TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عجائب وقفية !!

العمود الثامن: عجائب وقفية !!

نشر في: 14 نوفمبر, 2024: 12:06 ص

 علي حسين


كالعادة، صباح كل يوم أبحث في الأنباء عن خبر يطمئن المواطن العراقي إلى أن الحكومة ومعها مجلس النواب الذي لايعرف أحد أين يقيم أعضاؤه ، سيقفون إلى جانبه ، فأجد ان الوقف السني يرسل وفدا من 9 أشخاص إلى الأردن لغرض زيارة مزارع التمور والاستثمارات الزراعية. في الجانب الاخر لا يزال الوقف الشيعي مصرا على تعديل قانون الاحوال الشخصية. لذلك، سأظل أُكرر القول إنني لن أتوقف عن تذكير الناس بما يجري حولهم من دمار وأسى باسم الطائفة أحيانا، وباسم الاستحقاق الانتخابي أحيانا أخرى كثيرة، وباسم الانتهازية التي تجعل فريقا سياسيا ينسى أن المعركة معركة دفع العراق الى المستقبل ، وليست معركة لنشر الفضيلة في بلاد الرافدين .
دائما ما أُكرر عليكم حكاية الكتب، لأنها أفضل وأغنى الحكايات عن الأمم، ففي لحظة فارقة من تاريخ البشرية يكتب البريطاني النحيل "إيزايا برلين" عن نسيج الفساد الذي يحاول البعض أن يلف به الأوطان..
ما هو الشعور الذي سيخامرك وأنت تقرأ حكاية عن "القناع الثعلبي"؟ هذا القناع، هو أحد اختراعات القوى السياسية الفاسدة فهي تخلقه ومن ثم تعززه.
يقول برلين: "الفاسد أبعد ما يكون عن روح المواطنة، إنه لا يعرف إلا طريقا واحدا هو طريقه، يتوهم أنه وحده الذكي، وعلى الآخرين أن يتعلموا منه". ويضيف في مكان آخر من كتابه "نسيج الإنسان الفاسد": "الإنسان الفاسد يرتكب أعظم الآثام، ثم يكررها مرات كثيرة. لأنه في نهاية المطاف لايريد أن يصنع شيئا مستقيما أبدا".
في كل مناسبة يُطل فيها أحد المسؤولين على العراقيين، سواء عبر خطاب أو بيان، حريصا على أن يعد الناس وعوداً لبناء مجتمع سليم ومتطور، ولكنه في الخفاء ينسج لمجتمع الفساد، ففي خبر جديد يعد بمثابة "معجزة" يخبرنا محلل سياسي باننا خسرنا لأننا فرطنا بطريق الحرير ، وحاربنا الصين ، ولا يدري هذا المحلل الظريف ان معظم المشاريع في العراق من حصة الصينيين .. هل تريدون خبرا آخر ، تفضلوا : موازنة الوقف السني 567 مليار دينار، وموازنة الوقف الشيعي 1.972 ترليون دينار. ارقام مدهشة ، فبدلا من أن تصرف أموال الدولة في مساعدة فقراء البلاد ، نجد الشيوخ الأفاضل يصرفونها على ايفادات وهمية! هل هناك أكثر دهشة من هذه سيصاب بها المواطن العراقي، الذي توقع أنه سيندهش يوما وهو يعيش في مجتمع به فرص متساوية في كل شيء، لا يتقدم عليه أحد لأنه ابن نائب أو سياسي، ولا يمتاز عليه آخر بسبب دينه أو طائفته أو عشيرته، وأن الفاسد يلاحق، دون شبهات تواطؤ، أو تدخلات لحمايته لأنه شخص "مقدس"!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Khalid muftin

    منذ 6 شهور

    الفساد معول لتهديم اقتصاد البلد

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الثقافة تبتسم

العمود الثامن: رايات وولاءات

العمود الثامن: خزعبلات عالية نصيف!

العراق بين النفوذ الإقليمي والتحولات السياسية

لنستفد من الصين بذكاء.. لا بانشاء جامعة متخصصة

العمود الثامن: الثقافة تبتسم

 علي حسين بعد ثلاثين عاما على رحيله في بلاد الغربة، قررت دار الشؤون الثقافية ان تعيد البسمة الى وجه شاعر الغربة بلند الحيدري، لتقدم لنا مجموعته الشعرية الكاملة، وفيها يحول الشاعر الكبير حروف...
علي حسين

كلاكيت: كان يحتفي بسعيد أفندي

 علاء المفرجي اختارت لجنة الحسن بن الهيثم للذاكرة العراقية المرئية، بدعم من السفارة الفرنسية في العراق ووزارة الخارجية الفرنسية، وتنفيذ Expertise France بمشروع "سينماتك العراق"، الفيلم العراقي "سعيد أفندي" (1956) لكاميران حسني (1...
علاء المفرجي

الطائفية "حصان طروادة" في الانتخابات المقبلة

إياد العنبر كلما اقترب موعد إجراء الانتخابات في العراق (من المقرر إجراؤها في 11 نوفمبر/تشرين الثاني) ندخل في دوامة من السجالات تروجها لنا الطبقة السياسية وتبدأ حاشيتها بالتطبيل لها في وسائل التواصل الاجتماعي وعبر...
اياد العنبر

قمة بغداد.. الدُّنيا بدأت تتبدل

رشيد الخيون عُقدت ببغداد القمة العربيَّة (34)، وكانت أول القمم قمة "الإسكندريَّة" (1946)، والعراق كان حاضراً، وأولها ببغداد (1978) على أثر زيارة الرَّئيس أنور السَّادات وخطابه في الكنيست الإسرائيليّ، ومنها صار التّفاوض إلى الوحدة...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram