TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > لماذا تفشل المشاريع الإنشائية؟

لماذا تفشل المشاريع الإنشائية؟

نشر في: 9 ديسمبر, 2012: 08:00 م

كشفت الأخبار أن هناك الكثير من المشاريع الإنشائية التي تنفذ بموجب عقود لم تنجز وفق مواصفات وشروط المقاولة ،إضافة إلى أنها لم تنجز ضمن المدة المحددة وفق العقد المبرم بين المقاول والمؤسسة صاحبة المشروع ،والسبب يعود إلى أن المقاولين الذين ترسو عليهم المشاريع غير كفوئين وغير مؤهلين للقيام بتنفيذ أعمال المشروع وإن العقد المبرم معهم كان بتأثير موقعهم ونفوذهم السياسي في الدولة ،حيث أن العقود الموقعة لم تجر وفق ضوابط ومعايير المقاولات الإنشائية المعروفة المعمول بها في الماضي .

من جهة أخرى يظهر أن الذين يعملون في تنفيذ المشاريع كمقاولين لا يملكون الخبرة الفنية وليس لديهم أعمال مماثلة سابقة في تنفيذ المشاريع وليس لهم أيضا كادر هندسي متنوع الاختصاصات قادر على تنفيذ المشروع وفق شروط المقاولة ،   بمعنى آخر إنهم غير كفوئين وطارئين على أعمال المقاولات ، ولربما أرسيت عليهم المقاولة  لنفوذهم المدعوم من جهات سياسية نافذة .

إن ممارسة أعمال تجارية وإنشاء شركات لمقاولات البناء أخذت تتوسع في صفوف كبار موظفي الدولة ،حيث جاءت  في الأخبار أن عددا كبيرا من البرلمانيين قضوا عطلة البرلمان في الخارج للإشراف على شركاتهم ذات الأغراض المختلفة.

إن المقاولين المحترفين والمعروفين بكفاءتهم وقدرتهم على إنجاز مختلف المشاريع ولهم أعمال منجزة سابقة أصبحوا لا يستطيعون منافسة المقاولين الجدد بسبب عدم وجود من يدعمهم ويقف بجانبهم.

على العموم إن مادفعني لكتابة هذا الموضوع هو أن وزارة الدولة لشؤون الأهوار قد خصصت مبلغاً ضمن تخصيصات إنعاش الأهوار لبناء مجمع سكني يضم (3000) وحدة سكنية في مناطق الأهوار الشرقية لمحافظة ميسان ،إلا أن المشروع  الذي ُكلف أحد المقاولين بإنجازه تجاوز السقف الزمني المحدد وبات في عداد المشاريع المتلكئة .

يقول أحد المسؤولين المحليين في محافظة ميسان : إن المقاول المتلكئ  له نفوذ مؤثر ومدعوم من جهة سياسية رفيعة المستوى ،وهذا ما جعلنا  ننظر بشكك كبير نحو هذا المقاول المتلكئ الذي ليس له خبرة وكفاءة وتجربة سابقة ،وبالتالي فإن الأمر يدل على وجود اتفاقيات في غرف مظلمة عقدت بين المقاول وبين مسؤولين مهمين في بغداد ، ويضيف المسؤول المحلي في المحافظة  : رغم توفر كامل الإمكانات فإن الشركة المقاولة مشكوك بنزاهتها كونها لم تنجز المشروع رغم مرور مدة طويلة على المباشرة به ، ويوضح المسؤول :أننا لا نستطيع محاسبة المقاول لأنه تعاقد مع حكومة بغداد ، وأن الأطراف المتعاقدة استغلت الفوضى التي كانت تمر بها المحافظات في السنوات الماضية في تمرير هذا العقد بعيداً عن الحكومة المحلية التي كانت ضعيفة قبل انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة.

  وكان (30) عاملاً من دولة سريلانكا في ميسان  قد أعلنوا إضراباً عن الطعام قبل أشهر احتجاجاً على عدم دفع أجورهم المستحقة منذ سنتين على الشركة المقاولة التي سحب العمل منها لفشلها بعد أن تلكأت في تنفيذ المشروع في ناحية الخير ، إلا أن المسؤول المحلي عاد ليقول: كنا نواجه خطراً كبيراً لاسيما مع تهديد العمال بالانتحار، لكننا تجاوزنا الأزمة بالرغم  من أننا لسنا المعنيين، حيث قمنا بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة بالتوسط لصرف رواتبهم.

وأخيراً ومن أجل تنظيم أعمال المقاولين والشركات ذات العلاقة بتنفيذ المباني في العراق نعتقد أن وزارة التخطيط هي المسؤولة عن هذه القضية ،وذلك من خلال إجراء إحصاء الشركات المقاولة ومنحهم إجازات العمل وفق شروط ومعايير التسجيل في نظام الشركات مع منع كبار موظفي الدولة من ممارسة أعمال المقاولات ، وذلك طبقاً للدستور والقوانين الأخرى ، وعند اشتراك المقاول بالمناقصات القادمة  يجب مطالبته بإبراز الهوية المطلوبة والمنظمة من قبل وزارة التخطيط مثلما يطالبون بتقديم تأييد من دائرة ضريبة الدخل، وبهذا يمكن السيطرة على أعمال المقاولات التي تعلنها الدولة مستقبلاً.   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

انكسار المستقلين: 40 نائبًا من أصل 60 يسقطون رغم التحالف مع السلطة

لا فيتو كردي على مرشّح رئاسة الوزراء والتحالفات يحددها تنفيذ الاتفاقات

النزاهة: استرداد 51 مطلوباً بالفساد من الخارج

"تذكار": حوار الذاكرة والرمزية بين جزي وفاخر في رحاب عمّان

70 % من إنتاج نفط العراق يعتمد على شركات أجنبية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جائزة الجوائز

العمود الثامن: لماذا خسرت القوى المدنية ؟

العمود الثامن: مع الاعتذار لعشاق الانتخابات !!

عندما يجفُّ دجلة!

الأقليات وإعادة بناء الشرعية السياسية في العراق: من المحاصصة إلى العدالة التعددية

العمود الثامن: ماذا حـدث؟

 علي حسين قالها صديق عاد إلى الوطن بعد غربة طويلة.. سألني: لماذا أصبحت الهوية الطائفية حاضرة بقوة هذه الأيام؟ هل لأنّ هناك خطراً على الشيعة، أم أن السـُّنة يتعرضون لحملة اجتثاث؟ كانت أسئلته...
علي حسين

تحالف القضية الإيزيدية: خطوة أولى نحو تحالف وطني يتجاوز المكوناتية

سعد سلوم هل يمثّل فوز تحالف القضية الإيزيدية ولادة قوة سياسية جديدة للأقليات في العراق؟ وهل نجح الإيزيديون، عبر هذه التجربة، في إعادة تعريف التمثيل السياسي الذي ظل لعقود حبيس الكوتا والتجاذبات الحزبية؟ وهل...
سعد سلّوم

مرشّح التسوية: حين يتحوّل الانسداد السياسي إلى تقليدٍ لإنتاج الحكومات

محمد علي الحيدري باتت التجربة العراقية، عبر دورات انتخابية متعاقبة، تؤكّد معادلة ثابتة تكاد تُختصر بجملة واحدة: رئيس الوزراء الأكثر حظاً ليس صاحب الكتلة الأكبر، ولا زعيم القائمة التي تتصدّر النتائج، بل هو «مرشّح...
محمد علي الحيدري

قسوة الأرقام... والذكاء الاصطناعي

غسان شربل قالَ السياسيُّ العربيُّ إنَّه يشعر بالاستفزاز كلّما قرأ عن الذكاء الاصطناعي والتغييرِ المذهل الذي سيُدخلُه في حياة الدول والأفراد. والاستفزاز ليس وليدَ شعور بالصدمةِ من تغيير هائلٍ يقترب ولن يتمكَّنَ أحدٌ من...
غسان شربل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram