واسط – جبار بچاي

شهد فن النقش المغربي، أحد الفنون العربية الإسلامية الجميلة، إقبالًا واسعًا في محافظة واسط، حيث أصبح يُعتمد في تزيين الديكورات الداخلية للمنازل، لا سيما صالات استقبال الضيوف، وكذلك البنايات الفخمة. يتميز هذا الفن بدقة النحت اليدوي باستخدام مادة الجبس (البورك)، ما يمنحه لمسة جمالية خاصة تُضفي طابعًا فريدًا على المكان.

يقول النقاش حاكم النقاش إن "فن النقش بالجبس من الفنون الصعبة التي تحتاج إلى صبر وإتقان وخلفية فنية في الرسم والنحت. ويعتمد النقاش على رؤية فنية وتصاميم تُلائم المكان من حيث المساحة، والارتفاع، والضوء، والظل".
وأضاف أن هذا الفن الإسلامي كان محدود الانتشار في العراق خلال ثمانينيات القرن الماضي، حيث كان يُستخدم في تزيين القصور الرئاسية وبعض منازل الأثرياء. إلا أن النقش المغربي اختفى بعد عام 2003 بسبب الاستيراد المفتوح للنقوش الصناعية التي اجتاحت السوق المحلي.
أوضح النقاش حاكم أن النقوش الصناعية، رغم سهولة العمل بها، افتقدت إلى الجمال الفني وأصبحت عرضة للتلف السريع، ما دفع الناس إلى العودة للنقش المغربي. وأشار إلى أن هذا الفن يعتمد على الخيال والإبداع، ما يجعل عدد العاملين فيه محدودًا نظرًا لاحتياجه إلى مهارات خاصة وذهنية فنية.
ويؤكد النقاش أن ازدياد الإقبال على هذا الفن دفعه إلى إنشاء معمل خاص به لإنتاج أكثر من 500 نموذج من النقوش، منها قوالب زخرفية وتيجان تُستخدم في الديكورات، لتضفي رونقًا خاصًا على المكان.
من جانبه، يرى النقاش سمير بدر عبود أن «العودة إلى النقش المغربي دليل على تعافي الذوق العام. فهو فن يحوّل الجدران العادية إلى لوحات ناطقة مليئة بالتعابير والرموز الفنية». وأشار إلى أن المشايخ والأثرياء وأصحاب الذوق الفني يفضلون الآن النقش المغربي في منازلهم ودواوينهم، بل إن البعض استبدل النقوش الصناعية بهذا الفن الأصيل.
وأضاف عبود أن تنفيذ النقش المغربي يحتاج إلى وقت وجهد أكبر مقارنة بالنقوش البلاستيكية، فضلًا عن ارتفاع تكلفته، لكن الطلب عليه لا يزال كبيرًا نظرًا لجماله وجودته. وأوضح أن النقش المغربي أصبح يُستخدم في تزيين المطاعم الفخمة والكافيهات والقاعات التجارية، مما يضفي على المكان طابعًا مميزًا.