بغداد/ المدىاستقبل رئيس الجمهورية جلال طالباني ببغداد مساء أمس الأول رئيس مجلس النواب الأستاذ أسامة النجيفي. وجرى أثناء اللقاء بحث الأوضاع العامة في ضوء المستجدات والتطورات التي تشهدها الساحة السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد، فضلاً عن علاقات العراق بمحيطه العربي والإقليمي.
وسلط الرئيس طالباني الضوء على مشاركته في القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الثانية التي عقدت في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، مشيراً إلى أن فخامته لمس، خلال لقاءاته مع الزعماء والقادة العرب هناك، رغبة عربية كبيرة لتوطيد العلاقات مع العراق والعمل على إنجاح القمة العربية القادمة المقرر انعقادها في بغداد.وطلب رئيس مجلس النواب من رئيس الجمهورية، بصفته الحامي للدستور والساهر على تطبيقه، مفاتحة المحكمة الاتحادية بشأن قرارها الأخير القاضي بربط الهيئات المستقلة بمجلس الوزراء مباشرة وليس بمجلس النواب. حيث أكد الرئيس طالباني انه، كحام للدستور، سوف يفاتح المراجع القضائية العليا لبيان رأيها بشأن هذا الموضوع.على صعيد آخر، استقبل طالباني عددا من ناشطي منظمات المجتمع المدني المجتمعين في إطار المبادرة المدنية للحفاظ على الدستور.وأثنى طالباني على دور المجتمع المدني المميز في التأسيس لتقاليد عمل مجتمع مدني والنهوض بالدور المطلوب من منظمات المجتمع المدني في المشاركة ببناء الدولة الديمقراطية، وأعرب عن الرغبة في أن يكون اللقاء بممثلي المنظمات منتظما، وبما يسهم في مساعدتها على النهوض بدورها، وكذلك الإفادة من الخبرات والعمل الذي تضطلع به لتأكيد الشراكة المطلوبة.وجدد الحاضرون تهانيهم لفخامته بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا للجمهورية، قائلين: إن وجوده هو ضمان حقيقي لمسيرة الديمقراطية في البلاد وحماية الدستور المكلف قانونيا بالسهر عليه والحفاظ على الالتزام بمبادئه.ووجه رئيس الجمهورية الحضور ومن خلالهم جميع منظمات المجتمع المدني إلى ضرورة الاتصال بمكتب رئاسة الجمهورية في حال أي خرق ترصده المنظمات للدستور، مشيرا إلى أن المكتب بدأ بشكل أولي بتأسيس مكتب لشؤون المسيحيين، ووعد بعمل مشترك، في هذا الإطار، لتفعيل دور المنظمات في مجال الحريات والعمل الديمقراطي.وفي هذا الإطار أيضا، اقترح الحضور إعداد مشاريع قوانين لحفظ الحريات وحقوق الأقليات، ووافق الرئيس على المقترح، ووجه ممثلي المنظمات بإعداد مسودة القانون وإيصالها إلى الدائرة القانونية في مكتب فخامة رئيس الجمهورية لتتبع السياقات الدستورية المنظمة لتشريع القوانين.كما عرض الحضور إمكانية نهوض منظمات المجتمع المدني بدور حيوي لإطلاق رسالة تواصل وحوار بين الشعوب العربية ونشر قيم التضامن والتآخي والسلام، وذلك ضمن المرحلة المقبلة التي ستشهد قيادة العراق للعمل العربي المشترك بعد قمة بغداد المقبلة.وعبر الرئيس عن ترحيبه بالمقترح والإيعاز بتوفير كل إمكانات الدعم اللازمة للاضطلاع بهذا الدور المأمول.وفي مجال حقوق المرأة، عبر الحضور عن أهمية مشاركة المرأة في السلطة التنفيذية، كما اقترحوا منح النساء منصبا رفيعا في الرئاسات، وبما يتناسب مع الحقوق وتكافؤ الفرص المطلوب إتاحتها لجميع العراقيين، وأبدى رئيس الجمهورية إسناده ودعمه للنهوض بدور المرأة العراقية في بناء الدولة وإدارتها.