TOP

جريدة المدى > سياسية > الشتاء يحول ليل كردستان لظلام دامس وتحديد الأسباب الرئيسية

الشتاء يحول ليل كردستان لظلام دامس وتحديد الأسباب الرئيسية

نشر في: 14 نوفمبر, 2024: 12:26 ص

 السليمانية / سوزان طاهر

يعاني إقليم كردستان من أزمة شديدة في توفير التيار الكهربائي، وتزداد حدتها بشكل كبير في فصل الشتاء.
ويشكل انقطاع الكهرباء المتكرر والمستمر لفترات طويلة قد تصل إلى عشر ساعات، معضلةً تؤثر على حياة السكان، إضافة إلى تأثيرها على نمو القطاعات الاقتصادية.
تسعى حكومة إقليم كردستان لتفادي حالة الانقطاعات المتكررة للطاقة الكهربائية التي تشهدها البلاد، وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة.
وقد أعلنت الحكومة في وقت سابق من العام الماضي أن 20% من إمدادات الطاقة الكهربائية في الإقليم تأتي من مصادر متجددة.
يولد الإقليم حالياً ما يقارب 75 ميجاواط من مصادر متجددة، وقد أعلنت وزارة الكهرباء فيه عن رغبتها في إنتاج 80% من حاجات الإقليم من الطاقة المتجددة والنظيفة، وذلك بدعمٍ مالي من الاتحاد الأوروبي.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أعلنت الجهات المختصة في الوزارة عن خططها لإنتاج 1928 ميجاواط من الكهرباء النظيفة، سواء من المحطات الشمسية أو من محطات طاقة الرياح أو من خلال بناء السدود والاستعانة بها لتوليد الكهرباء.
المواطنون يعانون من الانطفاء المستمر للطاقة الكهربائية خلال فصل الشتاء، فيما تقوم المولدات بإيقاف التشغيل من الساعة الواحدة ليلاً، وحتى الساعة الواحدة ظهراً، ما يؤدي إلى عيش مدن الإقليم في ظلام دامس خلال هذا الوقت.

المدن السكنية
وحدد الخبير في مجال الطاقة عثمان كريم السبب الرئيسي لأزمة الكهرباء في فصل الشتاء، حيث يعود ذلك إلى توزيع الكهرباء على المدن السكنية الجديدة.
وقال كريم في حديث لـ(المدى): «المدن السكنية الجديدة في إقليم كردستان توفر الكهرباء على مدار 24 ساعة، ولهذا نجد إقبالاً كبيراً من المواطنين لشراء وتأجير الشقق والمنازل في تلك المجمعات».
وأضاف: «خلال فصل الشتاء يزداد استخدام الطاقة، وهذه المجمعات تستخدم أكثر من 50% من حجم الطاقة المتوفرة، والتي لا تتجاوز خلال فصل الشتاء بأعلى معدلاتها 4100 ميغا واط».
وهذا السبب الرئيسي لأزمة الكهرباء، وبالتالي فإن إنتاج الطاقة الكهربائية من الشبكة الرئيسية ينخفض، وتصل ساعات القطع في أحيان كثيرة إلى 14 ساعة يومياً. ولهذا، فإن المولدات الأهلية لا تستطيع توفير الكهرباء لأكثر من 12 ساعة يومياً فقط.

إنتاج الطاقة
وكشف المتحدث باسم وزارة الكهرباء في حكومة إقليم كردستان أوميد أحمد أن الكهرباء تصبح في فصل الشتاء المصدر الأول للتدفئة في جميع البيوت، مما يتسبب في انخفاض ساعات التجهيز كل عام.
وأشار في تصريحات صحفية إلى أنه «لم يتم لحد الآن العثور على علاج تام لهذه المشكلة السنوية»، منوهاً إلى أن الوزارة لا تتمكن من توفير كهرباء كافية للمواطنين، بل تقوم المولدات بملء هذا الفراغ.
وأوضح أحمد أنه: «بإمكان الوزارة في الوقت الحاضر إنتاج 3100 إلى 3500 ميغاوات من الكهرباء، وكبنى تحتية بإمكان الوزارة إنتاج 7000 ميغاوات، إلا أن عدم وجود الوقود الكافي تسبب بتوقف عدد من المحطات الإنتاجية».
من جهة أخرى، حمل عدد من أصحاب المولدات الأهلية في السليمانية حكومة الإقليم مسؤولية أزمة الكهرباء وانقطاعها لساعات طويلة في فصل الشتاء، وعدم استطاعتهم التشغيل لمدة 24 ساعة.
وقال ريبوار كمال، وهو أحد أصحاب المولدات الأهلية في السليمانية، خلال حديثه لـ(المدى): «خلال فصل الشتاء يتم تقليل حصتنا من الوقود، ونعتمد على الشراء من السوق، والكل يعرف أسعار الوقود المرتفعة في مدن الإقليم».
ولفت إلى أن «ساعات تجهيز الكهرباء الرئيسية تنخفض بشكل كبير، وأحياناً تكون أقل من 8 ساعات، وبالتالي نحن لا نستطيع التشغيل لمدة 24 ساعة، لأن ذلك سيسبب خسائر لنا، وارتفاعاً في الآجور على المواطنين».

مشروع جديد
وأكد عضو لجنة الطاقة السابق في برلمان كردستان جهاد حسن أن الطاقة الكهربائية في مدن الإقليم في طريقها للتحسن، وإنهاء الأزمة من جذورها.
وأوضح في حديثه لـ(المدى) أن «المشروع الجديد الذي تبنته حكومة الإقليم، سينهي الأزمة من جذورها، خلال الفترة القريبة، من خلال استثمار الكهرباء وبأجور مناسبة للمواطن، مثل التي يدفعها للمولدات الأهلية».
وعلى عكس محافظات العراق، فإن المولدات الأهلية في محافظات الإقليم تعمل بنظام الجدول ولها ساعات تشغيل محددة، تبدأ من الواحدة ظهراً لغاية الواحدة بعد منتصف الليل، وتكون أجور الأمبير الواحد معتدلة بين 8 – 10 آلاف دينار، حيث لا تتوفر لديهم مولدات تعمل على مدار الساعة بأجور مرتفعة، كما في العاصمة بغداد.
يشار إلى أن مدن الإقليم تحتوي على مجمعات سكنية حديثة، تعمل بنظام ما يسمى «الكارت»، وهو نظام دفع مسبق، حيث يتم تعبئة الكارت بمبلغ مالي لغرض الحصول على الكهرباء، وعند نفاد المبلغ يتم التجديد. وبهذه الطريقة تستمر الطاقة على مدار الساعة دون انقطاع.
وقالت حكومة إقليم كردستان إنها شرعت بإنشاء مشروع «إنارة» الجديد لإنهاء الاعتماد على المولدات الأهلية وتوفير الطاقة الكهربائية على مدار 24 ساعة في محافظة أربيل، ليتم تعميمه فيما بعد على سائر محافظات الإقليم.
ويهدف المشروع ـ بحسب الحكومة ـ إلى «القضاء على الانقطاع المتكرر في الطاقة الكهربائية في المنازل والمحال والمرافق العامة»، وقد «تجاوز المرحلة التجريبية الأولى بنجاح في أحد أحياء أربيل، وتم تحديد أحياء أخرى في السليمانية ودهوك لتنفيذ المشروع».
وسيوفر المشروع «مساحة أوسع من الحرية لممارسة النشاطات اليومية دون التقيد بجدول أو مواعيد محددة لتوفر الطاقة الكهربائية العامة، ما يمنحهم راحة أكبر في ممارسة أعمالهم». كما «سينفع المشروع المرافق والمحال التجارية بتمكينها من تقديم مستوى أفضل من الخدمات للزبائن، وتحسين أدائها باستخدام الطاقة المستدامة، وهو يعد عاملاً لزيادة الإيرادات وتنشيط حركة التجارة للشركات والمتاجر والمصانع»، بحسب بيان الحكومة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

هجوم
سياسية

هجوم "الطوز" يكشف وجود تمويل ومصانع عبوات لـ"داعش"

بغداد/ تميم الحسن بعد 7 سنوات من هزيمة تنظيم "داعش" في العراق، اعترف التنظيم بتنفيذ هجوم "دقيق"، وفقًا لوصف خبراء، استهدف قوات عسكرية شرقي صلاح الدين.الهجوم، الذي أسفر عن مقتل وإصابة 6 عسكريين، بينهم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram