TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

نشر في: 26 نوفمبر, 2024: 12:05 ص

 علي حسين

قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج عنه ان نور زهير :"أبدى استعداده لتسليم المبالغ المالية المترتبة بذمة شركاته واجراء التسوية المالية " ، واتمنى عليك ان تضع اكثر من علامة استفهام حول عبارة " المبالغ المالية المترتبة بذمة شركاته " . فبدلا من ان يخبرنا القاضي ان نور زهير سارق ، حاول ان يلطف الامر فيعتبر المليارين والنصف مليار دولار مجرد اموال بذمته وسيعيدها ، وقال البعض بثقة أن نور زهير استيقظ ضميره وقرر أن يعيد بعض الأموال، واكتشفنا أن السيد نور زهير رجل ثري و"عينه مليانه " وأن المبلغ الذي بذمته مجرد "خردة" أمام ما يملكه، وأتمنى عليك عزيز القارئ أن لا تسخر مني، فأنا أنقل إليك ما قاله قاضي النزاهة وبالحرف الواحد: "المتهم نور زهير لديه عقارات واستثمارات تفوق المبلغ الإجمالي للأموال المسروقة ، ومن المستبعد هروبه خارج البلد بعد خروجه بكفالة مالية قياساً بحجم استثماراته وعقاراته".. فلماذا ياسادة ياكرام تشعرون بالقلق وثروة نور زهير تنافس ثروة ايلون ماسك ، وهو مواطن صالح، ومستعد أن يقسم أنه لم يسرق، ولم يتحايل على الدولة، فقط استدان مبلغاً من أموال الشعب، وسيعيده إن شاء الله قريباً "وتوته توته ستنتهي الحدوتة"..
في بلاد الرافدين بعض الأشياء لا نهاية لها. خصوصاً النهب المنظم، ولذلك كانت حكاية علي بابا والأربعين حرامي التي اخترعتها لنا "المرحومة" شهرزاد، حكاية عراقية خالصة، تتجدد في كل موسم، حيث مسلسلات الخديعة والشعارات الزائفة وسرقة أحلام الناس، ليظهر لنا المئات من نور زهير. كنا نأمل أن نجد مصباح علاء الدين في "أدْراج مكاتب" ساسة التغيير، فوجدنا بدلاً منه ثياباً وبدلات لأكثر من أربعين ألف نور زهير، لن تستطيع شهرزاد أن تروي حكاياتهم ولا بمليون ليلة وليلة.
زعموا أنهم اخرجوا نور زهير لكي يعيد الاموال ، وانه ممنوع من السفر ، ثم قرأنا في الاخبار ان نور زهير يتجول في احدى عواصم العالم .. بعدها شاهدنا مقطعا من فيلم لشارلوك هولمز عراقي يرتدي المعطف ، يقف وسط الثلوج في موسكو ليبشرنا انه عثر على نور زهير ، وانه، اي شرلوك هولمزالعراقي ، لن يسمح له ببيع المناصب ، وهذه حكاية جديدة ، بعدها عاد شارلوك هولمز الى ارض الوطن ، واختفى نور زهير ، لنقرأ اليوم في الاخبار ان محكمة الكرخ حكمت على نور زهير بالسجن غيابيا عشر سنوات، لكنهم لم يخبرونا اين الأموال؟ ومن سهل له السرقة والهروب خارج العراق .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

«الإطار» يطالب بانسحاب السوداني والمالكي.. وخطة قريبة لـ«دمج الحشد»

تراجع معدلات الانتحار في ذي قار بنسبة 27% خلال عام 2025

عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

بغداد تصغي للكريسمس… الفن مساحة مشتركة للفرح

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram