السليمانية/ وكالاتشرعت الجهات المسؤولة في السليمانية، الأحد، باتخاذ"سلسلة إجراءات احترازية"تحسبا لمواجهة احتمال استمرار تعرض المحافظة للمزيد من الهزات الأرضية خلال المدة المقبلة، بعد أن شهدت ست هزات خلال الأيام الماضية.
مصدر في محافظة السليمانية، قال:، إن محافظ السليمانية بهروز محمد صالح"ترأس اجتماعاً حضره العديد من المسؤولين والمتخصصين بينهم مدير قسم الزلازل في مديرية الأنواء الجوية ورصد الزلازل بالمحافظة بكر محمد سعيد فضلاً عن أساتذة جامعيين متخصصين وذلك لبحث موضوع الهزات الأرضية العديدة التي ضربت المحافظة واحتمال تكررها خلال الأيام المقبلة"، مشيرا إلى أن الاجتماع"بحث أيضا الإجراءات الوقائية الواجب اتخاذها للحد من الأضرار المحتملة لهذه الهزات الأرضية".وأضاف أن المجتمعين"اتفقوا على ضرورة المباشرة بحملة توعية جماهيرية واسعة النطاق توضح للجمهور أسباب هذه الظاهرة وكيفية التصرف السليم بمواجهتها فضلا عن أمور أخرى تتعلق بجاهزية فرق الدفاع المدني والإسعاف والطوارئ استعدادا لمواجهة أي مكروه".وقد شهدت السليمانية التي يقع مركزها، مدينة السليمانية على مسافة 364 كم شمال بغداد، خلال الأيام القليلة الماضية، العديد من الهزات الأرضية، ومنها خمس هزات (السبت)، تراوحت قوتها بين نحو 2- 3.4 درجة على مقياس ريختر، لكنها لم تسفر عن أضرار أو خسائر بشرية بحسب الجهات المسؤولة في دائرة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي في المحافظة. من جانبه قال الخبير الجيولوجي د.بختيار قادر عزيز، من كلية العلوم جامعة السليمانية، لوكالة (أصوات العراق)، إن الهزات الأرضية"حركة أرضية ناجمة عن تحرير طاقة كامنة تحدث نتيجة تصادم الصفائح الأرضية التي تطفو على طبقة مائعة من الصخور المنصهرة من جراء حرارة باطن الأرض"، مبينا أن هذه الصفائح في حالة حركة مستمرة من التباعد أو التقارب". وأوضح أن السليمانية"تقع في أقصى شمال شرق الصفيحة العربية التي تدور باتجاه معاكس لعقرب الساعة وهي في حالة تصادم مستمر مع الصفيحتين التركية والإيرانية ما يؤدي إلى تجمع طاقة هائلة في الصخور تحت السطحية (باطن الأرض)"، منوها إلى أن هذه الطاقة "تتحرر نتيجة عدم تحمل الصخور لها أو وجود تكسرات (فوالق) على شكل موجات من الهزات الأرضية".وأفاد أن تحرر طاقة تصادم الصفائح الأرضية يكون إما على شكل"موجة كبيرة مولدة لهزة أرضية كبيرة تسبقها وتعقبها سلسلة هزات أقل عنفا (ارتدادية)"، لافتا إلى أن السليمانية"شهدت ظاهرة جديدة نسبيا بدءا من ربيع سنة 1999 تمثلت بظهور موجة (سلسلة) من الهزات الأرضية تستمر مدة تتراوح بين شهر إلى نحو أربعة أشهر نتيجة تحرر الطاقة الكامنة في الصخور تدريجيا".وتابع أن"ما شهدته المحافظة خلال الأيام القليلة الماضية علاوة على ما يمكن أن تشهده خلال الأيام المقبلة أيضا سبق أن حدث ربيع سنة 1999"، وأردف"لاسيما أن مركز الهزات الأرضية الجديدة يبعد المسافة ذاتها عن السليمانية في منطقة الفالق الرئيس الذي يمتد باتجاه الفالق النشط باتجاه شمال شرق جنوب غرب في منطقة سيتك وآلسياو على مبعدة خمسة كلم شمال شرقي مدينة السليمانية".واستطرد د.بختيار قادر عزيز، أن هذه الهزات الأرضية هي من"النوع الخفيف إلى المتوسط"، مضيفا أن قوتها"لا تتجاوز في العادة 3.5 درجة على مقياس ريختر". ومضى الخبير الجيولوجي، قائلا، إن مدينة السليمانية"تقع بحسب التوزيع التكتوني في نطاق منطقة طيات عالية إذ كانت في الأزمان السحيقة الماضية (ملايين السنين) نشطة زلزاليا وما تزال وإن بصورة أقل كثيرا وذلك من جراء حركة الصفائح الأرضية ووجود فوالق في تركيبتها الأرضية ما يؤدي إلى تولد هزات أرضية بين الحين والآخر".واسترسل أن العراق بعامة والسليمانية بخاصة"لا يقعان على النطاق المباشر للزلازل الذي يمر بالمنطقة بل بمحاذاته لذلك فإن الهزات التي تتعرض لها السليمانية وباقي أنحاء العراق تكون خفيفة إلى متوسطة"، شارحا أن هذا النطاق يبدأ من شمال المغرب العربي وصولا إلى تركيا وإيران والباكستان وأفغانستان وهندوستان".وبحسب معطيات دائرة الأنواء الجوية في السليمانية، أيضا، سنة 2008 شهدت 31 هزة أرضية، وحدثت 30 هزة سنة 2009، لكن العدد ارتفع سنة 2010 إلى 46 هزة أرضية، في حين قد شهد شهر كانون الثاني/ يناير الجاري وقوع ست هزات أرضية في المحافظة، وسط توقعات الخبراء بحدوث المزيد من الزلازل قريبا.
بعد أن شهدت ستة مؤخراً..السليمانية تتحسب للمزيد من الزلازل
نشر في: 24 يناير, 2011: 06:21 م