متابعة/ المدىأعلن مدير ناحية عينكاوة في محافظة أربيل عن استمرار نزوح المسيحيين من مناطق متفرقة من العراق، ولاسيما من محافظتي بغداد ونينوى صوب إقليم كردستان العراق، بعد تزايد وتيرة العنف ضدهم خلال الأشهر القليلة الماضية، لافتا إلى أن أربيل استقبلت حتى الآن نحو 900 عائلة مسيحية نازحة.
وقال فهمي متي، لوكالة كردستان للأنباء إن "نزوج المسيحيين لا يزال مستمرا من مناطق متعددة من العراق نحو محافظات إقليم كردستان، نتيجة لتواصل أعمال العنف ضدهم بعد أن باتوا أهدافا للمسلحين المتشددين".وأوضح متي أن "ناحية عينكاوة استقبلت منذ الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد نحو 900 عائلة مسيحية نازحة معظمها من محافظتي بغداد ونينوى".وتزايدت حدة الهجمات ضد المسيحيين في العراق وخاصة في محافظتي بغداد ونينوى منذ الهجوم المميت الذي شنه مسلحو تنظيم القاعدة على كنيسة "سيدة النجاة" ببغداد نهاية شهر تشرين الأول الماضي، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات منهم.وأشار متي إلى أن "العوائل النازحة تعيش أوضاعا صعبة، وأغلبها تقيم عند أقاربها نتيجة لعدم تمكنهم من دفع بدلات إيجار البيوت، والبعض الآخر قام باستئجار بيوت للسكن فيها"، مبينا أن "مديرية ناحية عينكاوة لا تملك مجمعات سكنية لتقوم بإسكان العوائل النازحة".وأضاف أن "هناك لجنة مشكلة من قبل حكومة إقليم كردستان لمساعدة تلك العوائل والتخفيف من معاناتهم".وكانت حكومة الإقليم قد شكلت لجنة في تشرين الثاني الماضي، لمساعدة النازحين المسيحيين بعد أن أعرب رئيس الإقليم مسعود البارزاني، عن استعداد الإقليم لاستقبالهم.ويترأس اللجنة وزير الداخلية بحكومة إقليم كردستان كريم سنجاري، وتتكون من عضوية ممثل عن رئاسة الإقليم، فضلا عن وزير النقل والمواصلات، وممثل عن وزارتي التعليم العالي والتربية، بالإضافة إلى ممثلين عن دائرة العلاقات الخارجية بالإقليم ومحافظات أربيل والسليمانية ودهوك.وخلص متي إلى أن "أبرز المشاكل التي تواجه النازحين يتمثل بثلاث رئيسية أولها مشكلة التنقلات الوظيفية، فهناك أشخاص كانوا يشغلون وظائف حكومية في مناطقهم الأصلية ويريدون نقل وظائفهم إلى الإقليم، والثانية تتمثل بمشكلة طلبة الجامعة من أجل تأمين مقاعد دراسية لهم في الإقليم، بينما تتمثل المشكلة الثالثة بالسكن نظرا لارتفاع بدلات الإيجار في الإقليم وعدم قدرة معظم العوائل النازحة على تحمل تكاليفها".ونوه إلى أن "اللجنة المختصة تبحث مع بغداد حاليا إيجاد حلول لتلك المشاكل ولا سيما مشكلتي التنقلات الوظيفية وطلبة الجامعة"، لافتاً إلى أن "العوائل النازحة لم تتلق من مساعدات سوى بعض المساعدات العينية من بعض المنظمات الدولية".وبحسب إحصائيات غير رسمية فإن عدد المسيحيين في العراق، الذين يمثلون ثلاث طوائف رئيسية هم الكلدان والسريان والآشوريين، كان يقدر قبل عام 2003 بنحو مليون ونصف المليون نسمة، لكن الرقم تناقص حاليا إلى نحو 750 ألف نسمة.
عينكاوة: نزوح المسيحيين مستمر وأوضاعهم بالغة الصعوبة
نشر في: 25 يناير, 2011: 06:52 م