ترجمة حامد أحمد
في مسعى منها لتمكين المرأة العراقية وتعزيز دورها القيادي في مجال التوعية وتعزيز السلم المجتمعي ومهارات التواصل والحماية والدفاع عن حقوق المرأة وحقوق الانسان، أطلق فريق تمكين وحماية المرأة التابع للجنة الإنقاذ الدولية IRC برنامج تدريب تحويلي لعضوات في منظمات نسوية عراقية في أنحاء البلد، في مبادرة اشارت فيها المنظمة الدولية إلى أنها ستعزز الإمكانيات القيادية للنساء عبر العراق وتمكينهن لقيادة فاعلة لمجتمعهن ومنظماتهن.
وذكرت لجنة الإنقاذ الدولية انه بالشراكة مع منظمة تمكين المرأة WEO تم في حزيران 2024 إطلاق برنامج تدريب في العراق لعشرين عضوة من عدة منظمات نسوية ضمن مجموعة، شبكة المرأة للسلام بالتركيز على دور المرأة في القيادة المحلية وتعزيز جانب اتخاذ القرار وتمكين مهارات التواصل مع الجهات الأخرى ومهارات الدفاع عن الحقوق.
وكانت شبكة المرأة للسلام قد نمت كإحدى اقوى الجهات المدافعة عن وسائل تمكين المرأة في العراق، ويعود الفضل في ذلك للعمل المتواصل لعضوات هذه الشبكة وقيادتها، حيث بدأت كمبادرة صغيرة في العام 2011 وتوسعت منذ ذلك الوقت لتكون أكبر منظمة محلية لتمكين دور المرأة في العراق.
رئيسة منظمة تمكين المرأة، سوزان عارف، قالت ان الشبكة انطلقت منذ ان كانت صغيرة جدا وبدأت تنمو أكثر من خلال العمل الجاد على تأسيس الرؤية والستراتيجيات والسياسات والخطط، مشيرة الى ان شبكة المرأة للسلام تتحالف اليوم مع عدة منظمات ضمن رؤية موحدة لتمكين المرأة عبر البلاد. وسلّطت، عارف، الضوء على كيفية تمكن البرنامج التدريبي من صقل مواهب القيادة ودعم استمرارية عمل شبكة المرأة للسلام، حيث ركز التدريب على جوانب رئيسية من مميزات القيادة الإدارية والسياسية والتي تهدف الى تراصف جهود الشبكة مع ستراتيجية العراق الوطنية لتمكين المرأة.
وقالت عارف "التدريب كان فريدا من نوعه، لقد عمل على جلب نساء من عدة محافظات ومنظمات وعدة ثقافات واعمار، سوية، وخلق بيئة يستطيع الجميع خلالها من تبادل الآراء والأفكار. نحن بحاجة الى العمل في كيفية تمكين الأعضاء من المساهمة في عمل الشبكة، وهناك الكثير من الطاقات التي يجب استغلالها لصالح عمل شبكة المرأة للسلام. لقد حظينا بفرصة الدعم المقدم من قبل منظمة لجنة الإنقاذ الدولية لتقليص الفجوات وتمكين قدرات النسوة في تقديم المقترحات والتواصل والعمل الإعلامي والمشاركات الستراتيجية لضمان نقل المعرفة لكل المنظمات النسوية في المحافظات".
سوسن صالح، 56 عاما، ناشطة نسوية ومدافعة عن حقوق المرأة من محافظة صلاح الدين وإحدى المشاركات في الدورة التدريبية تقول انها وجدت في التدريب خبرة انتقالية وتحويلية، مؤكدة بقولها "شعرت نفسي كطالبة، وان التدريب منحني مهارات جديدة وإدراك كثير من الأمور، منها تطوير مهارات التواصل والتفاوض".
وتقول صالح انها بدأت تستخدم هذه المهارات في تعزيز تواصلها مع زميلاتها في المنظمة التي تديرها، مشيرة الى ان التدريب أدى أيضا الى تحقيق انتقالة في عملية اتخاذ القرار داخل المنظمة، حيث انه بدلا من اتخاذ قرار من طرف إداري واحد، أصبح الان تشجيع لإجراء جلسات حوار جماعية يتخذ فيها القرار مما يعكس ذلك ثقافة الشفافية والتعاون الجماعي.
اما بالنسبة لناشطة المجتمع المدني، بان وليد، من بغداد التي تعمل في جمعية المرأة والطفل فان التدريب كان بمثابة فرصة لصقل مهارات مهمة وتسخيرها بطرق جديدة، وكان من بين تلك المهارات تحليل المعلومات بشكل أفضل وكيفية اتخاذ القرارات وتعلمت أيضا في كيفية العمل الجماعي مع منظمات أخرى.
شاز نور الدين، 34 عاما، محامية من محافظة السليمانية قالت انها انبهرت في كيفية تمكين تدريب المنظمة الدولية من تعزيز التعاون ما بين أعضاء منظمة شبكة المرأة للسلام، مشيرة الى ان التدريب بالنسبة لها لم يكن فقط الحصول على مهارات جديدة، بل انه فرصة لبناء علاقات مع زملاء آخرين من أعضاء الشبكة.
وتضيف نور الدين بقولها "لا تتسنى لنا دائما فرصة للالتقاء سوية مع كل أعضاء الشبكة في مكان واحد، هذه التجربة الهمتني لاقتراح مبادرة مشتركة على مدى 16 يوما من حملة النشاط النسوي وتعزيز العمل الجماعي ضمن الشبكة النسوية".
فريال الكعبي، مهندسة ورئيسة منظمة، أوان، للتوعية وتنمية القدرات، وجدت في أسلوب التدريب على مهارات القيادة أمر حيوي جدا. وثمنت جانب القيادة الجماعية كأسلوب لم تكن تتبعه في منظمتها.
وتضيف الكعبي بقولها "نقوم بإعادة ترتيب عملية اتخاذ القرار لنشمل مزيدا من الناس، وليس فقط الرؤساء الإداريين، هذا المنهج عزز قدراتنا لاتخاذ قرارات جماعية، وساعد التدريب في وضع مسودات لسياسات إدارية مهمة بضمنها الموارد البشرية والسياسات المالية التي تعزز الأنشطة الداخلية للشبكة".
بروين محمد، عضو مؤسس لمنظمة ASUDA لمكافحة العنف ضد المرأة، قالت ان البرنامج التدريبي زودها بكم هائل من الخبرة. وبالنسبة لها فان جلسات المنهاج التدريبي زودها بفرصة لصقل مهاراتها في جانب الدفاع عن حقوق المرأة ونشر رسالة منظمتها على نحو أفضل.
وتعمل بروين الان على برنامج يحمل عنوان، انا شجاعة، والذي يسلط الضوء على دور النساء في إرساء السلم والامن. وساعد البرنامج التدريبي للمنظمة الدولية على تعزيز هيكلية مبادرتها في وضع الأهداف وتحديد الجهات الفاعلة، وتعزيز جهودها في الدفاع عن حقوق المرأة.
وتشير المنظمة الدولية في تقريرها الى انه في الوقت الذي يستمر فيه العراق بإعادة البناء والتعافي من تبعات سنين من حروب وازمات، فان تعزيز الدور القيادي لنساء مثل هؤلاء انما يشكل جانبا مهما جدا، وبدعم من منظمات دولية فإن هؤلاء النسوة سيواصلن بدون شك تحقيق تغيير في مجتمعاتهن وأبعد من ذلك.
عن موقع ريليف ويب الدولي