اربيل / مصطفى محمد
بمشاركة اربعين فنانا من مختلف المحافظات العراقية اقيم في مدينة اربيل معرض فني ضم العشرات من اللوحات والرسومات الفنية التي تعكس تاريخ وحضارة العراق بالإضافة الى ملامح من حياة المجتمع والسكان والتي اظهرت مواهب عراقية فريدة.
وقال مدير قصر الثقافة والفنون في اربيل دلير علي إن قصر الثقافة استضاف اربعين فنانا من مختلف المحافظات العراقية بهدف بناء جسر ثقافي بين فناني اقليم كردستان وبقية الفنانين محافظات وسط وجنوبي العراق.
وترجم الفنانون في هذا المعرض الذي يعد الاول نوعه في أربيل جانبا من تفاعلات الحياة اليومية في المجتمع العراقي.
بدروها كشفت الفنانة نضال العزاوي وهي مشاركة في المعرض ان الفنانين الذين قدموا من محافظات وسط وجنوب العراق حملوا رسائل الحب والسلام داخل اقليم كردستان.
وشاركت العزاوي بلوحات تحمل الكثير من التراث البغدادي الذي يعاني الاهمال ما يتطلب وبحسب العزاوي مزيدا من الاهتمام بتراث وتاريخ عاصمة العراق معربة عن املها ان يتجاوز جميع الفنانين التحديات اللوجستية في جمع هذه الأعمال الفنية المميزة في مكان واحد وصورة مستمرة لإتاحة الفرصة للجميع لغرض المشاركة في هكذا معارض.
وعن فكرة هذا المعرض وإقامته في اربيل تقول المهندسة نداء ناصر مسؤولة وحدة المنظمات في قصر الثقافة والفنون ان هذا المعرض هو الاول من نوعه والذي ضم لوحات تتحدث عن حضارة العراق وعن الطبيعية، مشيرة الى انه لم يكن معرضا للرسم فقط وانما ضم الرسم بالحرق على الخشب بالإضافة الى صناعة اللوحات الخزفية والنحت على السيراميك والشمع.
ويتطلع الفنانون الى ضرورة تقديم الدعم الحكومي لهم للمضي قدما في دعم الاواصر الثقافية وعكس صورة جميلة عن الواقع الحضاري والتاريخي للعراق.
ويقول الفنان آوات كريم الذي شارك بأربع لوحات إن الفنانين اضطروا الى انشاء هذه المعارض بعيدا عن الدعم الحكومي لديمومة زخم التواصل فيما بينهم مضيفا ان المعرض يسهم بتبادل الخبرات بين الفنانين في اقليم كردستان وبقية المحافظات العراقية.
واشار كريم الى ان التنوع الفني امر مهم في مواكبة المسيرة التشكيلة في العالم من خلال تنوع الاساليب والاشكال الفنية الحديثة وتطبيقها على ارض الواقع.
فيما اكدت الفنانة التشكيلية فاتن الطائي وهي احدى المشاركات من العاصمة بغداد انها شاركت بلوحة واقعية لإحدى القرى العراقية التي عملت بها في ثمانينيات القرن الماضي لما لها من خصوصية اثناء فترة عملها في تلك القرى.
الطائي قالت إنها عالجت الاخطاء التي وقعت بها في هذه اللوحة بعد ان رسمتها في فترة ماضية كانت تعاني فيها من مشاكل صحية.
مشيرة الى ان المعرض شهد حضورا كبيراً للفنانين من مختلف المحافظات العراقية وهذا ان دل على شيء انما يدل على ضرورة التواصل بين الفنانين لمد اواصر العيش بسلام.
وتعد المعارض أحد أهم وسائل الترويج الفعالة لعرض الفنون على الزوار كما انها تعتبر منافذ للتعريف بها سواء دوليا او محليا، ومن خلالها تمكن الإجابة الفورية على استفسارات زائريها وعرض الأفكار وتبادل الخبرات والتجارب.
وشهد المعرض إقبالاً كبيراً من الزوار، حيث استقطب محبي الفن والفنانين على حد سواء. كما حظي بتغطية إعلامية واسعة، مما ساهم في تسليط الضوء على دور الفن في تعزيز قيم السلام والتعايش.