بسام عبد الرزاق
تصوير: محمود رؤوف
اقام بيت المدى في شارع المتنبي، الجمعة الماضية، بالتعاون مع معهد "غوته" الألماني، جلسة تشكيلية وتعريفية بفن "الواقع المعزز بالفن التشكيلي" قدمتها الفنانة التشكيلية د. رنا إسكندر. الجلسة الحوارية التي ادارها الأستاذ حيدر خالد، وجه فيها جملة من الأسئلة عن هذا الفن الحديث، واشباعه بالاجوبة لتعريف الجمهور الحاضر بطبيعة هذا الفن.
الفنانة التشكيلية د. رنا إسكندر، تحدثت عن بداياتها مبينة انه "كلنا نعرف ان الرسم والنحت والتصميم لها خامات وأدوات ومواضيع خاصة يتم تناولها، والواقع المعزز في الفن التشكيلي فيه تفاصيل أكبر". وأشارت الى انها "درست كلية الفنون الجميلة وحصلت على الماجستير والدكتوراه في فلسفة الفن، وتحب العبير عن افكارها من خلال الفن، وتشعر بان الجمال يكتمل بالتفاصيل ومن خلالها نستطيع التعبير عن الرسالة المراد ارسالها" مبينة انها "تعمل حاليا مدرسة للفنون في وزارة التربية ولديها طموح ان يكون لها مسار خاص في الفن الرقمي، وتحب التجارب التي تضع إضافة لديها وتعزز من ابداعها". وأضافت، ان "الفنون التشكيلية فيها مجموعة واسعة من الفنون والفن الرقمي واحد من هذه الفنون وبعد تطور التكنلوجيا بدأ الفنانون محاولات ادماج التقنيات الرقمية بالفن فأصبحت لدينا مساحة واسعة للفن الرقمي ومن بينها الواقع المعزز، وهناك الواقع الافتراضي أيضا". وأشارت الى ان "الواقع المعزز يدخل في فنون الرسم والنحت والتصميم وهو متشعب من خلال استخدام التقنيات الرقمية، والفنون المعاصرة لا يمكن حصرها وأصبحت بلا حدود، وعلى مستوى الرسم يجب ان تكون هناك أساسيات للعمل على البرامج في الكومبيوتر من بينها الالستريتر والفوتوشوب ومجموعة أخرى من البرامج، وهذا الواقع المعزز سيوفر الكثير من الأدوات التي تمنح العمل الجمالية". وبينت انه "يجب ان يمتلك الفنان اساسيات وأدوات العمل الرقمي لانجاز عمله، وهناك مساحة واسعة لاستخدام المواد وانا في مرحلة الدراسة حاولت إيجاد المواد سهلة الاستخدام وغير المكلفة ماديا واستخدمت الفوم كونه خفيف واحتجت الى لوحات من قياسات كبيرة، واستخدمت الطباعة كون عملي كان على التقنيات الرقمية أكثر من التأثير بالمادة مثل الكانفس".
وتابعت، ان "الواقع المعزز فيه مجموعة من طرق العرض، والمشاهد هو مشارك أساسي في العرض الفني، وهناك حاجة الى وسيط وهو عبارة عن شاشة ذكية فيها تطبيق ومن خلاله تتم المشاهدة ولا يمكن رؤية العمل بالكاميرا العادية، وهنا يأتي دور المتلقي بامتلاك هاتف وفيه بعض الإمكانيات، والتطبيق متوفر لجميع الأجهزة الحديثة، وبالامكان رؤية ابعاد العمل من قبل المتلقي، ولا يمكن اكتمال منظور اللوحة من غير هذه الأدوات". ونوهت الى ان "هذا الفن غير محصور بجهة محددة، واي شخص لديه فضول بالإمكان ان يتعلم ذاتيا، وهو غير محصور بنخبة معينة، واي شخص يمتلك اساسيات في الفن يستطيع تطويرها والعمل على الواقع المعزز"، لافتة الى انه "لا يوجد تعامل مع النخبة، كون إقامة المعارض ستسهل على المتلقي رؤية الاعمال من خلال توفير أدوات عرض الواقع المعزز، والفكرة توفر مواضيع تفاعلية وصوتية وتعمل على تغذية الحواس، وكل هذه التقنيات فيها صعوبة وعالم جديد والوصول الى مصادر فيه امر صعب، وحاولت التعلم من خلال كورسات واخترت البرنامج السهل لي وللمتلقي وستكون التجربة اسهل على الطرفين، وبالامكان تطوير هذا العمل اكثر في حال توفرت الأدوات".
وأكملت، انه "لا يمكن تحديد سنة معينة لتاريخ هذا الفن، لكن نستطيع القول انه منذ عام 1960 بدأت التكنولوجيا تدخل في الفن، وفي السنوات الأخيرة في عام 2016 بدأت تتطور أكثر بسبب التطبيقات وتسهيل وصول الفن للمتلقي، ومع التطور المستمر هناك ملاحقة مستمرة للتحديثات التي تطرأ عليه". وأوضحت ان "الزائر بمجرد وصوله الى العمل سيواجه عدم رضا كونه لن يرى ألوانا وبعد ان يرى تكملة العمل عن طريق الواقع المعزز والمؤثرات سيعيش دهشة وينسى الحدود التي كان يشعر بها عن أسلوب الفن التقليدي، وسيحاول تفسير الفكرة والرسالة للعمل، وغالبا ما تكون معاناة من بيئتنا".
وبينت ان "الادوات التي يحتاج اليها الفنان تتلخص بامتلاكه كومبيوتر وبرامج رسم وهذه ستتيح العمل على الأساسيات ومن ثم طباعتها او رسمها بالطرق التقليدية ومن ثم عملية استخدام الواقع المعزز باختيار مساحة معينة، ويتم توزيع العناصر وبعدها يبدأ دور المتلقي الذي يحمل جهازا فيه تطبيق يظهر العمل الذي يريد الفنان ايصاله للمتلقي".