سوزان طاهر
لا يكاد يخلو شارع رئيسي أو صفحة في مواقع التواصل الاجتماعي، من إعلان لمراكز خاصة بعمليات التجميل في مدن إقليم كردستان.
وبين الموضة والتقليد، باتت الكثير من العمليات الفاشلة، تشوة الأجسام والوجوه، وسط دعوات للحكومة ووزارة الصحة في الإقليم والجهات المختصة، بضرورة فرض الرقابة، والتشديد على الإجازة لمراكز التجميل.
وتزايد خلال الفترة الأخيرة أخطاء عمليات التجميل في إقليم كردستان، وبعضها وصل إلى حد إقامة الشكوى من قبل المريضة وذويها على الطيب ومراكز التجميل المنتشرة في مدن الإقليم.
وبحسب إحصائية حصلت عليها "المدى" من مصادرها فإن، عدد الأخطاء في عمليات التجميل وصلت إلى أكثر من 450 فقط خلال العام الحالي.
أسباب الأخطاء
ويعزو الطبيب المختص في عمليات التجميل عمر الجاف تزايد معدلات الأخطاء في العمليات لجملة أسباب.
ويرى في حديثه لـ "المدى" إلى أنه "في إقليم كردستان تنتشر اليوم مراكز التجميل التي تشهد إقبالا واسعا من النساء والرجال أيضا، وبمختلف الأعمار لإجراء العمليات التجميلية بأنواعها مثل عمليات الأنف والحواجب والشفاه ونحت الجسم وغيرها".
وأضاف أنه "توجد العشرات من المراكز التجميلية غير المرخصة، أو التي حصلت على إجازة باسم طبيب من دول أخرى، مثل سوريا وإيران ولبنان، وهؤلاء الأطباء لا يتواجدون بسبب كثرة انشغالاتهم، ويتركون العمل لمساعدين لا يمتلكون الخبرة الكافية".
وأشار إلى أن "فرق وزارة الصحة يجب أن تجري جولات ميدانية، ولا تكتفي بمنح الإجازة فقط، بل ويجب ملاحقة الأطباء الذين يقومون بالأخطاء في عمليات التجميل، خاصة الذين يوكلون مهمة إجراء العمليات لمساعديهم".
عدد الأطباء
وبحسب دراسات ميدانية لمنظمات صحية في اقليم كردستان وصلت عمليات التجميل إلى مستويات قياسية تجاوزت دول الخليج المعروفة بكثرة عمليات التجميل فيها، وقد بلغ عدد أطباء التجميل في الإقليم 200 طبيب يتنقلون ما بين بغداد وكردستان.
وتعزو الطبيبة المختصة كزان علي كثرة أخطاء عمليات التجميل في الإقليم، بسبب الهوس لدى الرجال والنساء في الإقليم، دون وجود حاجة فعلية لهذه العمليات.
وبينت في حديثها لـ "المدى" إلى أنه "إذا كان الشخص لا يحتاج لعملية فعلية، فإن ذلك ستكون له دواعي كثيرة، ولهذا يجب تقييم الحالة، فإن الكثير من الأشخاص لا توالمهم عمليات التجميل، خاصة عمليات قص المعدة، أو تكبير الشفاه، أو نفخ الوجه، أو قص الحاجب وغيرها".
وأوضحت أن "الطبيب لديه المسؤولية الكبرى، في نصيحة إجراء او عدم اجراء العملية التجميلية، ويجب أن يكون اميناً على مصلحة المريض، وينصح المريض في حال إذا كان لايحتاج لإجراء العملية التجميلية، ولا يقكر بالمصلحة المادية فقط".
دعوة للحكومة
ودعت منظمات طبية وزارة الصحة في حكومة إقليم كردستان إلى اتخاذ إجراءات سريعة، للحد من الأخطاء المتكررة في عمليات التجميل، والتي أدت مؤخرا لحالات وفاة، وتشوهات خلقية، ومشاكل اجتماعية.
الباحث الاجتماعي سلام حسن يشير إلى أن، تزايد عمليات التجميل، ينم عن حالة عدم ثقة من المرأة أو الرجال، والكثير منها، وخاصة من النساء تأتي بدافع الغيرة، من قريبة أو زميلة لها في العمل.
ولفت في حديثه لـ "المدى" أن "أخطاء عمليات التجميل المتزايدة مؤخرا في كردستان، ساهمت بكثرة المشاكل الاجتماعية، والتي وصلت لحد الطلاق بين الرجل وزوجته، كما أن الكثير من النساء يضغطن على أزواجهن لغرض توفير المال لإجراء العمليات، دون مراعاة الأزمة والوضع المالي الصعب الذي يمر الرجل في الإقليم، في ظل تأخر صرف الرواتب".
وكان نقيب الأطباء العراقيين، جاسم العزاوي، قد علق في وقت سابق على أسباب زيادة وفيات عمليات التجميل بالعراق، كاشفا عن وجود مئات مراكز التجميل غير المرخصة في العاصمة بغداد.
وقال العزاوي إن "هناك جملة أسباب تقف وراء تزايد حالات الوفاة خلال عمليات التجميل، منها أن يكون الطبيب غير متدرب في هذا المجال أو لم يأخذ احتياطاته بشكل صحيح، أو أن يكون منتحلا لصفة الطبيب".