علي حسين
لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء الحياة العراقية؟ .
منذ يومين ونحن نعيش حالة من الاستنفار في مواقع " x وفيسبوك " أصابت البعض من الذين حذَّرونا من التمثيلية التي قام بها مقدم البرامج اخمد البشير وهو يقول : ان بعض التسريبات التي انتشرت في الاونة الاخيرة يمكن ان يكون للذكاء الاصطناعي دور فيها ، ليخرج علينا لفيف من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي وهم يقسمون بأغلظ الايمان بأنّ الثمن الذي قبضه البشير من هذه الفقرة ، كان معملا للفوسفات منحه اياه رئيس الوزراء .. وقال آخرون ان مقدم البرنامج استلم مئات الالاف من الدولارات ، وان الهدف هو الدفاع عن رئيس الوزراء .، ولعل أول ما اثار حيرتي في هذه الحكايات التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي ان ابطالها كانوا قبل عام يمجدون بالسوداني وحكومته .. فماذا حصل ياسادة ؟ .. الم يخبرنا السيد نوري المالكي ان التسريبات التي نُشرت عنه كانت مزيفة وهناك من تلاعب بها؟ .. وهل التزوير حلال على المالكي ، حرام على السوداني ؟
منذ اشهر ونحن نعيش في أجواء سلسلة مثيرة من الكتابات التي اعلن اصحابها ان حكومة السوداني فشلت ويجب ان ترحل ، والغريب ان اصحاب هذه الكتابات هم بلحمهم وشحمهم كانوا يطالبون بان ترحل حكومة الكاظمي . واذا اردت ان تعرف المثير في الامر عليك ان تعرف عزيزي القارئ ان المطالبين بالقصاص من السوداني بسبب التسريبات ، هم انفسهم الذين دافعوا عن السيد نوري المالكي وبسبب التسريبات ايضا ، بل انهم اعلنوا بصوت واحد ان تسريبات المالكي مؤامرة قادتها جهات خارجية ضد الاطار التنسيقي.
وقد قيل ما قيل في أسباب تقلّب بعض المحللين من اليمين إلى اليسار، وبالعكس، الكثير من الكلام، إلا أنّ أحدًا لم يخبرنا حتى الآن، لماذا تصرف هذه الاموال على جيوش الكترونية تقفز من حبا الى آخر
بالأمس ظهر علينا محلل من طراز خاص ليخبرنا بكل "أريحية" بأن ما حدث في تسريبات السوداني لن يمر دون عقاب .. وكان هذا المحلل نفسه يصرخ في الفضائيات ان التسريبات التي انتشرت عن نوري المالكي مزيفة وتريد اجهاض التجربة السياسية الرائدة في العراق .
ايها القارئ العزيز عليك ان تدرك إن المحللين السياسيين ومعهم " الجيوش الالكترونية " هم ظاهرة صنعها سياسيو 2003، وقد وجدنا عددًا من هؤلاء المحللين يتحولون إلى مستشارين في مكاتب الاحزاب .