتاجية والتعبيرية، التي تُحتّم شكل الفريق ونوعه. للأسف، لم تسنح الظروف إلا بوجود المنتج ماجد رشيد، من الفريق القديم. الأسباب كثيرة، لا مجال لذكرها هنا. لكنّي، فعلياً، افتقدتُ ذاك التواصل النفسي الحسّي، الذي يوفّره العمل مع فارس حرّام وزياد تركي وغيرهما. وأشار الى عملية إنتاج الفيلم انه لم يحصل على تمويل في العراق، وأضاف: "باستثناء دعمٍ لوجستي، قدّمته نقابة الفنانين، بفضل النثقيب جبار جودي. لم أحصل على دعم جهة حكومية أو أهلية. كنتُ أشعر أنّ هناك تجاهلاً مقصوداً إزاء هذه التجربة، ممن يعتقدون أنهم قائمون على العملية الثقافية ـ السينمائية هنا، على المستوى الرسمي على الأقلّ.