TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الإنترنت يقود انتفاضة الشعب.. وكوادر اتحاد الشغل التونسي والأحزاب تشارك فيها

الإنترنت يقود انتفاضة الشعب.. وكوادر اتحاد الشغل التونسي والأحزاب تشارك فيها

نشر في: 26 يناير, 2011: 05:45 م

حسين عبد الرازقلم تكن انتفاضة الشعب التونسي والتي انطلقت إثر انتحار الشاب (محمد بوعزيزي) بحرق نفسه في مدينته (سيدي بوزيد) التي تبعد 270 كيلو متراً غرب العاصمة تونس، وهو خريج جامعي أجبرته البطالة على العمل بائعا متجولا للخضراوات والفاكهة، ولجأ للانتحار احتجاجا على مطاردة شرطة البلدية له وإهدار كرامته عندما صفعته شرطية على وجهه في مبنى المحافظة، حيث كان في طريقه لمقابلة محافظ المدينة أملا في إنصافه.. لم تكن أول انتفاضة للشعب التونسي.
فقد شارك التونسيون في الإضراب العام الذي دعا إليه (الاتحاد العام التونسي للشغل) في 26 يناير / كانون الثاني 1978 في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وفي (انتفاضة الخبز) في 3 يناير 1984، وفي الحركة الاحتجاجية في منطقة الحوض المنجمي في محافظة قفصة (جنوب سيدي بوزيد) عام 2008.ولم يكن انتحار (محمد بوعزيزي) حدثا نادرا في تونس، فكما يقول الكاتب التونسي الصديق رشيد خشانة (.. تكاثرت ظاهرة الانتحار بوصفها علامة على القنوط ونتيجة انسداد جميع السبل أمام قطاعات واسعة من الشباب، ويقدر عدد المنتحرين في تونس بألف شخص سنويا، وهي نسبة مرتفعة في بلد لا يتجاوز سكانه 10 ملايين فرد، ما يعني أن هناك مواطنا واحدا يلجأ للانتحار من كل ألف مواطن، على الرغم من الموانع الدينية والاستهجان الاجتماعي والأخلاقي لهذه (الحلول)، ومن الأرقام ذات الدلالة في هذا المجال ما صرح به الدكتور أمان الله الساعدي الأستاذ في كلية الطب رئيس قسم الإنعاش الطبي بـ (مركز الإصابات والحروق البليغة) من أن 12% من الوافدين على المركز هي حالات تخص من حاولوا الانتحار كما أفاد أيضا أن المركز سجل 280 حالة انتحار في 2010 منذ بداية العام حتى تشرين الأول/أكتوبر فقط، أي بمعدل 28 حالة شهريا، أو حالة انتحار كل يوم تقريبا).وفي نفس وقت انتحار بوعزيزي انتحر أيضا (حسن الفالحي) الذي تسلق عمودا كهربائيا احتجاجا على الفقر والحاجة والبطالة، ومات متفحما بعد أن صعقه التيار الكهربائي.ولكن ما حدث في تونس منذ 18 ديسمبر/ كانون الأول 2010 (اليوم التالي لانتحار بوعزيزي) 14 يناير 2011 تاريخ هروب زين العابدين بن علي وسقوطه، يختلف عن كل ما سبق فما حدث خلال 28 يوما في تونس كان انتفاضة شعبية (اجتماعية - سياسية) تلقائية، بدأت من (سيدي بوزيد) لتنتشر بسرعة في المحافظات المجاورة ثم تمتد إلى (أرخبيل قرنقة شرقا، وبن قردان جنوبا، وجندربه شمالا) أي إلى كل مدن وقرى تونس.ولعب مستخدمو الإنترنت دور (القيادة) في هذه الانتفاضة إذا جاز التعبير، فالرسائل المتناقلة بواسطة الإنترنت والصور المتبادلة عن طريق (فيس بوك) هي التي حرضت على التظاهر، رغم أن زين العابدين بن علي أطلق منذ مدة حملة (قصف المواقع الإلكترونية) واعتقل عديدا من المدونين الشبان وأقفل البريد الإلكتروني لآخرين (من أجل قطع الشباب التونسي عن العالم الخارجي، وخاصة عن حركة التدوين الجريئة في العالم العربي، وتحديدا في مصر، وكان الحكم يخشى مع انتعاش الحركة النقابية في بعض الجامعات أن تستعيد الحركة الطلابية الزخم الذي عرفته أيام العهد البورقيبي وتتحول إلي قوة رفض يصعب ترويضها، لكن لم يتوقع الحكم أن يخرج الشبان بتلك القوة والكثافة إلى الشوارع خلال الانتفاضة، إذ كانوا العمود الفقري للمظاهرات، وإن لوحظ أيضا أنها لم تقتصر عليهم، وإنما شارك فيها أيضا المدرسون والموظفون والنقابيون وكوادر بعض الأحزاب السياسية)، باختصار ما حدث كان (ثورة معلوماتية جديدة فرضها الشباب على السلطات فرضا، فاستطاعت الالتفاف على جميع الحواجز وتدمير قواطع الرقابة التي كانت تصادر صحيفة وتحجب مدونة وتقطع خط هاتف جوال.اتحاد الشغلكذلك فقد شاركت قواعد (الاتحاد العام التونسي للشغل) منذ البداية في المظاهرات، ولكن قيادة الاتحاد ظلت على (الحياد) منذ بدء المواجهات، واضطرت تحت ضغط قواعدها لتوجيه الدعوة للإضراب العام والتظاهر يوم الجمعة في قلب العاصمة، وهي أول تظاهرة يدعو لها الاتحاد منذ 32 عاما.وكشفت الانتفاضة عن ضعف الأحزاب السياسية وهشاشتها وعزلتها عن الشارع، وإن كانت كوادرها الوسطى في مختلف المدن والقرى كانت حاضرة بقوة في الانتفاضة، (باستعراض أسماء اللجنة التي قادت التحركات في سيدي بوزيد خلال الانتفاضة على إثر انتحار محمد بوعزيزي ندرك ثقل حضورها السياسي، ناهيك عن أن الناطق الرسمي باسم الانتفاضة في سيدي بوزيد والذي اعتقلته السلطات ثم اضطرت لإطلاقه هو عضو قيادي في الحزب الديمقراطي التقدمي)، وشاركت كوادر وقيادات (حزب العمال الشيوعي التونسي) المحظور في الانتفاضة منذ البداية وظهر تمايز بين الأحزاب السياسية خلال الانتفاضة، بين من انتظر (تميز الخط الأبيض من الأسود) ومن بادر إلى اتخاذ خطوات عاجلة لحمل الحكومة على الاستجابة لمطالب المنتفضين على غرار المؤتمر الصحفي الذي عقدته قيادة الحزب الديمقراطي التقدمي في اليوم الثامن من اندلاع الانتفاضة للمطالبة بإقالة وزير الداخلية والإعلام وإفساح المجال أمام مسؤولي الانتفاضة لمخاطبة وسائل الإعلام الدولية، وارتقت أحزاب المعارضة إلى مرحلة أعلى لما توافقت علي التنسيق بين تياراتها المتنافسة واتخذت موقفا مشتركا في 9 يناير 2011 طالب الحكم بوقف إطلاق النار على المتظاهرين وسحب قوات الجيش والشرطة إلى الثكنات.كسر المحظورغير أن الأحزاب السياسية (لم تلتقط شعارا مركزيا في المظاهرات التي جابت المدن، و

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram