علي حسين
اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن ، وانخفض مؤشرالعدالة الاجتماعية ، حتى شاهدنا نواب ومسؤولين يعتبرون نهب المال العام حقا مشروعا .
بالامس نشرت وسائل الاعلام خبر الحكم بالسجن ثلاث سنوات على النائب السابق هيثم الجبوري لدوره في سرقة القرن ، ولم يخبرنا القضاء : هل اعاد الجبوري الاموال التي سرقها ، ام انها تحولت الى بنوك اجنبية ، وسيتمتع بها حال شموله بقانون العفو؟ .
بالتأكيد تتذكرون هيثم الجبوري " مدلل " ائتلاف دولة القانون عندما قرر ان يطلق مدفعيته الثقيلة ضد الدكتورسنان الشبيبي محافظ البنك المركزي آنذاك من كل الاتجاهات تحت شعار: "لا نريد خبيرا اقتصاديا يتولى شؤوننا"، وبنى " الهمام " هيثم الجبوري خطته في القصف على أساس أن الشبيبي ينتمي إلى طائفة من التكنوقراط لا تنسجم مع مقتضيات الواقع الجديد، الذي اراد له جماعة هيثم الجبوري أن يستند على قيم المحاصصة الطائفية والمحسوبية وعلى " تكنوقراط " من عينة عالية نصيف ، بل ذهب خبراء دولة القانون إلى اتهام الرجل بأنه مسؤول عن تهريب أموال العراق إلى المنظمات الإرهابية، مثلما أخبرنا النائب "آنذاك" هيثم الجبوري، والذي تم تكليفه برئاسة اللجنة الاقتصادية في البرلمان، وكان نتيجتها أن تمت لفلفة عشرات المليارات "الدولارية" في مشاريع وهمية، في ذلك الوقت أصر هيثم الجبوري على أن يقدم الشبيبي استقالته وفي الوقت نفسه استطاع الجبوري وبكل كفاءة أن يحقق للسادة النواب انجازات عظيمة، منها قانون تقاعد أعضاء البرلمان، وسلفة المئة راتب لكل برلماني ومشروع السيارات المصفحة ، وأعتقد أن من يحقق مثل هذه الإنجازات العظيمة يحق له أن يقدم الشبيبي إلى أقرب مقصلة.. في ذلك الوقت كتبت مقالا اسأل فيه ، أُّيهما أخطر على العراق، عالِم جليل بحجم سنان الشبيبي الذي كان يسعى إلى تشغيل آليات بناء مؤسسات الدولة على أسس علمية، أم حيتان الفساد من عينة هيثم الجبوري ، الذين انتشروا مثل السرطان في جسد البلاد؟. لم يثبت حتى لحظة وفاته أن الشبيبي شكل تهديدا للأمن الوطني حتى يقرر أشاوس الفساد شن حملة افتراءات ضده، لكن المؤكد بالصورة والصوت، أن الفاسدين الذين تستر عليهم بعض المسؤولين أهلكوا البلد وشكلوا ويشكلون أخطر تهديد ضد أمن الوطن والمواطنين، حيث وصل الحال بنا إلى أن نصبح في طليعة البلاد الأكثر فساداً ونهباً للمال العام.
رحل سنان الشبيبي قبل سنوات في الغربة وهو أكثر عراقية ووطنية من لصوص هذا الزمن وقدوتهم هيثم الجبوري .
جميع التعليقات 1
احمد شكارة
منذ 7 أيام
استاذ علي حسين المحترم تحياتي وتمنياتي الطيبة. حديث صحيح ودقيق مهم جدا يوضح مفارقة واضحة بين الذين قدموا انجازات تلبي مصلحة العراق اولا من خلال مواقف موضوعية تتمتع بنزاهة مثالية واخرون فسدة وصل فسادهم درجات خرقت كل الخطوط الحمر.