متابعة/ المدىامْتدّ العنفُ المتجدد إلى بغداد وحولها بعد أن شهدت مناطق عراقية أخرى خلال الأيام الأخيرة سلسلةً من الاعتداءات التي أوقعت عشرات الضحايا الأبرياء بين شهيد وجريح.حصيلة أولية لضحايا هجمات الأحد أشارت إلى استشهاد ثمانية أشخاص على الأقل
وإصابة نحو ثلاثين آخرين، بحسب ما أعلنت مصادر أمنية عراقية. ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن هذه المصادر أن خمس سيارات مفخخة انفجرت في بغداد ومنطقتي التاجي والطارمية مؤكدةً مقتل أحد الزوّار الإيرانيين وإصابة ثمانية آخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدَفت حافلة تقلّهم في منطقة الكاظمية. فيما نقلت وكالة رويترز للأنباء عن بيانٍ للمكتب الحكومي المسؤول عن تنسيق الشؤون الأمنية في العاصمة أن التفجيرات استهدَفت بالأساس الزوار المتوجّهين إلى مدينة كربلاء لإحياء أربعينية الأمام الحسين التي تصادف اليوم الثلاثاء ويُشاركُ فيها ما يُقَدّر بملايين الوافدين من داخل البلاد وخارجها. وفي إطار الخطة الأمنية التي أُعدّت لهذه المناسبة، تم حشد نحو 120 ألف من أفراد الشرطة والجيش لحماية الزوار.وذكرت رويترز أن موجة التفجيرات الأخيرة التي استهدفت الزوار والشرطة تشكّل تحدياً للقوات العراقية فيما تستعد القوات الأميركية للانسحاب بحلول نهاية العام مرجّحةً وقوع مزيدٍ من الهجمات في الأيام المقبلة. الولاياتُ المتحدة دانَت العمليات الإرهابية المتجددة في العراق. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي إن بلاده"تندد بشدة بالاعتداءات الأخيرة في الأنبار وديالى وكربلاء التي استهدَفت رجال شرطة متدربين وزواراً ومدنيين أبرياء."وأضاف كراولي قائلاً خلال مؤتمر صحفي في واشنطن الجمعة:"لا توجد قضية تبرّر قتل الأبرياء، ونحن نقف متضامنين مع الشعب العراقي في رفض الجهود المتطرفة لإثارة التوترات الطائفية وتقويض المؤسسات الديمقراطية في العراق."وفي لندن، قالت صحيفة إندبندنت في مقالٍ نَشَرتْهُ السبت تحت عنوان (في غضون ذلك وكالمعتاد، أعمال دموية في العراق) بقلم شارلوت ماكدونالد غبسون إن الهجمات الأخيرة التي وقعت"بعد استراحة قصيرة"سلّطت الضوء على"ضعف القوات الحكومية لحماية العراق فيما تستعد الولايات المتحدة لحزم أمتعتها وسحب قواتها من البلاد"، بحسب تعبيرها.وأضافت الصحيفة البريطانية أنه"بالرغم من إنفاق مليارات الدولارات من الاستثمارات الأميركية، لا يزال هناك نقص في أعداد الشرطة المدرّبين بالكامل ومجنّدي الجيش القادرين على ملء الفراغ والحفاظ على عراق آمِن". أما وكالة أسوشييتد برس للأنباء فقد أفادت في تحليلٍ بثّـتْهُ تحت عنوان"تفجيرات تسلّط الضوء على عدم الاستقرار في العراق"بأن"مسؤولين رفيعي المستوى في السفارة الأميركية في بغداد يواصلون التحدّث عن خطة الجيش للرحيل بحلول نهاية العام. ولكن إدارة أوباما أبقَت الباب مفتوحاً لبقاء بعض القوات في حال طَلبَت الحكومةُ العراقية ذلك"، بحسب تعبير المراسلة لارا جيكس. الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق تحدث عن أسباب تجدد العنف قائلا"إن ما يدور الآن في العراق أكانَ من عودة للتفجيرات أو أعمال العنف يرتبط بما يدور في دول الجوار أولاً وبما يدور في الداخل ثانياً من خطوات في الشقّ السياسي باتجاه استكمال تشكيل الحكومة وخاصةً ملء الحقائب الوزارية الأمنية الذي يستوجب توافق جميع الأطراف العراقية من أجل تحقيق الأمن وترسيخ الاستقرار في المرحلة المقبلة". وتحدث رزق عن احتمال ترابط العنف المتجدد مع التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية المقبلة في بغداد معرباً عن اعتقاده بأن العديد من الدول العربية، والخليجية تحديداً، سوف تساعد العراق في إنجاح استعداداته لاستضافة هذا المؤتمر. واشار ايضا إلى احتمالات بقاء بعض الوحدات العسكرية بعد نهاية عام 2011 في إطار التعاون الدفاعي المشترك"في حال تعرُّض الأمن القومي العراقي أو الأميركي بإطاره الإستراتيجي لأي خلل"، على حد تعبيره.على صعيد متصل، كشف مسؤول ملف العراق في جامعة الدول العربية عن توجه وفد من الجامعة قريبا إلى العراق للإطلاع على الاستعدادات الجارية لعقد القمة العربية في بغداد الربيع المقبل.ومن المؤمل عقد القمة العربية الـ 23 في بغداد وسط تحديات أمنية. وقال السفير علي جاروش مسؤول ملف العراق في جامعة الدول العربية إن"وفدا رفيع المستوى من الجامعة العربية سيتوجه قريبا إلى بغداد للإطلاع على آخر استعدادات العراق للقمة العربية العادية الـ 23 المقرر عقدها ببغداد العاصمة". وأشار جاروش إلى أن"الجامعة العربية تتابع التحضيرات التي تجريها بغداد لعقد القمة هناك"، لافتا إلى أن"الأمين العام للجامعة عمرو موسى التقى خلال زيارته الأخيرة للعراق باللجنة العليا المسؤولة عن تنظيم القمة العربية التي يرأسها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، كما استمع من رؤساء اللجان المعنية بالإعداد للقمة عن الخطوات التي اتخذوها لتنظيم عمل القمة في أفضل الظروف".وكان عمرو موسى قد زار
خبراء: العنف المتجدد في العراق يتحدى إقامة القمة العربية
نشر في: 24 يناير, 2011: 06:00 م