ميسان/ مهدي الساعدي
اثارت حادثة انهيار جسر الطبر الواقع جنوب مدينة العمارة ضجة كبيرة بين ابناء محافظة ميسان وحملوا خلال منشورات على مواقع التواصل الحكومتين المحلية والمركزية اسباب موت المواطنين الذين ابتلعهم نهر دجلة نتيجة سقوطهم بسبب الانهيار.
وشخص معنيون من ابناء المحافظة الاسباب الرئيسية التي ادت الى انهيار جسر الطبر الرابط بين الطريق الرئيسي المؤدي الى محافظة البصرة والمار بأقضية المجر وقلعة صالح وبين القرى الواقعة الى الضفة الاخرى من نهر دجلة ويؤدي الى قضاء الكحلاء.
"تقادم عمر الجسر وتهالكه احد الاسباب الرئيسية التي ادت الى انهيار الجسر" يقول عبد الامير محسن احد ابناء منطقة كصيبة التي يعبر نحوها الجسر الذي اكتسب تسميته من قرية الطبر الواقع فيها مبينا خلال حديثه لـ(المدى) انه "تم انشاء جسر الطبر خلال عقد الثمانينيات وهو جسر هندسي عسكري انشيء لأجل اغراض عسكرية خلال الحرب العراقية الايرانية واطلق عليه تسمية جسر حطين على اعتاب جسر عائم (دوب) وقد تعرض الجسر الى انهيارات سابقة خلال السنتين الاخيرتين وتم معالجته بحلول ترقيعية وليست جذرية رغم تعالي اصوات ابناء المناطق المحيطة به والقرى بأنشاء جسر جديد غيره".
ويضيف محسن، أن "الاحمال الثقيلة التي عبرت على الجسر كانت سببا آخرا يضاف الى تقادم العمر في انهياره"، مشيرا الى ان "الجسر الهندسي يشهد عبور سيارات ذات احمال ثقيلة منها سيارات تحمل معدات كبيرة وانابيب تتجه نحو الشركات النفطية في قضاء الكحلاء كما يشهد عبور سيارات حمل نحو المعامل الاهلية لصناعة (البلوك) التي تقع في الضفة الاخرى من النهر وتسببت سيارة حمل كبيرة لحمولة (الحصى) بأنهياره صباح يوم الاحد".
الضحايا الذين راحوا نتيجة انهيار الجسر بلغ عددهم اربع ضحايا، ثلاث توفوا وتم انقاذ شخص واحد، منهم اثنين في سيارة الحمل واثنين آخرين كانوا يستقلون دراجة نارية سقطوا ابضا في النهر نتيجة انهيار الجسر وسقوط اجزاء حديدية من الجسر فوقهم انتشلت جثة واحد منهم وبقيت جثتين يجري البحث عنهما وكان للقدر وقفة مع حافلة نقل صغيرة كانت تقل طالبات نجت من السقوط بأعجوبة، وفق ما افاد شهود عيان.
متابعون محليون اكدوا ان الحكومة المحلية في المحافظة على علم ودراية بحالة الجسر، وفي هذا الشأن اكد المراقب المحلي في المحافظة المهندس ناصر كاظم خلال حديثه لـ(المدى) أنمجلس المحافظة عقد جلسة يوم 29 من شهر تشرين الاول الماضي تحت رقم 33 واقرت توصيات الجلسة بعدم هدم الجسر وازالته لعدة اسباب على الرغم من تقديم الاستشاريين كشفا فنيا يقضي بهدم الجسر وانشاء جسر آخر بدلا عنه والحقت المقررات بكتاب آخر يسمح بمرور المركبات الصغيرة فقط لحين اكتمال المشروع البديل ويعتبر خطأ ستراتيجيا بسبب اهمال رأي الاستشاري كونه ابلغهم عن انهيار الجسر في اي لحظة.
واضاف، انه "اعقبت تلك الجلسة كتب رسمية الى مديرية المرور ودائرة الطرق والجسور وبعدها صدر كتاب رسمي من دائرة الطرق والجسور يوم 17 من الشهر الجاري بالشأن ذاته الى مديرية المرور ووصل يوم 24 من الشهر ذاته كما ادعى مدير المرور بأغلاق الجسر".
وفي اول ردة فعل رسمية من قبل حكومة المحافظة اوعز وكيل محافظ ميسان بتشكيل خلية لانتشال الغرقى جراء انهيار الجسر الطبر الحديدي.
وافاد قسم الإعلام والاتصال الحكومي في ديوان محافظة ميسان خلال بيان اطلعت عليه (المدى) "أمر وكيل محافظ ميسان وعد حسن المحمداوي بتشكيل خلية أزمة تضم أفرادا من الشرطة النهرية والدفاع المدني والمرور والصحة والدوائر الساندة وذلك بإشراف قائممقام قضاء العمارة لانتشال العجلة الغارقة والغريقين أحدهما داخل الشاحنة والآخر على دراجة نارية نتيجة انهيار الفتحة الملاحية لجسر الطبر بسبب الأحمال الثقيلة ووجه وكيل المحافظ بإجراء تحقيق فوري وعاجل في الحادث".
يشار إلى أنه قد تم التوجيه سابقاً بغلق الجسر من قبل المحافظ وفقاً لكتاب قسم التصاميم والاستشارات الفنية رقم 19768 بتاريخ 2024/11/10، وذلك بهدف تنفيذ المشروع الجديد لإنشاء جسر كونكريتي بدلاً من الجسر الحالي والذي تم إدراجه ضمن خطة وتخصيصات المحافظة.