صلاح الدين/ محمود الجبوري
أطلقت محافظة صلاح الدين نداءات استغاثة لوزارة النفط والحومة الاتحادية باستثمار واستغلال الثروات النفطية المهدورة وتحويلها الى ايرادات اقتصادية تنعش المشاريع الخدمية ووالمعيشية في المحافظة.
عشرات الابار والمواقع النفطية مهملة ومدفونة تحت الارض في مناطق صلاح الدين دون أي التفاتة او استغلال من الجهات المعنية بملف الثروات النفطية ما حرم المحافظة من ايرادات مالية جسيمة طيلة العقود الماضية.
وأبرز الحقول النفطية المهملة في صلاح الدين هما علاس وعجيل شرقي المحافظة ولازالت ثرواتهم تعشعش في عمق الارض وتهدر يوميا بسبب غياب التخطيط والسياسة النفطية الصحيحة بحسب قائممقام قضاء العلم السابق براء العيسى.
وكشفت تقارير رسمية في العراق عن وجود كميات كبيرة من النفط في محافظة صلاح الدين وبكميات كبيرة جداً تكفي لـ500 عام قادمة.
وبحسب الاحصائيات شبه الرسمية للجهات المختصة في صلاح الدين وزارة النفط، يتواجد نحو 12 حقلاً نفطياً لم يتم استثماره أو تطويره فضلاً عن 57 بئراً عملاقة، تم توثيقها لدى الجهات الحكومية السابقة.
العيسى عزا في حديثه لـ(المدى) اهمال الثروات النفطية وأبرزها حقول علاس وعجيل الى الفوضى وسوء الادارة النفطية ما جعلها عرضة للعبث والسرقة والهدر على حساب مصالح المحافظة واستحقاق ابنائها من قانون البترودولار الذي حرمت منه المحافظة منذ 15 عاما تقريبا.
واكد العيسى ان استغلال واستثمار حقول علاس وعجيل والحقول النفطية بشكل يوفر ايرادات مالية كبيرة ومتزايدة تنعش اقتصاد ابناء صلاح الدين وتنعش القطاع الخدمي المتضرر جراء الحروب مع الارهاب طيلة الاعوام الماضية.
واعتبر العيسى الموانع الامنية المزعومة التي يبررها البعض بتأخير استثمار الثروات النفطية عكازا متهالك يتعكز عليها المقصرين تجاه محافظة صلاح الدين مؤكدا ان مناطق صلاح الدين مؤمنة بالكامل ولاوجود لاي مخاطر تعيق المشاريع النفطية التي لازالت تعمل في مناطق اشد خطرا من صلاح الدين.
القيادي في الحشد الشعبي- عمليات صلاح الدين عادل الجنابي لفت الى ان حقول علاس وعجيل شهدت خلال السنوات قبيل 2016 حروبا ومواجهات عسكرية طاحنة بين قوات الامن والحشد من جهة وبين عناصر داعش التي كانت تمارس عمليات تهريب النفط الى خارج صلاح الدين وخارج البلاد بدعم جهات متنفذة واجندات خارجية.
واشار الجنابي في حديثه لـ(المدى) ان قوات الامن ممثلة بالشرطة الاتحادية وقوات الحشد قدموا تضحيات كبيرة ومئات الشهداء لتحرير حقول علاس وعجيل النفطية وطرد عناصر داعش من محيط الحقول الا انها لازالت مواقع مهملة دون أي خطوات استثمار حقيقية من الجهات المختصة.
مدير ناحية الاسحاقي السابق جاسم محمد البزيع كشف عن وجود 7 آبار نفطية منطقة "جزيرة الفرحاتية" جنوب غربي الناحية والقريبة من حدود محافظة الانبار جاهزة للاستثمار لكنها مازالت مهملة ومعطلة لأسباب مجهولة في وقت تحتاج المحافظة والناحية لهكذا مشاريع منقذة.
وبين البزيع في حديثه لـ(المدى) ان الابار السبعة مغلقة فوهاتها بالكونكريت منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد انجاز حفرها وتأهيلها من قبل شركة فرنسية مختصة انذاك ورغم تعاقب الحكومات الا ان ثرواتنا مدفونة ونعاني الاهمال الخدمي والمعيشي.
واستدرك "نتخوف من هجرة للسكان في مناطق الفرحاتية التابعة لناحية الاسحاقي في حال استثمار الحقول دون ضمانات للاهالي بايجاد مواطن سكن بديلة وتعويضات مجزية تلبي حجم الخسائر التي يتكبدوها".
الخبير الاقتصادي فارس محمد المجمعي عزا اهمال الحقول النفطية في صلاح الدين الى غياب الرؤية الستراتيجية البعيدة المدى لوزارة النفط واستبدال الوزراء كل 4 سنوات وعدم اتاحة الفرصة الكافية للكفاءات المختصة في المجال النفطي بتولي وزارة النفط بامد بعيد نوعا لمعالجة تلكؤ المشاريع النفطية.
وتابع المجمعي حديثه لـ(المدى) بأن الاجراءات الروتينية المعقدة وتقاطع قوانين الاستثمار بين الوزارات سبب عزوف الشركات النفطية عن العمل في صلاح الدين وعدة محافظات اخرى الى جانب الخلل والمشاكل في بنود العقود بين الحكومة العراقية والشركات النفطية يضاف لها مطامع الشركات النفطية العالمية باستغلال حاجة البلاد للاستثمار النفطي وفرض نسب ارباح وحصص غير مقبولة تمثل نهب غير مباشر للثروات الوطنية.