ترجمة حامد أحمد
في تقرير لها حول إيجاد حلول مستدامة لعوائل نازحة وعائدة اظهرت تقييمات ميدانية أجرتها منظمة، ريتش REACH، الدولية لإعادة التأهيل والمساعدات ان غالبية العوائل النازحة داخل وخارج المخيمات أبدت عن نيتها البقاء في مناطق تواجدها خلال فترة الـ 12 شهرا القادمة، ومن بين 62% من العوائل التي قدمت طلبات تعويض عن منازلها وممتلكاتها المحطمة، فان 13% منهم فقط ذكروا بأنهم تلقوا تعويضات مالية من الحكومة مما يشير ذلك الى وجود تأخير وإجراءات روتينية مطولة تعيق صرف التعويضات.
وكشفت المنظمة الدولية ان 97% من العوائل المقيمة في مخيمات ومناطق نزوح خارج المخيمات قالت ان معوقات تعرقل رغبتهم بالعودة لمناطقهم الاصلية، حيث أن 52% من العوائل المقيمة في مخيمات و28% من عوائل تقيم خارج المخيمات ذكرت ان بيوتهم المحطمة في مناطق سكناهم الاصلية تعيق عودتهم فضلا عن عدم توفر فرص عمل هناك وقلة الخدمات، ما كشف عن نيتهم البقاء في مناطق تواجدهم على مدى السنة القادمة. ومن المعوقات الأخرى ذكرت عوائل انها لا تمتلك قدرة مالية كافية تمكنها من تأجير مكان سكن في مناطقهم الاصلية او مناطق أخرى حال مغادرتهم مكان النزوح المقيمين فيه. وتوزعت مناطق السكن الاصلية ما بين مدينة الموصل وسنجار وتلعفر والفلوجة والمسيب.
واظهرت نتائج البحث ان 74% من تلك العوائل التي تعرضت منازلها للضرر والتدمير لها علم ببرنامج التعويضات الحكومي من خلال تقديم طلبات، وان 62% منهم استطاع تقديم طلبات تعويض ولكن 13% فقط من هؤلاء من استلم تعويضات مالية من الحكومة. حيث تباينت المعوقات الرئيسية امام استلام تلك التعويضات بالنسبة لعوائل نازحة وعائدة ما بين إجراءات روتينية مطولة ومتعبة وتأخيرات في عملية الصرف، وكذلك عدم امتلاك قسم من أفراد العوائل لوثائق ومستمسكات نافذة المفعول، حيث بين 40% منهم انهم لم يحاولوا الحصول على هويات جديدة وبين قسم آخر منهم صعوبات روتينية وتعقيدات في تجديدها او الحصول عليها.
وفيما يتعلق بمصادر العيش وتوفر فرص العمل فإن نسبة 54% من العوائل ذكرت ان مكسبهم المالي من فرص العمل اليومي غير الثابتة تعد مصدر معيشتهم الرئيسي. وبالنسبة لعوائل نازحة تقيم خارج المخيمات بينت نسبة 60% منهم ان أجور العمل اليومي هو مصدر عيشها الاعتيادي بينما بينت 22% منهم أنهم يعتمدون على القروض والاستدانة في تلبية احتياجاتهم المعيشية.
واظهرت نسبة 53% من عوائل عائدة انها تعتمد على أجور العمل اليومي غير المنتظم كمصدر دخل لمعيشتها ونسبة اعتمادهم على القروض بحدود 11% وأن نسبة قليلة تراوحت بحدود 8% من عوائل عائدة ومقيمة في مخيمات النزوح ذكرت أنها تعتمد على استحقاقات الراتب التقاعدي كمصدر معيشة لهم.
من جانب آخر أظهرت نسبة 70% من العوائل ان من المتطلبات المشجعة الرئيسية على العودة لمناطقهم الأصلية هو توفر ظروف الامن والسلامة ووسائل العيش الكريم فيها من إعادة تأهيل لبيوتهم ومنازلهم وتوفير خدمات أساسية من تجهيزات مياه وطاقة كهربائية وخدمات نظافة بلدية المتمثلة برفع النفايات. وبين 42% منهم عدم توفر خدمات مساعدة لعائدين في حين بين 37% من العوائل عدم توفر فرص عيش في مناطقهم الاصلية، وبين 35% منهم عدم توفر خدمات أساسية في مناطقهم الاصلية.
في حين بينت نسبة 49% من العوائل الخوف من ثغرات امنية ومجاميع مسلحة وبينت نسبة 28% من احتمالية وقوع حوادث امنية في مناطقهم الاصلية فضلا عن الخوف من مشاكل عشائرية وعدم انسجام مجتمعي.
وأشار تقرير المنظمة الدولية بان العراق يمر الان بمرحلة انتقالية من الاستجابة للطوارئ الى مرحلة التنمية المستدامة والاستقرار وذلك وسط استمرارية الحاجة لمساعدات إنسانية. وعلى الرغم من انتهاء حالة المعارك في العام 2017، فان تحديات ما تزال قائمة بضمنها حالة النزوح المزمنة والافتقار لبنى تحتية خدمية في مناطق السكن الاصلية لنازحين مع الحاجة لظروف تعايش مجتمعي مستقر. وانه اعتبارا من كانون الاول 2023 ما يزال هناك 1.1 مليون نازح اغلبهم في نينوى ودهوك واربيل. وعلى الرغم من ان أكثر من 4.8 مليون نازح قد عادوا لمناطق سكناهم الاصلية، فان أولئك ما يزالون يعانون من مصاعب بسبب عدم توفر بنى تحتية كافية في مناطقهم.
وتذكر المنظمة الدولية ان إيقاف العمل بالجوانب الانسانية الطارئة منذ العام 2022 قد قلل من عمليات التنسيق مما يؤكد على الحاجة لتحسين التعاون ما بين الحكومة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية، مشيرة الى ان وجود نقص حاد في تمويلات البلدان المانحة قد خلق فجوات في معالجة احتياجات ملحة مما دعا ذلك الى الحاجة لوضع أولويات يجب التركيز عليها في مناطق متضررة تخلو فيها خدمات وتوفير مساعدات لمجاميع سكانية وعوائل نازحة تعيش ظروفا صعبة.
عن موقع ريليف ويب الدولي