واسط/ جبار بچاي
في سابقة فريدة بمحافظة واسط، افتتحت الشابة الواسطية علياء الحجامي أول استوديو تصوير تديره امرأة، ما يمثل خطوة رائدة في مجال التصوير الفوتوغرافي النسائي. الاستوديو، الذي يجمع بين الفخامة والبساطة، يقدم خدمات متنوعة تشمل تصوير حفلات الأعراس، أعياد الميلاد، جلسات الحمل، وحفلات التخرج، ويستجيب لرغبات الزبائن من العائلات والفتيات، بينما يُمنع دخول الرجال، باستثناء العوائل.
عن مسيرتها، تقول علياء، وهي عضو في جمعية المصورين العراقيين بواسط: «التصوير ليس مجرد صدفة بالنسبة لي، بل هو جزء من هوية عائلتي. والدي من رواد الصحافة في المحافظة، وأخي الأوسط يعمل مراسلاً لإحدى الوكالات الإخبارية والقنوات الفضائية، بينما أخي الأكبر فنان تشكيلي وخريج كلية الفنون الجميلة. كما أن والدتي عضو في نقابة الفنانين. كل ذلك أثر في اختياري لهذا المجال رغم دراستي للقانون وعمل فترة قصيرة في المحاماة".
بدأ شغف علياء بالتصوير خلال تصويرها لزميلاتها أثناء حفل التخرج قبل أربع سنوات باستخدام الهاتف المحمول. ومن تلك اللحظة، تطورت هوايتها إلى مهنة، حيث أصبحت تصور المناسبات العائلية الخاصة وزادت شهرتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ومع ازدياد الطلب على خدماتها، اتسعت دائرة عملها لتشمل زبائن من محافظات أخرى مثل الناصرية، العمارة، بغداد، بابل، وكربلاء.
افتتحت علياء استوديو نسائي متخصص في مدينة الكوت، بحي الكفاءات. وقسمت المكان إلى عدة أجنحة: الجناح الملكي، الرسمي، جناح الأطفال، زاوية للخريجات، وجناح لجلسات الحمل. وتقول: «كل جناح يتميز بخلفيات ومعدات خاصة تتناسب مع طبيعته. مثلاً، جناح الأطفال يحتوي على ألعاب وأشياء يحبها الأطفال، مثل الدراجات الصغيرة، سيارات اللعب، عربة خشبية، وأشكال الكيك، بينما يتميز جناح العرسان بالفخامة".
تشير علياء إلى أن دعم أسرتها كان حجر الأساس لنجاحها، قائلة: "تلقيت التشجيع من عائلتي منذ البداية، خاصة أثناء تصويري لصديقاتي وأقربائي. ومع ازدياد الطلب على جلسات التصوير، قررت افتتاح الاستوديو وتجهيزه بأحدث المعدات".
وتضيف: «مواقع التواصل الاجتماعي كانت بوابة لانتشار عملي، حيث ساعدتني على جذب زبائن من خارج المحافظة، وأصبحت وسيلة فعالة للترويج".
تختتم علياء حديثها برسالة تشجيع للفتيات قائلة: «أنا مؤمنة بأن العمل عبادة، وأشجع كل فتاة على بدء مشروعها الخاص، مهما كان بسيطاً، مثل الخياطة أو الطهي أو التصوير. مع التطور الرقمي اليوم، يمكن لأي فتاة أن تبدأ مشروعها بسهولة عبر الإنترنت، لكن النجاح يتطلب المصداقية والدقة في العمل».