اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > الأطباء كانوا السبب في هذه الجريمة!

الأطباء كانوا السبب في هذه الجريمة!

نشر في: 9 ديسمبر, 2012: 08:00 م

الأوراق والتشخيص من قبل الأطباء تؤكد ان (ج) مجنون حيث عولج أكثر من مرة في مستشفى الشماعية من أمراض نفسية ونوبات انفعالية خطيرة تهدد حياة كل من حوله بالخطر والموت ... لكنه مع ذلك ظل يعيش مع عائلته طليقا بين أسرته وجيرانه... وذات مساء .. أصيب (ج) بنوبة عصبية حادة وسادت حالة من الهياج على تصرفاته .. ابلغ أمه وشقيقاته بانه سوف يقتلهن لو لم يخرجن من الشقة في الحال ... ولأنه أغلق باب الشقة بالقفل ... ولانه بدأ بتنفيذ تهديده حيث امسك بقنينة الغاز واشغل النار فيها ..  أصاب الفزع امه وشقيقاته فحاولن القفز من الطابق الثاني ... صنعت الأم حبلا من شراشف السرير ظنا منها انه سيتحمل أجسادهن للنزول بهن إلى الشارع ... وقامت الام بالنزول اولاً ... لكنها سقطت قتيلة ولفظت أنفاسها على إسفلت الشارع في الحال !... بينما تهرب إحدى الأختين ... يحتجز (ج) الثانية كرهينة حتى تمكنت الشرطة من إنقاذها ... وعندما وصلت الشرطة سألها ...( أمي وين راحت ... أريد اشوفها  !..) عندما سمعت بهذه الحادث قررت ان اجري حوارا مع (ج) للتعرف على مدى سلامته العقلية بعد ان حطم أسرة بأكملها ... كانوا قبل أيام اقرب الناس الى قلبه ... ولكن كيف حدثت الجريمة ... عاد (ج) في المساء بعد ان ترك مقهى الانترنت ... كان يبدو هادئا ... جلس وحيدا في صالة الشقة ثم وقف فجأة وذهب إلى غرفته ... الام بالقرب منه لاحظت هذا الصمت ولكنها لم تتوقع انه الصمت الذي يسبق العاصفة او الزلزال هنا ! أسرعت الام خلفه تسأله عن صمته ... فلم يجب إلا بكلمات قليلة يغلفها الغضب ...( مثل كل يوم في الانترنت ... ابو المحل طردني من المقهى !)  ويعود الصمت من جديد ... ولكن للحظات قليلة ينفعل (ج) بعدها ويأخذ يهدد ويتوعد !... النوبة جاءت لـ(ج) هكذا حدّثت الأم نفسها ....انصرفت في هدوء إلى غرفتها او بمعنى أدق اختبأت مع ابنتيها الصغيرتين (هـ و س) .. (ج) بعد لحظات يخرج من غرفته يصرخ ويحطم الأثاث وكل شيء يقابله في طريقه ... حتى زجاج النوافذ حطمها ثم حاول اقتحام غرفة أمه ... طلب من الجميع ان يخرجوا فورا ! بكاء واستجداء من الأم والشقيقتين يطلبان منه الهدوء ، ولكن كيف لمريض عقلي ان يسمع ويلبي !؟ كانت أمه تفكر في حيلة غريبة ... أخذت شراشف السرير وربطتها معا ظنا منها أنها تستحمل النزول الى الشارع من الطابق الثاني ! اسرعت الشقيقتان الى الهروب ... لكن الأم قررت ان تجرب هي الأولى فسقطت قتيلة مضرجة في دمائها ! السيناريو المرعب لم ينته بعد !... (ج) يذهب إلى المطبخ ويجلب قنينة الغاز ويهدد شقيقتيه إن لم تخرجا من الغرفة فسوف يفجر الشقة بمن فيها! تخرج الشقيقتان (هـ و س ) فيضع سكينا كبيرا على رقبتيهما! في هذه اللحظة ... جرس الموبايل يرن على ضابط مركز الشرطة... على الخط شخص يقول له ... أنا (ج) أخواتي رهينة ... أريد طائرة سمتية تنقلني فورا الى خارج العراق ... وإذا لم تؤمن سوف اذبح خواتي! كلمات غريبة سمعها ضابط المركز وقبل ان يغلق الخط جاءت دورية النجدة تخبره بان هناك شخصا مجنونا يهدد شقيقتيه بالذبح والأم لقيت مصرعها بعد أن هربت وألقت بنفسها من الطابق الثاني ! سيارات الإسعاف والنجدة والهمرات تهرع إلى العمارة السكنية في حي الإسكان ... ضابط النجدة يتسلل إلى داخل الشقة بهدوء وفي لحظة ذكية غافل فيها المتهم المجنون حيث تمكن من تخليص الرهينتين من السكين التي يحملها (ج) حيث سقطت على الأرض وبعدها يسقط (ج) على الأرض فهو يبكي كالطفل الصغير ... ثم يغادر معهم الشقة وكأن شيئا لم يحدث ... أسفل العمارة كانت هناك جثة ملقاة في الشارع تغطيها عباءة سوداء وحولها تكونت بركة من الدماء ... إنها جثة الأم ذهبت ضحية لانفعالات ابنها المريض العقلي .. الشقة الهادئة أصبحت حديث حي الإسكان كله ... الجميع يتحدثون عن الابن المجنون وماذا فعل بأسرته؟

مع المجنون

أصعب شيء ان تجلس مع شخص مجنون وتتكلم معه وتحاوره ... مهمة صعبة بسبب بسيط جدا وهو انه لن تتوقع رد فعله المفاجئ ... كنت أحاول ان ارتب الأسئلة داخل فكري حينما دخل علينا بصحبة الشرطي ... ينظر إلى سقف الغرفة ... وفجأة يدقق النظر في وجوه الحاضرين ويجلس على الكرسي واضعا يده أسفل رأسه ولفه الصمت ! سألته في البداية ... ليش سويت هذه القضية والجريمة بحق أسرتك؟ فأجابني بهدوء ... تمنيت الا تعقبه عاصفة قوية ... قال "هو اني عملت شيئا .. أي جريمة .. وأي حادثة ... وليش انا هنا في المركز ... صدقني لا استطيع ان أتذكر أي شيء .. انا نائم في غرفة مظلمة"، قلت له ... ليش اخذت امك واخواتك رهائن ؟ اجابني .. تذكرت .. انا اريد طيارة هليكوبتر تنقلني خارج العراق ... كلت في نفسي يمكن الشغل هناك متوفر واستطيع ان اجرب حياتي هناك ... تعرف ان أمك ماتت ... بعد ان رمت بنفسها على ارض العمارة ؟ أنا لا اتذكر أي شيء ... لكن أمي وأختيّ أحبهم واريد ان أشوفهم ... وقبل ان اطرح عليه السؤال التالي ... سألني ... انت قلت أمي ماتت ... انقتلت ... منو قتلها؟! ولم اجبه سوى انها القت بنفسها من الطابق الثاني ... وعاد الصمت يلف المكان من جديد ... وقاطعته بهذا السؤال .. هل تشعر ببعض التعب ؟ أجابني ... الناس والمجتمع هم السبب .. تعب عقلي وتفكيري ونفسيتي ... ماكو احد يعطف علي حتى اشتغل .. اريد اشتغل أي شغلة ولو كناس في الشارع ... كل الناس يقولون عني انا مجنون ومخبل ... حتى الجيران لما يشوفوني يهربون، يخافون مني ... انا اكيد عصبي ... ولكن مو مخبل ولا مجنون !

أحسست في هذه اللحظة بان الحوار مع (ج) وصل الى نهايته وقبل ان أغادر مركز الشرطة سأل (ج) عن شقيقتيه وطلب من الضابط ان يشاهدهما ... تردد الضابط بعض الوقت ولكنه سمح له بمشاهدة شقيقتيه في غرفة الضابط ... فوجئنا بـ(ج) يبكي وهو يحتضن شقيقتيه ويسألهما عن أمه! وهكذا انتهت قصة (ج) بقرار من قاضي التحقيق بوضع (ج) تحت المراقبة في مستشفى الشماعيّة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د. أحمد السرحان

    تسونامي اليابان و عواصف فلوريدا الشهيرة هي ايضاً سبب الاطباء على ما اعتقد. لا اعرف لماذا يحب البعض او يعشق اذا صح التعبير الحديث عن الاطباء ثم يطلق تشخيصه النهائي كرصاصة الرحمة (الاطباء هم سبب الجريمة)؟؟؟ يجب توعية مجتمع بأكملة و رفع مستواه و مستوى التعا

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram