TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد: أجمل قاعات الموسيقى

موسيقى الاحد: أجمل قاعات الموسيقى

نشر في: 24 نوفمبر, 2024: 12:01 ص

ثائر صالح
تعتبر أكاديمية فرانس ليست للموسيقى في بودابست واحدة من أفضل أكاديميات الموسيقى، وحملت اسم جامعة للموسيقى منذ العام 2000. تأسست سنة 1875 بدعم مباشر من الموسيقي وعازف البيانو مجري الأصل فرانس ليست (1811 - 1886) بعد أن أصدر البرلمان المجري قراراً بتعيينه رئيساً للأكاديمية. ويمكن القول بأن مدرسي مادة البيانو في الأكاديمية هم من تلاميذ ليست أو تلاميذ تلاميذه حتى اليوم دون أدنى مبالغة. نجد بين أبرز أساتذة الأكاديمية أسماء لامعة مثل ينو هوباي وليو فاينر وأرنو دوهناني، تخرج من الأكاديمية موسيقيون كبار مثل بيلا بارتوك وزولتان كوداي وإمره (أمريخ) كالمان وينو (يوجين) هوسكا وجورج شولتي وينو (يوجين) اورماندي وأنتل دوراتي وجورج كورتاغ بيتر أُتفُش ودجو رانكي وأندراش شيف وأسماء أُخرى يصعب تعدادها.
عملت الأكاديمية في البداية في أبنية لم تكن ملائمة، وبعضها مؤقت حتى انتقلت إلى أول بناية خاصة بها في 1879، ثم إلى بنايتها الحالية التي افتتحت في 1907، وهي من مباني عمارة الفن الحديث البارزة التي بنيت بأحدث تقنيات ذلك الوقت واشترك في تزيينها خيرة الفنانين. مع الانتقال إلى البناية الجديدة الواسعة ازداد عدد طلاب الأكاديمية، بالتالي الأساتذة، فقد أصبح كل من بارتوك وكوداي ولاحقاً فاينر أساتذة في الأكاديمية إلى جانب آخرين.
البناية قطعة فنية بحد ذاتها، تحوي الكثير من الجداريات والتماثيل والمنحوتات الجميلة التي تستمد مواضيعها من عالم الأساطير الإغريقية، أشهرها جدارية صالة الانتظار في الطابق الأول تمثل ربات الفنون وهن يرقصن عند ينبوع الفنون. توجد في المبنى قاعتان، القاعة الكبرى التي تسع لـ 880 مقعداً تتوزع على ثلاثة طوابق، ويمكنها استيعاب 1024 شخصاً في بعض الحالات. ويحتل الأورغن الضخم خلفية المسرح. ويزين شبابيكها الزجاج الملون في صور، وتتدلى الثريات الباذخة من سقفها المطرز بالزخارف الجميلة. أما القاعة الصغرى والتي تحمل اسم جورج شولتي قائد الأوركسترا المجري اللامع، فتستوعب 330 شخصاً، وهي مناسبة لتقديم موسيقى الحجرة. وتتمتع كلتا القاعتين بمواصفات صوتية ممتازة.
دخلت القاعة الكبرى للمرة الأولى في خريف 1979 لأستمع إلى مختلف أنواع الموسيقى، وأتذكر شرائي تذاكر سلسلة من ثلاث أمسيات قدمت فيها فرقة فرانس ليست مجموعة من كانتاتات باخ، وكانت بقيادة المايسترو المجري الشهير جورج لَهَل، وسلسلة أخرى من أربع حفلات قدمت فيها الموسيقى القديمة عدة فرق بينها فرقة كاميراتا هنغاريكا المتخصصة بموسيقى عصر النهضة وما قبلها بقيادة لاسلو سيدرا الأستاذ في الأكاديمية، وفرقة سكولا هنغاريكا المتخصصة بتقديم الموسيقى المجرية القديمة من مخطوطات بقيادة العالم الموسيقولوجي والأستاذ في الأكاديمية لاسلو دوبساي، وكذلك حفل فرقة (King Singers) الغنائية الإنكليزية الشهيرة. ودأبت منذ ذلك الحين على تحين الفرص للجلوس في مقاعد القاعتين للتمتع بالموسيقى التي تقدمها أفضل الفرق المجرية وبالجو الرائع الذي تضفيه هذه الجوهرة الفنية الرائعة.
جرى تجديد الأكاديمية بشكل كامل على مدى سنوات لغاية 2013، فعاد إليها رونقها القديم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: هندل وثيودورا

العُثَّةُ… رواية جديدة للكاتب يوسف أبو الفوز

علم السرد والوسيط الرقمي

جائزة نوبل وجنون العظمة

الوهم كإلهام أدبي

مقالات ذات صلة

جائزة نوبل وجنون العظمة
عام

جائزة نوبل وجنون العظمة

توم هارتسفيلد*ترجمة: لطفية الدليميالفوزُ بجائزة نوبل يعدُّ -بالقناعة السائدة عالمياً- الإنجاز المهني الأعلى لكلّ مشتغل بالعلم. غواية الجائزة تبقى دوماً عظيمة إلى حدود قد تدفعُ بحاملها إلى الشعور بأنّ أفكاره ومحاججاته لا ينبغي أن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram