السومرية نيوز/ البصرةكشفت القنصلية الإيرانية في محافظة البصرة، الأربعاء، عن رغبة الحكومة الإيرانية لإنشاء سوق حرة كبيرة في منطقة حدودية قريبة من المحافظة، فيما دعت هيئة الاستثمار الحكومة العراقية إلى دراسة عميقة لهذا النوع من المشاريع للتأكد من عدم اقتصار منافعها الاقتصادية على طرف واحد.
وقال القنصل الإيراني في البصرة محمد رضا نصير باغبان في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الحكومة الإيرانية أعربت مؤخراً للحكومة العراقية عن رغبتها بإنشاء سوق حرة كبيرة في منطقة إيرانية حدودية قريبة من البصرة"، معتبرا أن إنشاء السوق "يسهل للتجار والمواطنين من الجانبين ارتيادها دون تأشيرات سفر". وأضاف باغبان أن "الحكومة الإيرانية اقترحت على نظيرتها العراقية أن تكون السوق بجوار منفذ الشلامجة الحدودي أو قرب ميناء أرفند كَنر الإيراني على شط العرب"، لافتاً إلى أن "السوق سيسهم بتنشيط حركة التبادل التجاري بين البلدين وتوفر فرص عمل لإيرانيين وعراقيين من سكنة المناطق الحدودية".وأشار القنصل الإيراني إلى أن "الحكومة العراقية لديها أسئلة حول المشروع، ونحن بصدد الإجابة عليها حتى تصدر الموافقة على إقامتها لكي نباشر بإنشاء السوق".وكان التبادل التجاري بين العراق وإيران مر، خلال العقود الماضية، بمراحل متباينة تراوحت بين التأزم والتعاون، حيث كان في سبعينيات القرن الماضي لا يتعدى تصدير بضائع معينة كالتمور وبعض المنتجات الأخرى، فيما توقف التبادل التجاري بعد عام 1980 نتيجة الحرب بين البلدين، ليعود في منتصف التسعينيات، حين عقد الجانبان اتفاقيات ثنائية بموجب مذكرة النفط مقابل الغذاء والدواء، وتطورت هذه العلاقة بشكل كبير بعد سقوط النظام عام 2003، إذ تشير وزارة التجارة العراقية إلى أن حجم التبادل التجاري مع إيران بلغ في العام الماضي أربعة مليارات دولار، فيما تطمح إيران إلى تصعيد عمليات تصدير منتجاتها إلى العراق لمستوى 10 مليارات دولار سنوياً.من جهته، ذكر رئيس هيئة الاستثمار في محافظة البصرة حيدر علي فاضل في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "رغبة بعض دول الجوار بإنشاء مناطق مشتركة للتبادل التجاري أو أسواق حدودية حرة تعد مبادرة اقتصادية جيدة لكنها بحاجة إلى دراسة عميقة من قبل الحكومة لضمان عدم استفادة طرف واحد من تلك المشاريع". وأكد فاضل أن "الهيئة تشجع على إقامة مشاريع استثمارية من هذا النوع في المناطق الحدودية العراقية"، مبينا أنها " منحت في العام الماضي رخصة لشركة عراقية لتنفيذ مشروع بكلفة 16 مليون دولار يقضي بإنشاء منطقة للتبادل التجاري قرب منفذ الشلامجة الحدودي مع إيران".وأشار رئيس هيئة استثمار البصرة إلى أن "الشركة باشرت بإنشاء مخازن وساحات ومرافق خدمية في موقع المشروع"، كاشفاً عن وجود "مشروع آخر مماثل قيد التنفيذ قرب منفذ صفوان بين محافظة البصرة ودولة الكويت". وأعتبر فاضل أن "تجربة إنشاء مناطق للتبادل التجاري من قبل القطاع الخاص نجحت في البصرة لكن المنطقة التجارية الحرة في خور الزبير والتابعة لوزارة المالية لم تنجح بعد في عملها لبعدها عن ميناء خور الزبير"، مؤكداً أن "تعدد المنافذ الحدودية في البصرة يوفر بيئة ملائمة لإنشاء الأسواق الحرة ومناطق التبادل التجاري".يذكر أن محافظة البصرة، يقع فيها منفذ صفوان الحدودي القريب من مركز ناحية صفوان، نحو 60 كم غرب مدينة البصرة، وهو المنفذ الحدودي البري الوحيد بين العراق والكويت، وتحتوي البصرة أيضاً على منفذ حدودي بري مع إيران يعتبر من أنشط المنافذ الحدودية في العراق، حيث تمر من خلال منفذ الشلامجة يومياً العشرات من شاحنات نقل البضائع إضافة إلى مئات المسافرين.كما تضم البصرة ستة موانئ تجارية أقدمها ميناء المعقل الذي تم إنشاؤه من قبل القوات البريطانية في عام 1916، فضلاً عن ميناء الفاو الذي تحول إلى مرفأ صغير مخصص لرسو وإقلاع سفن الصيد، وفي عام 1965 تم إنشاء ميناء أم قصر الذي أعلنت وزارة النقل في العام الماضي عن شطره إلى ميناءين أطلقت على الجديد اسم "ميناء خور عبد الله"، بينما شهد عام 1989 بناء ميناء خور الزبير الذي تبلغ طاقته الاستيعابية سبعة ملايين و500 ألف طن سنوياً ويحتوي على أرصفة صناعية ومخازن للمعادن وسماد اليوريا، وفي عام 1976 تم إنشاء ميناء أبو فلوس الذي يعد حالياً من أنشط الموانئ التجارية على الرغم من صغر مساحته وعدم قدرته على استيعاب البواخر الكبيرة حيث تبلغ طاقته الاستيعابية 750 ألف طن في السنة.
إيران تعتزم إنشاء سوق حرة قرب البصرة وهيئةالاستثمار تدعو لدراسة عميقة للمشروعات

نشر في: 27 يناير, 2011: 05:24 م