متابعة/ المدى
مع تصاعد احتمالات تعرض العراق إلى هجوم إسرائيلي إثر تهديدات إسرائيلية واضحة بهذا الصدد، تحاول الحكومة العراقية التحرك سياسيا لتجنيب البلاد أي هجوم، يقابل ذلك استعدادات أمنية ورفع مستوى الجاهزية للتصدي، فضلا عن توجيهات من قبل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بملاحقة أي نشاط عسكري خارج إطار الدولة.
ويبدو أن بغداد فشلت بالسيطرة على ما يسمى بـ"المقاومة الإسلامية العراقية"، إذ تواصل هجماتها بشكل شبه يومي على أهداف إسرائيلية، وهو ما دفع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، لتوجيه رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثه فيها على اتخاذ إجراءات فورية بشأن نشاط "المليشيات الموالية لإيران في العراق"، التي تستخدم أراضيها لمهاجمة إسرائيل، وأن لـ"إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، لحماية نفسها ومواطنيها".
وعلى أثر ذلك، عقدت القيادات الأمنية العراقية اجتماعات لبحث تداعيات تلك التهديدات، والاستعدادات الأمنية، ووضع خطة طوارئ عاجلة.
ووفقا للمتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء العراقي، اللواء يحيى رسول، فإنه تم رفع مستوى الجاهزية الأمنية في العراق.
وقال رسول في تصريح متلفز، إن "السوداني وجه بقيام القوات المسلحة والأجهزة الأمنية كافة بمنع وملاحقة أي نشاط عسكري خارج إطار سيطرة الدولة (في إشارة إلى نشاطات الفصائل المسلحة)"، مضيفا "كما وجه وزارة الداخلية بتفعيل التوجيهات الصادرة عن الاجتماعات السابقة وإعداد خطط للطوارئ تتناسب مع حجم التهديد، وتأمين الاحتياطات الكاملة للمتطلبات الأمنية".
وأكد "تم تعميم تلك التوجيهات على جميع الأجهزة والوحدات الأمنية"، مشيرا إلى أن "الحكومة مستمرّة في إجراءاتها لمنع استخدام الأراضي العراقية لشنّ أي هجوم، وقد أثمرت بالفعل عن ضبط أسلحة معدّة للإطلاق وتلاحق قانونياً كل من يشترك في هكذا أنشطة تهدد أمن العراق وسلامة أراضيه"، وأن "الأجهزة الأمنية ستتابع كل من يقوم بهكذا أفعال وإحالته إلى القضاء ومحاسبته وفق القانون".
وأوضح أن "القوات الأمنية عازمة على ملاحقة كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار المجتمع العراقي".
من جهته، أكد ضابط في قيادة الجيش العراقي، أن "جميع الوحدات العسكرية بدأت رفع مستوى الجهوزية، وتم إجراء مراجعة وتحديث الخطط الدفاعية ضد أي هجوم محتمل"، أن "التوجيهات نصت على الاستعداد الشامل لأي طارئ، خاصة في مجال الدفاع الجوي، وأن العراق له حق الرد والدفاع عن نفسه في حال تعرضه لأي هجوم خارجي". وأضاف، أن "مستوى الجهوزية الحالي والعمل على إدامته غير مسبوق، وأن التوجيهات نصت على الرد على أي نيران معادية تستهدف أي موقع بالعراق".
سياسيا، تسعى الحكومة العراقية لتجنيب البلاد أي هجوم متوقع، وبحسب المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، فإن "جهود رئيس الوزراء (السوداني) خلال الـ13 شهرا الماضية حققت نجاحا بحماية العراق من أن يكون هدفا عسكريا رغم التهديدات السابقة المتقطعة والتي ازدادت نوعا وكما خلال الفترة الأخيرة من قبل الكيان"، مشيرا، إلى أن "رسالة وزير خارجية الكيان الصهيوني إلى الأمم المتحدة هي إعلان عن هجمات مباشرة قريبة".
وشدد أن "الحكومة مستمرة بإجراءاتها وستضاعفها وتعززها لمنع استخدام الأراضي العراقية لشن هجمات يستخدمها الكيان الصهيوني ذرائع للهجوم"، لافتا إلى أن "العراق قد رفع مرتين شكاوى لمجلس الأمن بالضد من الكيان الصهيوني وسيتابع ويطالب مجلس الأمن باتخاذ إجراءات كفيلة ورادعة في تحقيق الاستقرار والسلم الإقليمي والدولي".
وأضاف، "تم التحرك تجاه الولايات المتحدة لدعم حراك العراق ودفاعه عن نفسه وفقا للحوارات الأمنية ضمن إطار القسم الثالث من اتفاقية الإطار الاستراتيجي، كما تم التحرك تجاه كل أصدقاء العراق في التحالف الدولي للمساعدة في كبح جماح الكيان".
من جهته، رد المعاون العسكري لجماعة "النجباء"، عبد القادر الكربلائي، على تهديدات إسرائيل، في تدوينة له على منصة"إكس" قائلاً: "إلى النتن ياهو اعلم أن كيانك أوهن من بيت العنكبوت، وأنت أحقر من أن تهدد العراق"، مؤكدا "ستبقى مسيراتنا رعبكم الذي لا خلاص لكم منه، وإن سولت لكم أنفسكم القيام بأي عمل ضد العراق فسترون الجحيم".
فيما أكد أمين عام "كتائب حزب الله العراقية" أبو حسين الحميداوي، خلال حوار أجراه مع الدائرة الإعلامية للحزب، أن "الكتائب تجري مباحثات مستمرة داخليا ومع تنسيقية المقاومة العراقية، بالإضافة إلى اتصالات مع حزب الله وأنصار الله وقادة المقاومة الفلسطينية، لتشكيل موقف موحد يتماشى مع التطورات المستقبلية".
وأشار إلى أن الأولوية تتمثل في عدم ترك الشعب الفلسطيني وحده، والحفاظ على وحدة الساحات".
وتواصل جماعة المقاومة الإسلامية في العراق، هجماتها على أهداف إسرائيلية بواسطة الطائرات المسيّرة المفخخة وصواريخ الكروز المطورة التي تطلق عليها اسم "الأرقب" التي يصل مداها إلى نحو 800 كلم ومزودة برأس حربي متفجر طورته مصانع تلك الفصائل خلال السنوات الماضية.
المصدر: العربي الجديد