بغداد / محمد العبيدي
تعوّل الجهات الأمنية العراقية على الجدار الفاصل مع سوريا لتحقيق تقدم كبير في تأمين الحدود، في خطوة تهدف إلى منع تسلل الإرهابيين وعصابات التهريب. يمثل هذا المشروع جزءاً من سلسلة إجراءات أمنية تعزز المراقبة على الشريط الحدودي الذي استغله تنظيم داعش لسنوات في التنقل بين البلدين.
تعزيزات أمنية
منذ مايو/أيار 2021، بدأت القوات العراقية بحفر خندق بعرض وعمق 3 أمتار على طول الحدود مع سوريا، إضافة إلى إنشاء أبراج مراقبة مدعومة بكاميرات حرارية وأسلاك شائكة. وقد أنشئ جدار كونكريتي بطول 160 كيلومتراً وارتفاع 3 أمتار، مدعوماً بخندق وساتر ترابي وعوارض منطادية، بهدف منع أي محاولات تسلل.
منع التسلل والتهريب
وفقاً لمسؤولين أمنيين، فإن قوات الحدود وضعت خطة محكمة لتوزيع القطعات العسكرية في أبراج المراقبة وتفعيل أنظمة الكاميرات الحرارية لمراقبة التحركات. وفي هذا الصدد، قال الخبير الأمني فاضل أبو رغيف إن "الجدار شُيد وفقاً لمواصفات جيدة، وسيمنع دخول العناصر الإرهابية إلى العراق، كما أنه سيحد من عمليات التهريب والتسلل". وأضاف أبو رغيف في تصريح لـ"المدى" أن "استكمال المشروع يعد خطوة هامة نحو عراق خالٍ من الأنشطة الإرهابية والخروقات القانونية"، مشيراً إلى استخدام أسلاك منفاخية فوق الجدار، بالإضافة إلى إقامة متاريس وسواتر ترابية تعزز الحماية.
تحديات أمنية مستمرة
رغم هذه الجهود، يظل ملف الحدود العراقية السورية أحد أبرز التحديات الأمنية. إذ يُستغل الشريط الحدودي من قبل تنظيم داعش وشبكات التهريب نتيجة لتعدد القوى المسيطرة على الجانب السوري. وعلى مدار العقدين الماضيين، كانت الحدود مسرحاً لتسلل الجماعات المسلحة، أبرزها تنظيم القاعدة وداعش، إلى جانب تصاعد عمليات التهريب، خاصة بعد اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011.
خاصرة رخوة
ضمن جهودها لتعزيز الأمن، رفعت وزارة الداخلية العراقية عدد الكاميرات الحرارية إلى 950 كاميرا، تقلصت المسافة بين المخافر إلى 3 كيلومترات فقط بدلاً من 50 كيلومتراً. وتبث الكاميرات بشكل مباشر إلى بغداد باستخدام منظومات تعمل بالطاقة الشمسية.
رغم هذه الخطوات، حذر الخبير الأمني مخلد حازم من أن "المنطقة المحاذية لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الحسكة لا تزال تمثل خاصرة رخوة للعراق، ما يتيح تسلل الإرهابيين منها". وأشار إلى أن الطبيعة الوعرة لبعض المناطق الحدودية تشكل ثغرات يمكن للعناصر الإرهابية استغلالها، مؤكداً على ضرورة مراقبة هذه الأنشطة بشكل مستمر. يرى خبراء أن ضبط الحدود بشكل كامل يتطلب استخدام طائرات مسيّرة وأبراج مراقبة متطورة، إلى جانب دوريات منتظمة على طول الشريط الحدودي. ويشيرون إلى أن وجود الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران في العراق وسوريا قد يسهم في تسهيل عمليات الدخول والخروج، ما يستدعي تعزيز الرقابة وضبط الحدود بوسائل أكثر تطوراً.