اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > مفقودو سنوات الصراع الطائفي..قصص لاتنتهي وآمال الأمهات معقودة بالانتظار

مفقودو سنوات الصراع الطائفي..قصص لاتنتهي وآمال الأمهات معقودة بالانتظار

نشر في: 27 يناير, 2011: 05:39 م

بغداد/ أور نيوزكل يوم وقبيل صلاة الظهر، توقد ساهرة ابراهيم شمعة في مرقد الامام ابو حنيفة ، في حي الاعظمية، ، مبتلهة الى الله ان يعيد اليها ابنها.وساهرة ابراهيم هي واحدة من بين الآلاف العراقيين من الذين اختفوا أحبتهم في أسوأ ايام الحرب الطائفية التي وقعت ما بين الاعوام 2005 – 2007. وقد شوهد البعض منهم تلقي الميليشيات القبض عليهم وتكدسهم في الشاحنات، وبدا البعض الآخر يختفي بكل بساطة. 
وبحسب وجدان ميخائيل وزيرة حقوق الانسان السابقة، فقد تسلمت الوزارة في عهدها  أكثر من 9 آلاف شكوى في عامي 2005 و 2006 لوحدهما من العراقيين الذين قالوا بان اقرباءهم قد أختفوا. وتضع منظمات حقوق الانسان العدد الكلي للمفقودين أعلى بكثير.ويظل مصير الكثير من العراقيين مجهولاً. ويأمل البعض، كأبراهيم، في ان احباءهم لايزالوا على قيد الحياة في أحد سجون العراق السرية سيئة الصيت.وتقول ساهرة " كان ذلك في 26 من تموز 2006. كنت راجعة الى البيت مع أبني، حين رأيت مركبة عسكرية توقفت في حينا. صدمت حين جاءوا وانتزعوا ابني مني وأخذوه بعيداً".وفي الاشهر التي أعقبت هذه الحادثة، بحثت ابراهيم في قوائم السجناء في مراكز الاعتقال العراقية، ولم تعثر على دليل يبرهن على ان ابنه معتقل في المعتقلات العراقية او الاميركية. وقالت انها كانت على وشك التخلي عن بحثها عندما شاهدت تقريراً دولياً عن سجناء عراقيين يعرض صورة لابنها في السجن. وقامت بتسجيل البرنامج، وتظل الصورة المشوشة في الفيلم هي أملها الوحيد. وتضيف ابراهيم بان حسب علمها لم يتهم اتهام ابنها، كما لم يتم محاكمته في اي محكمة.ويقول تقرير منظمة العفو الدولية بأن حالات الاختفاء القسري تشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي لحقوق الانسان، كونه "يتسبب في المعاناة لأقارب الشخص المختفي- وهو أمر حتمي، وفي بعض الاحيان هو نتيجة متعمدة للاختفاء القسري- هو ايضا انتهاك لحقوق الانسان، وقد تحمله عدد لا يحصى من العوائل العراقية لسنوات عديدة"، بحسب التقرير.وتقول وزيرة حقوق الانسان السابقة بانه مازال غير واضحا لمحققيها، اي من الجماعات هي التي كانت مسؤولة عن الكثير من حالات الاختفاء. وقالت ان الوزارة أنشأت قاعدة معلومات في عام 2007 بالتعاون مع القوى الامنية العراقية لتحديد وتعيين مواقع الآلاف من العراقيين المفقودين.وتضيف انه بين عامي 2005 و 2006 كانت هناك عناصر مسلحة ترتدي زي رجال الشرطة، تقوم باعتقال واختطاف الناس. كان ذلك حين بدأت وزارتنا بتسلم أكثرية الشكاوى.  وقد رفض مسؤولون في وزارة الداخلية التعليق حول مسألة العراقيين المفقودين. بينما وافق وكيل وزير العدل على اجراء مقابلة، لكنه قال بان رؤساءه لن يسمحوا له بالاجابة على اي اسئلة حول الموضوع. ويقدر حسن شعبان، الناشط في منظمات غير حكومية تعنى بحقوق الانسان والديمقراطية في العراق، بان هناك حوالي 12 الف مفقود لا يزالون معتقلين في السجون العراقية. ويقول "باعتبارنا منظمة غير حكومية تلقينا العديد من الطلبات من الكثير من أهالي المعتقلين الذين تم التحقيق عنهم في وزارات الدفاع والداخلية والعدل وحقوق الانسان، بالاضافة الى الجانب الاميركي، لكنهم لم يجدوا شيئاً عنهم". ويضيف شعبان " الحقيقة هي ان اماكن آلاف المفقودين العراقيين، والاسباب التي تكمن وراء اخذهم، لا تزال مجهولة".ويرى مراقبون أن ظاهرة الاختفاء القسري في العراق تؤثر على جميع السكان بغض النظر عن السن أو الجنس أو العرق أو المعتقد الديني. ويتراوح عدد المفقودين في العراق بين 250,000 الى مليون شخص، وفقاً للجنة الدولية لشؤون المفقودين IMCP .وبحسب ديرك أدريانسينز، الخبير في شؤون العراق وعضو جماعة مناهضة الحرب الدولية (براسلز تريبيونيل)، الذي قدم عرضاً خلال مؤتمر عقد مؤخراً في لندن ونظمته اللجنة الدولية لمناهضة الاختفاء، فأن 20 بالمائة من النازحين داخلياً و5 بالمائة من الأسر العائدة أبلغت عن حالات فقدان أطفال.ويؤكدأدريانسينز نقلاً عن الدراسات الاستقصائية التي أجرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عام 2009 أن المفوضية نشرت نتائج دراسات في عام 2009 تبين أن العديد من المجتمعات قد أبلغت عن فقدان أفراد من أسرها - 30 بالمائة من النازحين، 30 بالمائة من النازحين العائدين، و27 بالمائة من اللاجئين مشيرة إلى أنهم كانوا في عداد المفقودين بسبب عمليات الاختطاف والاحتجاز، وأنهم لا يعرفون ما حدث لأفراد أسرهم المفقودين. وأفاد أدريانسينز ان التقديرات التقريبية تشير إلى أن عدد المفقودين بين اللاجئين والنازحين بعد العملية العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة لغزو العراق في 2003 قد بلغ 260,000 شخص، معظمها حالات اختفاء قسري او اختتطاف او قتل وقالت أسماء الحيدري، وهي محللة وناشطة عراقية في مجال حقوق الإنسان أنها تعتقد أن الرقم الصحيح أعلى من تلك التقديرات، وتقدره في حدود الـ 800,000 إلى مليون شخص وأوضحت بالقول: لا يوجد مكان آمن في العراق، وقد اغتيل العديد من الأشخاص ودفنوا سراً، واتهم المواطنون الاحتلال الاميركي بممارسة الارهاب واخفاء ابنائهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

متابعة/ المدىقالت مصادر أميركية وعراقية إن عدة صواريخ أٌطلقت -الليلة الماضية- على قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز بها قوات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، دون أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram