متابعة / المدى
وسط تصاعد التوترات على الجبهة الأوكرانية، أعلنت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، دعمها لتسليم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى، مما يمثل تحولًا نوعيًا في الموقف الأوروبي.
يأتي ذلك بالتزامن مع استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية من طراز "أتاكمز" لضرب العمق الروسي.
من موسكو، أوضح الأكاديمي والدبلوماسي فيتشسلاف ماتوزوف أن روسيا ترى الدعم الغربي لأوكرانيا خطوة استفزازية تستهدف إطالة أمد الحرب. وقال: ان تزويد أوكرانيا بصواريخ طويلة المدى هو قرار أميركي بالأساس، وليس أوروبيًا فقط. وان روسيا مستعدة للرد بقوة على أي تهديد يمس أمنها القومي.
وأضاف: موسكو وجهت رسائل واضحة عبر ضرب منشآت أوكرانية ستراتيجية، مما يبرز عزمها على التصدي لأي تصعيد عسكري غربي.
من لندن، أشار محرر الشؤون الأمنية والدفاعية في "Evening Standard" روبرت فوكس، إلى أن قرار دعم أوكرانيا بالصواريخ بعيدة المدى يأتي في سياق استراتيجي يهدف إلى وقف التقدم الروسي، مضيفا: الغرب يحاول تجنب هزيمة ستراتيجية لأوكرانيا قبل نهاية العام، خاصة مع توقعات بتغير المشهد السياسي الأميركي مع صعود دونالد ترامب.
وتابع: ان الصواريخ بعيدة المدى ستستخدم لضرب خطوط الإمداد الروسية، لكنها قد تؤدي إلى توسيع دائرة الصراع لتشمل أوروبا نفسها.
وبشأن التقارير عن وجود جنود كوريين شماليين في روسيا لدعم القوات الروسية. نفى ماتوزوف صحة هذه التقارير، بينما وصف فوكس التعاون بين موسكو وبيونغيانغ بأنه تطور مثير للقلق.
وقال فوكس: "إذا تأكدت هذه المعلومات، فإن دخول كوريا الشمالية في الصراع سيجعل الأمور أكثر تعقيدًا، مما قد يجذب لاعبين دوليين جدد". وأكد ماتوزوف أن موسكو لن تتردد في الرد على أي تهديد جديد. في المقابل، شدد فوكس على أن الغرب يحاول دعم أوكرانيا دون التورط المباشر في الحرب، لكنه حذر من أن هذا الدعم قد ينقلب على أوروبا إذا توسع نطاق الصراع.
وأثارت رئيسة البرلمان الأوروبي الجدل بدعوتها ألمانيا لتسليم صواريخ "توروس" لأوكرانيا بسرعة قصوى.
واعتبر فوكس أن هذه الخطوة، إذا تمت، ستزيد من قدرة أوكرانيا على ضرب العمق الروسي، لكنها ستعرض أوروبا لمخاطر جديدة.
هل نحن أمام مرحلة جديدة من الصراع؟
يبقى الصراع مفتوحًا على سيناريوهات عديدة، قد تتجاوز حدود أوكرانيا لتطال الأمن الأوروبي والعالمي.