الموصل / سيف الدين العبيدي
دائماً ما تنفرد نينوى في مبادرات تكون الاول من نوعها بالعراق بمختلف المجالات وهذه المرة اطلقت اول مكتبة متنقلة جاءت بفكرة استاذ جامعي موصلي يعيش في اوروبا، وجد هناك مختبرا طبيا متنقل في مدينة هامبورغ الالمانية قبل ٣ سنوات، فعمل على جعل هذه الفكرة في مجال الكتب والقراءة، وتعاون بذلك مع مؤسسة تراث الموصل والاكاديمية العربية الالمانية للشباب، جاء تنفيذ المكتبة بتخصيص حافلة كبيرة وإنشاء رفوف خشبية في داخلها حملت الف كتاب وصممت على طراز الجدران البابلية مع إضافة الاقواس العباسية ورأس الثور المجنح الاشوري لتكون مستوحاة من الحضارة العراقية، مع إضافة ١٠ اجهزة كومبيوتر تحمل مليون ونصف كتاب إلكتروني، مع توفير شبكة إنترنت للتصفح، وما تميزت به المكتبة ايضاً هو إضافة منظومة الطاقة الشمسية التي عملت على توليد الكهرباء بسعة ١٠ امبير لتشغيل الإنارة ومنظومة الصوت وجهاز التكييف، وبذلك ارسلت رسالتين هما دعم القراءة واستخدام الطاقة النظيفة.
الدكتور عبدالستار عبدالجبار صاحب فكرة المكتبة المتنقلة في حديثه لـ(المدى) اوضح ان ام الربيعين تفتقر الى مكتبات عامة تكون مفتوحة على مدار الساعة والايام، وبذلك وجد فكرة في توفير مكتبة تستطيع الوصول إلى ابعد المناطق مثل القرى والارياف، وبين ان الكتب الورقية الموجودة حالياً بلغت الف عنوان وسوف تجدد بين فترة واخرى، وقد تبرعت بها الاكاديمية العربية الالمانية وكذلك معهد غوتة في اربيل وبعض المكتبات التي شاركت في معرض اربيل للكتاب بنيسان الماضي برعاية (المدى)، وبين "ان إدارة المعرض وعدتنا بتقديم عدد من الكتب للمكتبة لكن لم يحصل تنسيق بيننا لغاية الان واتمنى ان تساهم المدى وغيرها من المؤسسات الثقافية في دعم المكتبة"
مدير مؤسسة تراث الموصل ايوب ذنون يقول بحديثه لـ(المدى) "تلقيت بيوم من الايام اتصال هاتفي من استاذ جامعي موصلي عرض عليّ المساعدة في تنفيذ فكرة المكتبة المتنقلة ومؤسستنا الكل يعلم انها داعمة الاولى للثقافة في نينوى"
الى ذلك أكد مسؤول رصيف الكتب وعضو مؤسسة تراث الموصل صلاح الوراق ان الفكرة رائعة وتجربة جديدة وفريدة وطرحت على المؤسسة قبل ٣ سنوات وساهموا بدورهم بهذا الامر، وبين ان المكتبة هي بادرة مشابهة لرصيف الكتب الذي فاز بعام ٢٠١٩ كأفضل عمل تطوعي، واضاف ان المكتبة ستقدم فعاليات ثقافية مثل ورش، ندوات، حوارات، معارض كتب صغيرة.
في الوقت ذاته اوضح المهندس وفاق احمد مسؤول نادي عنقاء للقراءة ان ناديه هو جزء من هذه المبادرة ويسعى ناديه الى جعل المكتبة بصمة ثقافية في ام الربيعين، وان هناك فكرة مستقبلية تقوم على ذهاب اعضاء النادي الى مناطق بعيدة بالحافلة وإقامة جلسات قراءة هناك، واشار الى ان الافكار كثيرة جداً في نشاطات هذه المكتبة وبعضها طرحت عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل القراء.